كشفت دراسة البنتاجون عن حقيقة مروعة، أن الجنود الأمريكيون هم أكثر عرضة لقتل النفس بتسع مرات أكثر من الموت في القتال. النتائج، التي تم الكشف عنها في تقرير حديث صادر عن وكالة الصحة الدفاعية هي كشف حصريًا لصحيفة يو أس أي توداي، وتسلط الضوء على اتجاه مثير للقلق العميق داخل الجيش.
[[system-code:ad:autoads]]
ووفقا للدراسة، التي امتدت على مدى خمس سنوات حتى عام 2019، برز قتل النفس باعتباره السبب الرئيسي للوفاة بين الجنود في الخدمة الفعلية، حيث أودى بحياة 883 شخصا. وفي تناقض صارخ، بلغ عدد الوفيات المرتبطة بالقتال 96 فقط خلال نفس الإطار الزمني. وتؤكد هذه الأرقام الأثر الكبير الذي تسببه تحديات الصحة العقلية على الأفراد العسكريين، مما يفوق المخاطر التي يشكلها عمل العدو.
[[system-code:ad:autoads]]
وعلى الرغم من الجهود المتضافرة التي يبذلها الجيش والبنتاجون لمعالجة هذه القضية، فقد ارتفعت معدلات الانتحار بين الجنود في السنوات الأخيرة. ومما يثير القلق أن البيانات التي حصلت عليها صحيفة يو اس تواي تشير إلى أنه اعتبارًا من عام 2024، استسلم 55 جنديًا بالفعل لقتل النفس. ويعكس هذا الارتفاع المثير للقلق اتجاها مجتمعيا أوسع نطاقا، مع ارتفاع معدلات قتل النفس بين كل الأميركيين بنسبة 37% منذ عام 2000.
تضررت المنشآت العسكرية في ألاسكا بشكل خاص من جراء الأزمة، حيث شهدت فورت وينرايت ارتفاعا مثيرا للقلق في حالات الانتحار. على الرغم من الاستثمار الكبير في البنية التحتية وموارد الصحة العقلية، استمرت المشكلة، مما أدى إلى زيادة عدد المتخصصين في مجال الصحة العقلية إلى الولاية بعد التدقيق المكثف.
وفي استجابة للضغوط المتزايدة، حدد وزير الدفاع لويد أوستن استراتيجية متعددة الأوجه تهدف إلى الوقاية، مع التركيز على تحسين الوصول إلى خدمات الصحة العقلية والتدابير الرامية إلى تشجيع التخزين الآمن للأسلحة النارية، والذي يمثل نسبة كبيرة من الوفيات الانتحارية. وتشمل خطط البنتاغون الطموحة نشر قوة عاملة متكاملة للوقاية الأولية في القواعد الأكثر عرضة للخطر، بهدف معالجة القضايا السلوكية الأساسية مثل الإفراط في شرب الخمر.
وكشفت الدراسة أن الجروح الناجمة عن أعيرة نارية تشكل وسيلة سائدة لقتل النفس بين الجنود، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى اتخاذ تدابير وقائية شاملة. وقد اكتسبت الجهود الرامية إلى تطبيع التخزين الآمن للأسلحة النارية قدرا كبيرا من الاهتمام داخل الجيش، حيث أسفرت مبادرات مثل تلك التي جرت في فورت كافازوس في تكساس عن نتائج واعدة.
وشدد العقيد كيفين جوك، المسؤول في مديرية الوقاية والمرونة والجاهزية بالجيش، على تطور نهج الجيش في منع قتل النفس، والذي يشمل الآن رؤية شاملة لرفاهية الجنود. وتشكل مبادرات التدريب التي تهدف إلى الحد من الوصمة وتعزيز الحوار المفتوح حول قضايا الصحة العقلية جزءًا لا يتجزأ من هذا الجهد، وتمكين الجنود من التعرف على حالات الأزمات ومعالجتها بشكل استباقي.
وبينما تتصارع المؤسسة العسكرية مع التحدي الرهيب المتمثل في حماية الصحة العقلية لأفرادها، أصبحت ضرورة اتخاذ تدابير وقائية شاملة وفعالة أكثر وضوحا من أي وقت مضى. إن المخاطر كبيرة، والحاجة إلى اتخاذ إجراء حاسم أمر بالغ الأهمية، حيث يواصل المدافعون عن الأمة مواجهة خصم صامت داخل صفوفهم.