ربما حان الوقت للتلاعب على المبادئ من أجل تحقيق الأهداف السياسية، وهذا هو دائما حال سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، وفى أحدث انعكاسات تلك الاستراتيجية، رفعت واشنطن الحظر المفروض على إرسال الأسلحة والتدريب إلى لواء آزوف الأوكراني، وهو المعروف بأنه لواء يميني متطرف، وذلك بعد أن لعب دورا حيويا في الدفاع عن مدينة ماريوبول الساحلية، وذلك رغم ما كان له من ماض مثير للجدل.
[[system-code:ad:autoads]]
وبحسب تقرير نشرته صحيفةCNN الامريكية، فإن هناك حظرا والمسمى بـ"قانون ليهي"، يتضمن منع تقديم أي مساعدة عسكرية أو تدريب للوحدات الأجنبية المسؤولة عن انتهاكات حقوق الإنسان، بحسب وزارة الخارجية الأمريكية، ولكن القرار الأمريكي جاء بعد التلاعب الشكلى، حيث تم دمج الكتيبة، والتي تحمل اسم لواء آزوف الثاني عشر للقوات الخاصة، في الحرس الوطني الأوكراني في عام 2023، بعد حل التشكيل الأولي، وقد تم الإشادة بالوحدة لدورها في القتال ضد الاحتلال الروسي في منطقة ماريوبول.
[[system-code:ad:autoads]]
ما هى كتيبة آزوف؟
وكتيبة آزوف هي وحدة يمينية متطرفة، ويصنفون بأنهم من النازيين الجدد التابعين للحرس الوطني الأوكراني، ومقرها مدينة ماريوبول على ساحل بحر آزوف، وقاتلت القوات الإنفصالية خلال الحرب في دونباس، وقد تشكلت آزوف في البداية كميليشيا متطوعة في مايو 2014، وشهدت أول تجربة قتالية لها في استعادة ماريوبول من الانفصاليين الموالين لروسيا في يونيو 2014، وفي 12 نوفمبر 2014، تم دمج آزوف في الحرس الوطني الأوكراني، ومنذ ذلك الحين أصبح جميع الأعضاء جنودًا متعاقدين يخدمون في الحرس الوطني.
في عامي 2015 و 2016 اكتسبت الكتيبة الكثير من الاهتمام وحصلت على التعاطف من الحركات النازية الجيدة، حيث استخدمت أيضاً الرموز النازية للتعبير عن شعاراتها، وممثلو آزوف قالوا إن الرمز هو اختصار لشعار «الفكرة الوطنية»، ونفوا أي صلة بالنازية، في مارس 2015، قال متحدث باسم الكتيبة إن حوالي 10-20٪ من أعضائها من النازيين.
وقد منع بند في قانون الاعتمادات الموحدة لعام 2018 الذي أقره الكونغرس الأمريكي المساعدة العسكرية لآزوف على أساس أيديولوجيتها المتعصبة للبيض لكنه ألغى لاحقاً الحظر على مساعدة المجموع، والملفت للنظر أن جميع أعضاء الكتيبة ينتمون لأكثر من 22 دولة مختلفة حول العالم.
صفحة جديدة فى تاريخ الوحدة
وبحسب تقرير الشبكة الأمريكية، فقد رحبت الوحدة برفع الحظر عن تلقي المساعدة الأمنية من الولايات المتحدة، قائلة في بيان لها الثلاثاء، "هذه صفحة جديدة في تاريخ وحدتنا"، وأضافت الوحدة: "إن أهلية الحصول على المساعدة الأمريكية لن تزيد من فعالية آزوف القتالية فحسب، بل الأهم من ذلك أنها ستساعد في إنقاذ حياة وصحة أفراد اللواء، فقد أصبح آزوف أكثر احترافا وأكثر فعالية في الدفاع عن أوكرانيا ضد الغزاة".
من جانبه أدان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف القرار الأمريكي يوم الثلاثاء، قائلا إن الولايات المتحدة مستعدة حتى لمغازلة النازيين الجدد، ولا مانع من التحالف مع الشيطان من أجل تحقيق مصالحها، ووذلك وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الروسية تاس.
المعارك الكبرى
وقد تأسست الوحدة كميليشيا للدفاع عن أوكرانيا ضد الغزو الروسي في عام 2014، وكانت تسمى في البداية "كتيبة آزوف"، وتنشط حول منطقة ماريوبول، وشجعت وزارة الدفاع الأوكرانية في ذلك الوقت كتائب المتطوعين لمساعدة الجيش وجهود المقاومة، وفي وقت لاحق من ذلك العام، تمت إعادة تنظيم كتيبة آزوف وتوسيعها لتصبح فوج شرطة آزوف الخاص التابع لوزارة الشؤون الداخلية، قبل أن تصبح جزءًا من الحرس الوطني، وفقًا لموقعها على الإنترنت.
وفي عام 2015، حرر مقاتلو آزوف مدينة ماريوبول والمناطق المحيطة بها من الاحتلال، مما دفع القوات الروسية بعيدًا عن المدينة، وقد شاركوا في عدة معارك كبرى في منطقة دونيتسك، وقالت الكتيبة إنها تنفي مراراً وتكراراً مزاعم الفاشية والنازية والعنصرية، وذلك رداً على مزاعم بأن لها ارتباطات مع العنصريين البيض والأيديولوجية النازية الجديدة.
الخارجية الأمريكية: الدعاية الروسية شوهت الكتيبة
وفى مبررها لاتخاذ تلك الخطوة، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن المعلومات المضللة الروسية عملت بنشاط على تشويه سمعة الوحدة، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية: "لقد حاولوا منذ فترة طويلة الخلط بين وحدة الحرس الوطني الأوكراني التابعة للواء القوات الخاصة الثاني عشر آزوف وميليشيا تم تشكيلها للدفاع عن أوكرانيا ضد الغزو الروسي في عام 2014، تسمى "كتيبة آزوف، وقد تم حل تلك الميليشيا في عام 2015، ولا علاقة لواء القوات الخاصة آزوف بتلك الميليشيا".
وبعد تطبيق عملية التدقيق في ليهي، لم تجد وزارة الخارجية أي دليل على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان" التي ارتكبها لواء آزوف الثاني عشر للقوات الخاصة، فيما قال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف، الثلاثاء، إن الخطوات التي اتخذتها واشنطن "لا يمكن أن تسبب سوى السخط الشديد"، ووصف اللواء بأنه "تشكيل قومي علني"، وقال إن موسكو تشعر بالقلق إزاء النهج الأمريكي في الحرب ضد الإرهاب".
وبعد تفجير مسرح ماريوبول عام 2022 الذي كان يؤوي مدنيين وكانت كلمة "أطفال" مكتوبة باللغة الروسية على الأرض على جانبي المبنى، اتهمت وزارة الدفاع الروسية "مسلحي كتيبة "آزوف" القومية" بحمل خارج الهجوم.
وقد أصبحت مدينة ماريوبول رمزا للمقاومة الأوكرانية، بعد أن احتمى جنود أوكرانيون، بمن فيهم أفراد من وحدة آزوف، وسكان لأسابيع تحت الأرض في مصنع آزوفستال الضخم لصناعة الصلب في المدينة، برفض الاستسلام للقوات الروسية.