تحولت المسيرات الاحتجاجية التي نظمها سكان مدينة ألاماتا، في منطقة تيجراي الجنوبية، في إثيوبيا خلال عطلة نهاية الأسبوع، ضد القتل المزعوم لعامل كهرباء على يد “مسلحي جبهة تحرير تيجراي"، إلى أعمال عنف حيث طالب السكان بانسحاب مقاتلي تيجراي.
[[system-code:ad:autoads]]
وأفادت وسائل إعلام إثيوبية، بأن شخصين آخرين أصيبا بجروح في اليوم التالي، وأبلغ أحد السكان، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لصحيفة "أديس ستاندرد"الإثيوبية أنه في 9 يونيو 2024، جرت مظاهرة شارك فيها آلاف المشاركين في المدينة ردًا على وفاة عامل كهرباء في اليوم السابق.
وبحسب المواطن، قُتل شخص أثناء الاحتجاج وأصيب آخر بجروح خطيرة، بينما أصيب شخصان آخران في اليوم التالي.
ومما يعزز عمق المظالم المحلية، أشار ساكن آخر تحدث إلى أديس ستاندرد دون الكشف عن هويته إلى أن المظاهرات دعت إلى انسحاب قوات تيجراي، التي يشيرون إليها باسم "قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي" من مدينة ألماتا والمناطق المحيطة بها.
وأشار المواطن إلى "الخوف والمعاناة الناجمة عن عمليات الاختطاف والقتل والتعذيب المزعومة" كدوافع للمطالبة.
وردد هايلو أبيرا، رئيس إدارة مدينة ألاماتا، هذه المخاوف، مسلطًا الضوء على محنة السكان و"الوحشية التي يواجهونها".
[[system-code:ad:autoads]]
وأبلغ أديس ستاندرد أن هناك زيادة في عمليات الاختطاف والقتل في الأشهر الأخيرة، سواء في ألاماتا أو بلدة كوريم القريبة، حيث تعرض السكان "للتعذيب وإجبارهم على دفع مبالغ مقابل إطلاق سراحهم".
وقال هايلو: "إن المظاهرة الأخيرة أدت بشكل مأساوي إلى مقتل شخص آخر وإصابات خطيرة، لا يمكن تجاهل نداءات السلام من ألاماتا".
كما طالب المتظاهرون الحكومة الفيدرالية بإلغاء الموافقة البرلمانية الأخيرة على مشروع قانون جديد سيسمح بإعادة تسجيل جبهة تحرير شعب تيجراي في وضعها الرسمي كحزب سياسي.
وفي بيان صدر في أبريل 2024، دعت حكومة إقليم أمهرة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي إلى "الاحترام الكامل" لاتفاق بريتوريا و"الإخلاء السريع للمناطق التي احتلتها مؤخرًا".
ويعد جنوب تيجراي، بما في ذلك مدينة ألماتا وضواحيها، إحدى المناطق التي احتلتها قوات من إقليم أمهرة في أعقاب اندلاع الحرب في إقليم تيجراي في نوفمبر 2020.
وقبل شهر، أعلن الفريق تاديسي ويريدي، نائب رئيس إدارة تيجراي المؤقتة، أن الإدارة في رايا، جنوب تيجراي، والتي كانت بحاجة إلى تفكيكها، انهارت، وغادرت الجماعة المسلحة المنطقة.
وأضاف: "التركيز الآن ينصب على الحل السلمي للقضايا المتبقية".
ومع ذلك، انتقد اللفتنانت جنرال تاديسي عدم اتخاذ الحكومة الفيدرالية إجراءات واضحة في غرب تيجراي، قائلاً: "لن نسمح بمرور شتاء آخر دون إحراز تقدم ونرفض التواطؤ في هذا التقاعس".
وقبل أسبوعين، سحبت إدارة تيجراي المؤقتة قواتها من المناطق الرئيسية لتسهيل عودة النازحين.
وأعلن جيتاشيو رضا، رئيس إدارة تيجراي المؤقتة، على مواقع التواصل الاجتماعي، أن قوات تيجراي بدأت الانسحاب من قريتي جارجالي وبقلو مناقيا قرب مدينة ألماتا.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب تفاهم تم التوصل إليه مع الحكومة الفيدرالية الإثيوبية وإدارة أمهرة، بحسب الرئيس.
وشدد جيتاشيو على أن القرار يعطي الأولوية للعودة الآمنة للنازحين داخليًا من تيجراي إلى ديارهم، بما يتماشى مع تنفيذ اتفاق بريتوريا للسلام.
كما ألمح أيضًا إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات لتسهيل عودة النازحين على نطاق واسع من سكان تيجراي.