الحجِّ أحد أركان الدين الإسلامي، وهوالركن الخامس من أركان الإسلام الخمسة.
فريضة الحجِّ إلى بيت الله الحرام من أعظم النعم التي ينعمها الله جل في علاه لعباده، وهى عبادة من عبادات الله الخاصة فرضها الله على كل مسلم عاقل صحيح بالغ مستطيع، يملك ما يتوجب عليه من نفقة السفر في الذهاب والإياب، ونفقة من تلزمه نفقتهم من أهله وعياله مدة غيابه، ليجدد الحاجُّ العزم على طاعة خالقه، فمن يؤدي الحجِّ بشكل صحيح وكامل، فإن له ثواباً كبيراً عند الله، وبأذن الله وبأمره سبب لحصوله المغفرة والعتق من النار
نعلم علم اليقين إن الحجِّ إلزام إلهي للمؤمنين المخلصين بما عاهدوا عليه الله من الانقياد لطاعته والانتفاع من اجتماعهم بما يقوي وحدتهم ويؤسس لعلاقات وروابط جديدة على مستوى التعاون والتعارف والتشاور في حل مشاكلهم، فتتحول النداءات في طقوس الحجِّ إلى امتثالات والتزامات تنعكس بتجلياتها على الواقع برمته، لتضخ به الحياة في عروق المجتمع لتبعده عن الرتابة..
تعتبر فريضة الحجِّ من أفضل الأعمال التي يقوم بها الإنسان، ويتحرك من عمل إلى عمل ليحقق لنفسه البناء الروحي والفكري والعملي في أجواء العبادة التي يعيش في داخلها اللقاء بالله، وبذلك لا تشارك العبادة في عزل الإنسان عن الحياة، بل هي على العكس من ذلك، تدفعه دفعاً إليها بكل قوة لأن كل عمل محبوب لله عبادة إذا قام به الإنسان لوجه الله
كتاب الله تعالى هو المحور في استنطاق العبد لنداءات ربّه في الحجِّ وغيره من العبادات، فآياته هي التي تؤكد لنا أصالة العقيدة و تضيء لنا النور في كل الظلمات
لذلك، نريد أن نستنطق القرآن في مسألة الحجُّ فيما يريد الله للإنسان أن يعيه..
{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا..}
الله تعالى لدية علم مسبق بكل مجريات الكون لم يجعل فريضة الحجُّ واجبة على كل مسلم بل جعلها لمن إستطاع إلية سبيلا.
الحجِّ الصحيح يبدأ بالتصريح والوضوح لا بالحيل ولا بالتخفي في الأماكن حتى إذا أتى وقت الحجِّ يتسلل اجعل التكليف بالحجُّ مُناط بالإستطاعة .
يقول الله سبحانه: «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ»
إن هذه الممارسات تخالف، لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج نصوص شرعية ، ومن قول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ) ، فجعل الوعد بالمغفرة والقبول لمن لم يرفث ولم يغش ويتحايل ويعصي
منذ ثلاث شهور وجدت إعلان أنه يمنع الحج بدون تصريح وأنه هناك سوف تترتب غرامات وترحيلهم ، لاحظنا جميعا ان هناك أساليب ملتوية منها انك تبقى خائف ومترقب حتى لا يتم كشفك ..!
لماذا نضع أنفسنا في هذا الموقف...! ولماذا العناد...!
هذه القوانين يجب أن تحترم لأنها وضعت لتنظيم شعيرة الحجِّ ،فالحجِّ ليس رحلة سياحية كما يتشدق البعض في المجالس بأنه يحجُّ كل عام دون تصريح
للأسف ، كثيرون يتباهون بتحايلهم على الأنظمة ويعتبرونه ذكاءً خارقاً ، ولم يعلموا أنه إساءة لأنفسهم ووطنهم
ياغاليين ديننا مبني على الوضوح ديننا مبني على القرب يجب ان لا نتقرب إلى الله بالحيل هذه ليست صفة التقي ليست صفة الورع
هناك روحاً للحج، فمن لم يدخلها في عقله ومن لم يدخلها في قلبه فإنه لم يحجّ
ان الله طيب لا يقبل إلا الطيب
أن لم يكن الحجِّ من مال حلال فلا يقبل الله لان الحق سبحانه وتعالى {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}
يا عباد الله يسرالله الحجِّ والعمرة في صلاة الضحي وهي صلاة قبل الظهر ركعتين وحرم الله عليك النار
هناك أبعاد حقيقية وأساسية لموسم عبادة الحجِّ ومنها تقوية عناصر شخصية الحجاج وربطها بأصالتهم وهويتهم في انفتاحهم على ربهم ومواقع مرضاته
موسم الحجّ هو موسم الارتحال إلى الله في تصفية دائمة للقلب والعقل مما علق بهما من تأثيرات الدنيا ومظاهرها، وما أكثرها! في هذا الموسم، يعمل المؤمن المخلص على تعزيز حضور الله تعالى في عقله وقلبه، وفي كلّ ساحات الحياة، متمثّلاً لمعاني الحجّ ومفاهيمه الجليلة، سلوكاً متجذراً يمتد معه مدى العمر، في٦ إجابة وتلبية دائمة لنداء الله تعالى في التزام ميثاقه وحدوده.
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الحديث: (العُمْرَة إلى العُمْرةِ كَفَّارةٌ لِمَا بيْنهُما، والحجُّ المَبرُورُ لَيس لهُ جزَاءٌ إلَّا الجَنَّةَ)
الحجِّ المبرور لا ترتكب فيه المعاصي وفيه دلالة على إظهار التذلل والخضوع لله عز وجل وتعظيم للبيت وهو من شعائر الله
علينا جميعا أن نستفيد من هذا الموسم حتَّى لا يتحول إلى جهد ضائع، ليبقى لنا قاعدة للعبادة المتحرّكة في اتجاه حياة الإنسان المسلم في كلّ زمان ومكان
يجب أن يكون الحج خاليًا من اللغو والجدال، وأن يكون شعار المسلم فيه هو الإخلاص لله والخشوع ، فالحجِّ المبرور كما أخبرنا سيد الخلق ليس له جزاء إلا الجنة، فلا ينبغي الخوض في حديث لا نفع منه ولا فائدة تعود عليه وعلى دينه، ولا يقوم بفعل يتنافى وحرمة المكان والزمان كما يفعل البعض.
المطلوب من الإنسان في هذه الحياة في كلّ الرسالات، أن يتقرب إلى الله، وأن يعيش معه، ويفكر فيه، وأن يذكره، وأن يتعبّد له، وأن يطيعه، وأن يجعل دنياه في كلّ معانيها تجربة لما يحياه في الآخرة، وذلك بأن تكون دنياه لله، لتكون الآخرة في جوار الله"