قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

موسكو من الداخل بين الواقع والادعاءات.. صور

موسكو
موسكو
×

حين يقع على مسامعك اسم العاصمة الروسية موسكو يلوح في أفقك سماء مدججة بالطائرات العسكرية، ومدينة محاطة بقوات والآلات العسكرية متأهبة لحالة الحرب وأسوق تعاني أزمات في السلع ومواطنين يسكنهم الخوف جراء الحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا.

ولكن الواقع مغاير تماماً لهذه الصورة الذهنية التي رسمها الإعلام الغربي على مدار عامين من الحرب الروسية الأوكرانية، فالحياة بالعاصمة الروسية والمدن الأخرى هادئة تماماً ومظاهر الحياة تنعم بالراحة والانسجام.

وكأن روسيا لم تدخل أي حرب بالأساس فالكل يعيش حياته بشكل طبيعي، فمنهم من يتجه إلى أعماله، ومنهم من يقضي إجازته في التسوق، أو في زيارة المزارات السياحية الروسية، عكس ما صورته بعض وسائل الإعلام في الخارج.

الأمان بموسكو

يتصور البعض أن شوارع موسكو يحتلها المافيا الروسية وقطعي الطرق كما تدعي بعض أفلام هوليود، لكن الواقع مخالف تماماً لتك الروايات السينمائية الزائفة، فنسبة الأمان بالعاصمة الروسية أعلى من دول أوروبا أخرى.

فالتواجد الأمني حاضر بكثافة، ولا يمكن أن تجد أي مظهر من مظاهر الإجرام والسرقة، أثناء تجولك بموسكو، حتى إن سرت بالطرقات في منتصف الليل ستشعر بالأمان والهدوء المريح للأعصاب.

موسكو

فبحسب حديث "عمر" أحد المصريين المقيمين بموسكو لـ "صدى البلد"، فإن حالة الأمان الذي يشعر بها خلال إقامته بموسكو منذ خمس سنوات، جعلته يشعر بالاطمئنان على أسرته، بفضل النظام والقانون الصارم في مكافحة أي مظهر من مظاهر الجريمة بالعاصمة الروسية، لافتًا إلى انه لم يتعرض مسبقًا للسرقة أو للبلطجة وذلك للتواجد الشرطي بكافة أرجاء موسكو عكس ما يزعمه البعض.

موسكو والهدوء

الحياة بموسكو أو بأغلب المدن الروسية، تبدأ من الساعة التاسعة صباحاً، وتنتهي في العاشرة مساءً، وطيلة هذه الفترة لن تجد أي مظاهر للإزعاج سواء زحام أو تكدس في الموصلات العامة.

موسكو

لكون طبيعة الحياة بالعاصمة الروسية هادئة بما فيهم المواطنون، الذين يحبون الهدوء والتحدث بصوت خافت لعدم إزعاج الآخرين ممن حولهم، في سلوك يبرز مدى تحضر الشعب الروسي.

استقبال الغرباء بروسيا

ربما البعض خاصة العرب عانوا من تجارب مأساوية حملت العنصرية والكراهية، أثناء زيارتهم لبعض البلدان الأوروبية، لكن النمط الروسي كان مختلفاً تماماً.

وذلك بفضل حسن الترحاب وكرم الضيافة والتعامل مع السائحين خاصة العرب بكل ود وحب، فلن تجد من يرمقك بنظرة عنصرية، أو يسيء إليك بسبب لون بشرتك أو لغتك العربية، بل على العكس ستجد من يساعدك ومن سيلتقط معك الصور التذكارية، ومن سيبادلك نظرات الإعجاب، ستشعر خلال زيارتك للعاصمة الروسية بأنك لست بغريب أو غير مرغوب فيه.

موسكو

ففي أغلب المزارات السياحية التي تمتاز بها موسكو، ستجد الكثير من العرب أبرزهم من دول الخليج ومصر، للاستمتاع بإجازتهم عبر التنزه بالعاصمة الروسية الشاسعة لترى في أعينهم الانبهار والسعادة بفضل الأجواء الجميلة والاحتفالية التي تتميز بها موسكو.

وعن رأي السياح العرب حول تجربتهم بموسكو أوضح "جاسر" من الأمارات لـ" صدى البلد "، أنه لم يتوقع أن يكون لدى موسكو العديد من المزارات السياحية المبهرة، مشيراً إلى انه استمتع كثيراً برحلته في روسيا، بفضل الأجواء السياحية الجميلة والشوارع النظيفة الحافلة بمظاهرة الحياة الخلابة عكس ما يقال في وسائل الإعلام الأجنبية

سبب زيادة السياحة في روسيا

أعلن اتحاد الشركات السياحية الروسية أن عدد السياح إلى روسيا في العام الماضي 2023 ارتفع بنحو ثلاثة أضعاف قياسا بالعام الأسبق.

ويعتقد الخبراء أن التأشيرة الإلكترونية ساهمت في زيادة إقبال السياح على روسيا، وسط توقعات في ارتفاع تدفقهم هذا العام، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى الصينيين.

نمط الحياة في موسكو

خلال تجولك بشوارع العاصمة الروسية، ستشعر وأنك في عرض أزياء بفضل أناقة الرجال والسيدات الروس فجميعهم مهندمون، يهتمون بمظهرهم بطريقة مبهرة تجعلك تستمتع برؤية المارة في الشوارع والمواصلات العامة.

موسكو

فلن تجد أي تلوث بصري أو غير حضاري فالجميع يحافظ على مظهره حتى الطبقات الدنياوية، فنادراً ما ستجد متسولين أو أناس يأخذون من الشوارع ملجأ لهم، عكس دول أوروبية يفترش مواطنوها الشوارع للسكن فيها.

فأغلب من يطلبون المساعدة لطالب المال، يحملون الآلات الموسيقية في محطات المترو والأنفاق للعزف والغناء مطلقين العنان لمواهبهم لكسب المال بطريقة مشروعة دون الحاجة إلى مد أيديهم بهدف التسول، في مظهر متحضر ينم على رقي الثقافة الروسية بكافة طبقتها.

البنية التحتية بالعاصمة الروسية

مترو موسكو، قصر الجمهور وشريان الحياة، يتدفق إليه يوميا 9 ملايين شخص، للذهاب إلى أعمالهم أو لقضاء مصالحهم، فبدونه تتوقف الحياة العامة، إذ يربط عشرات المدن ببعضها البعض، يختصر المسافات ويختزل الوقت.

مترو موسكو

يتسم مترو موسكو، بفن هندسي أشبه بدوائر متداخلة، تتفرع منها محطات بطراز فريد، ما بين الحداثة والتراث الروسي السوفيتي الحافل بالتماثيل والزخرفات العتيقة.

وللوصول إلى الوجهة بشكل سهل، يمكن تمييز المحطات المرادة عبر الأرقام والألوان ما يسهل على الراكب الوصول إليها.

مترو موسكو

وبفضل ضخامة العاصمة الروسية تتشعب محطات المترو لعدد من الخطوط يصل عمق بعضها مئات الأمتار تحت الأرض، وتصل إليها عبر سلم كهربائي يصعب للعين أن تجد نهايته.

نظام مروري صارم

أما عن وسائل الموصلات الأخرى، فستجد الترام والأتوبيس الترددي منتظمة، وتأتي في المعاد المحدد لها كما يعرض الشاشة الموضوعة بمحطات الأتوبيس أو الترام.

بالإضافة إلى ذلك يوجد تنظيم مروري في غاية الدقة، يسهل تيسير حركة المارة والسيارات دون وقوع أي تكدس أو زحام قد يؤدي إلى شلل مروري كما يحدث في أغلب دول العالم.

موسكو

وفي هذا الشأن أوضح "محمد" شاب جزائري مقيم بموسكو لـ"صدى البلد" ، أن مترو الانفاق بالعاصمة الروسية مريح للغاية ويصل في موعده ولا يطول انتظاره لأكثر من دقاقتين، مضيفاً ان البنية التحتية بموسكو متطورة للغاية وتختصر المسافات الطويلة وتساعده في الذهاب إلى عمله في الوقت المحدد وهذا ما يسهل عليه حياته بالعاصمة الروسية.

الطقس في موسكو

يبالغ البعض حول الطقس بموسكو في فصل الصيف الذي يبدأ من شهر يونيو حتى سبتمبر ستجد أجواء صيفية دافئة تحيط بالعاصمة الروسية، مع هطول القليل من المطر، فلن تشعر بموجة من الصقيع كما يعتقد البعض.

موسكو

يعد هذا التوقيت أفضل وقت مناسب لزيارة موسكو والمدن الروسية في رحلة سياحية غامرة بجمال الطبيعة والتراث المعمري الروسي، فلا تردد في زيارة روسيا إن كنت تفكر في ذلك.