قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

نيفين منصور تكتب: أطواق دوارة

نيفين منصور
نيفين منصور
×

على مر العصور، تتكرر المشاهد، وربما تتكرر الأدوار مع اختلاف الشخصيات، فكتب التاريخ تروي حكايات متشابهة، ولكن مع اختلاف التفاصيل.

وتدور الأزمان وتتوالى وتُعاد المشاهد من جديد، أحيانا بشكل جماعي، وأحيانا أخرى بصور فردية، ثم تنتهي القصة لتبدأ من جديد في زمن آخر أو مع أشخاص آخرين، دائرة وتتكرر، وكأنها أطواق تتحرك لترفع شخص ما ثم تتحرك مرة أخرى لتهبط به وبجبروته وتنزع عنه القدرة الكبيرة التي كان يتمتع بها في وقت ما، ربما تنتهي قصته بالموت، وأحيانا أخرى تنتهي بحكمة، قد يفهمها البعض وقد تغيب عن البعض الآخر.

الحق والباطل، حكاية لا تنتهي، مستمرة، وستظل تستمر حتى تنتهي قصة الأرض، لنرى بأعيننا عدالة الإله في رد المظالم، ومعاقبة الظالمين. كل منا له قصته مع الظلم، ربما يكون قد كُتب عليك أن تتعرض للظلم بصورة فردية من شخص ما وفي حياتك الخاصة، وقد يُكتب عليك أن تتعرض للظلم أيضا بصورة فردية من شخص ما ولكن في حياتك العملية، وأحيانا تتعرض لظلم جماعي في زمن ما، يشاركك في الإحساس بالظلم بعض الأشخاص مهما زاد عددهم أو قل، ثم تدور الأطواق من جديد، وتدور معها الأزمان، وتنتهي سطوة الظالم، وتدخل في دائرة جديدة، لتتكرر معك المشاهد بصورة مختلفة.

دوائر الزمن تتكرر، والظلم لن ينتهي إلا مع انتهاء قصة كتاب الأرض، والحق قد يختفي لبعض الوقت ولكن لن يختفي للأبد، فقط سينتظر انتهاء دائرة الزمن، حتى تنتهي هذه الحياة الكروية، التي وضعتنا في قوالب مستديرة، حلقات دائرية تعتمد على الصعود والهبوط، ومدد زمنية لقصص متباينة، تدور حول محور ثابت له كفتا كفة للحق وأخرى للباطل.

تبدأ القصة كالمسار له بداية ونهاية ولكن في نقطة ما تلتحم البدايات والنهايات كالدوائر، ومن نقطة النهاية تبدأ مسارا آخر لقصة أخرى ربما لأشخاص جديدة أو لأشخاص مرت في حياتك من قبل وتعود لتظهر من جديد، وتدور حول نفس المحور بكتفيه الحق والباطل.

وفي تلك الدوائر المستمرة مع استمرار وجودنا في هذه الحياة، ليس لديك إلا سبيل واحد فقط، حتى تستطيع غلق هذا المسار، مهما مر الزمن، وهو سبيل الإرادة الحرة، التي تمكنك من الانحياز لإحدى الكفتين إما الحق أو الباطل، فتنتهي الدائرة، مهما طال الزمن.

وبالإرادة الحرة تختار نهايتك، فمن ينتصر للحق لن يخذله الإله الحق يوم القيامة، ومن ينتصر للباطل بكامل إرادته الحرة يستحق المصير الذي اختاره، ففي النهاية يذهب أهل الباطل جميعا إلى مقر واحد ويكافأ أهل الحق على تحملهم لمشقة الحياة في سبيل دفاعهم عن الحق ونصرته، كل منا يختار مصيره وكل منا أعلم بخبايا نفسه، يقول المولى- عز وجل- في كتابه الكريم (ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون).