قال السفير الأمريكي لدى أنقرة جيف فليك إن تركيا لا تزال ذات موقع مهم في الغرب، وإن شراكتها مع الولايات المتحدة لم تكن أقوى من الوقت الحالي حتى مع استمرار الانقسام بين الجانبين بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، وفق ما ذكرت صحف دولية.
توقعات العام
قال فليك، الذي من المقرر أن يترك منصبه هذا الخريف، إن موافقة تركيا على توسيع حلف شمال الأطلسي واتفاق بيع طائرات أمريكية من طراز إف-16 يشير إلى ميل أنقرة نحو الغرب هذا العام ويمهد الطريق لزخم دائم في التجارة والاستثمار.
وذكر فليك (61 عاما) في المقابلة التي أجريت معه في مقر إقامته بأنقرة: "الشراكة الاستراتيجية لم تكن أقوى من أي وقت مضى ونحن في وضع جيد".
وبدأ فليك، وهو سيناتور جمهوري سابق رشحه الرئيس الديمقراطي جو بايدن، عمله في أوائل عام 2022 وهيمنت عليه تداعيات التدخل الروسي لأوكرانيا، والذي حدث بعد ستة أسابيع من وصوله إلى تركيا.
تضييق واشنطن
وتضغط واشنطن على أنقرة من أجل تضييق الخناق على أي تهرب من العقوبات التي تفرضها على موسكو، وأيضا من أجل تأييد توسيع حلف شمال الأطلسي، وهو ما تم حله في يناير بموافقة تركيا لعضوية السويد بعد تأخير دام 20 شهرا.
حرب أوكرانيا
وأضاف فليك أنه على الرغم من العلاقات الاقتصادية والتجارية القوية التي تربط تركيا بروسيا، إلا أن الحرب في أوكرانيا سلطت الضوء على التزامها تجاه حلف شمال الأطلسي والغرب.
وقال فليك إن تركيا "كانت مثالية للغاية في دعمها لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها"، مستشهداً بإيقافها للسفن الحربية الروسية التي تعبر البحر الأسود وإمدادها بطائرات بدون طيار إلى كييف.
وأوضح أن المشاعر الحزبية تجاه تركيا في الكونجرس الأمريكي أصبحت إيجابية هذا العام، وسيستمر ذلك بغض النظر عن نتيجة الانتخابات الأمريكية في نوفمبر.
الانقسام حول وغزة
وتتمثل التوترات الرئيسية في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا في السنوات الأخيرة في التحالف الأمريكي مع الأكراد السوريين الذين تعتبرهم تركيا إرهابيين، وشراء تركيا للدفاعات الروسية إس-400، وهو ما أدى إلى فرض عقوبات أمريكية واستبعادها من برنامج الطائرات إف-35.
ويتعلق الخلاف الأخير بالحرب في غزة التي انتقد بسببها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشدة ما وصفه بجرائم الحرب الإسرائيلية والدعم الأمريكي للعملية ضد الفلسطينيين وحركة حماس.
وقال المبعوث الأمريكي إنه بينما ألغيت زيارة أردوغان المقررة مع بايدن في البيت الأبيض الشهر الماضي بسبب مشاكل في الجدول الزمني، فقد حدث ذلك أيضًا في وقت يلقي فيه الوضع في غزة بخلفية سياسية صعبة.
وأضاف: "من الواضح أنه ستكون هناك خلافات في ضوء الوضع في غزة، وهذا موقف صعب".
نقطة مهمة
لكن فليك أضاف أن علاقات أنقرة مع القادة السياسيين لحماس وفرت قناة قيمة خلال الصراع وفي محادثات وقف إطلاق النار، وأن واشنطن طلبت منها أحيانًا إيصال رسائل إليهم.