مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي.. في ظل الأزمات والتحديات العالمية، أثبت الاقتصاد المصري قدرته علي الصمود والابتكار في أكثر من مجال وقطاع مختلف داخل الدولة، والتي كان أخرها وأهمها الانتهاء من أزمة العملة الأجنبية وتوفير العملة الصعبة داخل الدولة من خلال مشاريع استثمارية ضخمة في البلاد.

وفي هذا الصدد، تستعد مصر لاستضافة مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي، في نهاية شهر يونيو الجاري، ويحظي مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي علي أهمية كبيرة لدي كافة مؤسسات الدولة، ويهدف المؤتمر إلي التعريف بمختلف الفرص الاستثمارية المتاحة في الاقتصاد المصري، كما يسعي لتعزيز ودعم أوجه التعاون الاقتصادي بين مصر والدول الأوروبية.

ويستهدف المؤتمر جذب الاستثمارات الأوروبية المتنوعة والمُهمة إلى مصر، لاسيما في القطاعات ذات الأولوية، على رأسها البنية التحتية المستدامة، والطاقة المتجددة والكهرباء، والأمن الغذائي، والصحة والتعليم، والنقل المستدام وشبكات المياه والصرف الصحي، إضافةً إلى المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر والبيئة.

رسالة ثقة للإقتصاد المصري

وأكد الخبير الاقتصادي الدكتور محمد البهواشي، في تصريحات خاصة لموقع "صدي البلد" الاخباري، أن مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي المقرر انعقاده في نهاية شهر يونيو الجاري، يأتي في وقت مهم للغاية وسط أزمات عالمية، وفي ظل تحديات يمر بها العالم سواء للإتحاد الأوروبي أو العالم أجمع بصفة عامة.

وعقب محمد البهواشي، أن انعقاد مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي داخل مصر، يعد رسالة ثقة من قبل الإتحاد الأوروبي للإقتصاد المصري بما تم تحقيقه من خلال البرامج الإصلاحية التي احتاجت إليها الدولة المصرية خلال السنوات القليلة الماضية.

وتابع أن المؤتمر يُثبت ما تم من إجراءات إصلاحية مؤخرًا في الدولة، والتي استطاعت تحقيق الاستقرار في الاقتصاد المصري، وبالأخص تحرير سعر الصرف والقضاء علي سعر السوق الموازي، وتلك الإصلاحات كان لها القدرة علي تغيير رؤية مؤسسة التصنيف الدولية مرة أخرى عن الاقتصاد المصري، ليعدل من نظرته السلبية إلى أن تصبح نظرة إيجابية.

مصر صمام الأمان لدول الاتحاد الأوروبي

وأشار البهواشي، أن مصر هي البوابة الشرقية لدول القارة الأفريقية، وهي صمام الأمان لدول الاتحاد الأوروبي، والذي يخص ملف الهجرة الغير شرعية بالتحديد، فما يتم استثماره بالداخل المصري هو نموذج يمكن تطبيقه على باقي دول القارة الأفريقية.

وأوضح الخبير الاقتصادي، أن المناخ المصري في الوقت الحالي مهئ للاستثمارات، ولا سيما الاستثمارات الأوروبية التي تستهدف الطاقة الجديدة والمتجددة، وتستهدف قطاعات الاقتصاد الأخضر المصري، والتي تخص 6 قطاعات المتخصصة في قطاع الأرصاد الأخضر، ومنها إعادة التدوير والطاقة الجديدة والمتجددة.

انفراد مصر بإنتاج الهيدروجين الأخضر

ولفت الدكتور محمد البهواشي، أن مصر هي الدولة المنفردة في المنطقة بالكامل التي تنتج الهيدروجين الأخضر صناعيًا، بما لديها من إمكانيات وبنية تحتية متمثلة في مزارع الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر الواقع بإنتاجه في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس على ساحل البحر الأحمر وخليج السويس.

وأكمل الخبير الاقتصادي، أن مصر انشأت العديد من المشروعات التي بداخلها الاستدامة، وهو الأمر الذي يهم الإتحاد الأوروبي بشكل كبير، ليصبح الإقتصاد أخضر قليل الانبعاثات الكربونية.

استثمارات الاتحاد الأوروبي

وأكد الخبير الاقتصادي علي زيادة نسبة مشاركة القطاع الخاص بالاستثمارات، وتعطي الدولة هذا الملف اهتمامًا كبيرًا وتعمل علي زيادة نسبة مشاركة القطاع الخاص فيما يتم من مشروعات خلال الفترة الماضية، والتي تعد قادرة علي جذب المزيد من الاستثمارات.

وتابع الخبير الاقتصادي، أن تلك الاستثمارات كفيلة لجذب استثمارات الإتحاد الأوروبي، باعتباره رؤوس الأموال الأجنبية، بإلإضافة إلي امتلاك الإتحاد الأوروبي تكنولوجيا عالية، والتي تستهدف الحكومة المصرية أن تستقدم هذه التكنولوجيا لتوطينها في الداخل المصري.

التعاون الاقتصادي بين مصر والدول الأوروبية

وكان قد أكد الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس الوزراء، علي المُتابعة المُستمرة لمختلف الخطوات والإجراءات والتفاصيل الخاصة بالاستعدادات لإنطلاق مؤتمر الاستثمار المصري – الأوروبي، والذي يحظى باهتمام كبير من جانب مُختلف أجهزة الدولة المعنية، سعياً لإخراجه في أفضل صورة، وبما يعكس قدرة مصر على تنظيم مثل تلك الأحداث الدولية، منوهاً في هذا الصدد إلى أنه تم توجيه دعوات الحضور إلى العديد من كبار المسئولين والمعنيين.

وجدد رئيس الوزراء الإشارة إلى دور مؤتمر الاستثمار المصري – الأوروبي المهم في التعريف بمختلف الفرص الاستثمارية المتاحة في مختلف القطاعات الاقتصادية المصرية، مضيفاً: من شأنه أيضاً أن يسهم في دعم وتعزيز أوجه التعاون الاقتصادي بين مصر والدول الأوروبية، وجذباً لمزيد من الاستثمارات لعدد من القطاعات الواعدة.