قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

وادي حميثرة.. ملاذ عشاق سيدي أبو الحسن الشاذلي في شهر ذي الحجة

ضريح الشيخ الشاذلى
ضريح الشيخ الشاذلى
×

في شهر ذي الحجة من كل عام، يتحول وادي حميثرة إلى وجهة رئيسية لعشاق سيدي أبو الحسن الشاذلي، قطب الصعيد وحارس جبالها. هذه المنطقة، التي كانت توصف قديما من قبل الرحالة ابن بطوطة بأنها مكان مليء بالضباع، أصبحت الآن موطناً للذكرى والتقدير.

[[system-code:ad:autoads]]

حياة أبو الحسن الشاذلي

الشيخ أبو الحسن الشاذلي، الإمام وحجة الصوفية، ولد في عام 571 هـ بالمغرب الأدنى في بلدة شاذلة قرب تونس. تلقى تعليمه الديني في تونس، حيث برع في علوم الشريعة، النحو، التفسير، الحديث، وعلم الكلام. كانت له رحلات عدة، حيث زار القيروان، بغداد، والمغرب، حيث التقى بالعديد من الشيوخ والعلماء الذين أثروا في تكوينه الروحي والعلمي.

[[system-code:ad:autoads]]

الوصف الشكلي لأبو الحسن الشاذلي

بحسب ما ذكره الدكتور محمد سيد نور، كان أبو الحسن الشاذلي آدم اللون، نحيف الجسم، خفيف العارضين، طويل أصابع اليدين، وكان يتميز بفصاحة اللسان ولبس الثياب الفاخرة. كان ينأى عن الزى الذي اصطلح عليه الفقراء والصوفية، معتقداً أن اللباس ينادي على صاحبه ويكشف سره.

بصره وفقدانه

في أخريات حياته، فقد الشيخ أبو الحسن الشاذلي بصره، وذلك حسب رواية ابن الصباغ نقلاً عن جمال الدين القرافي. يُقال إن السبب وراء فقدان بصره كان نتيجة حادث وقع خلال إحدى سياحاته، بينما ذكر الأستاذ السندوبي أن السبب كان داءً ماديًا أصابه بالماء في عينيه.

رحلاته وتأثيرها

بدأ أبو الحسن الشاذلي رحلاته الروحية في سن مبكرة، حيث زار تونس وأخذ عن شيوخها، ثم انتقل إلى المشرق وزار العراق والتقى بطائفة من الصالحين. عاد بعدها إلى المغرب وصحب الشيخ عبد السلام بن مشيش الذي كان له تأثير كبير عليه. بعد تلقي إشارة روحية من الرسول محمد في المنام، انتقل الشيخ إلى مصر، حيث استقر في الإسكندرية.

الحياة في الإسكندرية

استقر أبو الحسن الشاذلي في الإسكندرية واتخذ داراً بالقرب من قلعة الديماس (كوم الدكة الآن). كان يلقي دروسه في جامع العطارين، حيث حضر عليه أجلاء العلماء وأكابر الفضلاء. بالإضافة إلى ذلك، كان ينشر علومه ومعارفه في جميع أنحاء مصر، مشجعًا تلاميذه على العمل والسعي، ومكافحًا للجهل والرضا به.

وفاته وإرثه

توفي أبو الحسن الشاذلي في السادس من شوال عام 656 هـ أثناء تأديته الصلاة في وادي حميثرة، حيث دفن هناك. روايات عديدة تشير إلى تفاصيل وفاته، منها ما يرويه ابن بطوطة عن استصحابه للأدوات اللازمة لتجهيز الميت، مما يشير إلى علمه بقرب أجله.

وادي حميثرة لا يزال حتى اليوم موطناً للذكرى والتقدير، حيث يقام فيه مولد سنوي يحتفل به محبو وأتباع أبو الحسن الشاذلي، مستذكرين إرثه الروحي وتعاليمه الصوفية.