قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

معنى حديث "أيام التشريق أيام أكل وشرب".. ولماذا لا تصام؟

ما معنى أيام التشريق أيام أكل وشرب؟
ما معنى أيام التشريق أيام أكل وشرب؟
×

بين الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر والمفتي السابق، فضل أيام التشريق، ومعنى أيام التشريق أيام أكل وشرب، وذلك مع استعداد المسلمين لاستقبال يوم عرفة وفي عقبه يوم النحر وأيام التشريق فـ ما معنى أيام التشريق أيام أكل وشرب؟

[[system-code:ad:autoads]]

ما معنى أيام التشريق أيام أكل وشرب؟

يقول علي جمعة إن للعبادات في الإسلام حكما وأسرارا تنكشف لكل ذي تفكير سليم وعقل راجح ونفس راقية‏،‏ ويعد الحج من أعظم العبادات أسرارا وأكثرها حكما‏،‏ تتمثل هذه الأسرار وتلك الحكم في شعائره جميعها من طواف وسعي ووقوف‏..‏ إلخ، وتمتد أيضا إلى سائر الشعائر التي ترتبط بالحج وتجمع الأمة الإسلامية تحت لوائها كيوم العيد وأيام التشريق، وأيام التشريق هي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، وسميت بـ التشريق; لكثرة ما ينشر في الشمس من اللحم فيها، وهي أيام ذكر لله تعالى وشكر له، قال ﷺ: «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله» [صحيح مسلم]، وهي أيام يحرم الصوم فيها لغير الحاج، قال ﷺ: «يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق، عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب» [سنن الترمذي]، وهي الأيام المعدودات المذكورة في قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}.

[[system-code:ad:autoads]]

فضل الإكثار من الذكر في أيام التشريق

وقد حث الشرع الشريف على الإكثار من ذكر الله تعالى في أيام التشريق; حيث يتأكد في هذه الأيام المباركة التكبير المقيد بأدبار الصلوات المكتوبات، والتكبير المطلق في كل وقت إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر، وقد امتثل الصحابة لذلك، فقد كان عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه وفي مجلسه وممشاه تلك الأيام جميعا، وكانت ميمونة رضي الله عنها تكبر يوم النحر وكان النساء يكبرن خلف أبان بن عفان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المساجد.، [صحيح البخاري].

وكون هذه الأيام أيام أكل وشرب فيه إشارة إلى أن الأكل في أيام الأعياد والشرب يستعان به على ذكر الله تعالى وطاعته، وذلك من تمام شكر النعمة أن يستعان بها على الطاعات، وقد أمر الله تعالى في كتابه بالأكل من الطيبات والشكر له، قال ﷺ: «إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها» [صحيح مسلم]، فأيام التشريق يجتمع فيها للمؤمنين نعيم أبدانهم بالأكل والشرب، ونعيم قلوبهم بالذكر والشكر، وبذلك تتم النعمة.

وفي النهي عن صيام أيام التشريق بعد العمل الصالح في العشر الأول من ذي الحجة لمن لم يحج وبعد أعمال الحج للحاج لفتة إلى حال المؤمنين في الدنيا؛ فإن الدنيا كلها أيام سفر كأيام الحج، وهي زمان إحرام المؤمن عما حرم الله عليه من الشهوات، فمن صبر في مدة سفره على إحرامه وكف عن الهوى; فقد قضى تفثه ووفى نذره، وصارت أيامه كلها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل، وصار في ضيافة الله عز وجل في جواره بجنة الخلد، ولهذا يقال لأهل الجنة: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} ، ويقال لهم: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}; فمن صام اليوم عن شهواته أفطر عليها غدا بعد وفاته، ومن تعجل ما حرم عليه من لذاته عوقب بحرمان نصيبه من الجنة وفواته.