يبدو أن الطائرات وحوادثها هى أسرع طريقة لتغيير القادة السياسيين حول العالم، فخلال الأشهر التى انقضت من 2024، توفى عدد من السياسيين نتيجة سقوط الطائرة التى تقله، ليترك من بعدها جدلا كبيرا، سواء فى تفسير الحادث وخلفياته العسكرية، أو تداعيات ما بعد موته، وبعد زعيم فاجنر والرئيس الإيراني، جاء الدور على نائب رئيس دولة إفريقية تم الإعلان عن وفاته، هو والوفد المرافق معه بعد سقوط طائرته فى أجواء مناخية سيئة.
[[system-code:ad:autoads]]
وبحسب نا نشرته شبكةBBC البريطانية، فقد أعلن رئيس مالاوي، لازاروس تشاكويرا، إنه تم العثور على حطام الطائرة التي كانت تقل نائب رئيس مالاوي دون أن يكون هناك ناجون، وقد كان ساولوس تشيليما وتسعة آخرون يحلقون داخل البلاد صباح أمس الاثنين عندما اختفت طائرتهم من رادارات المطا، وكانت الطائرة، وهي طائرة عسكرية، تحلق في طقس سيئ.
[[system-code:ad:autoads]]
على غرار الرئيس الإيراني .. البحث عن الجثث فى الأدغال
وكما حدث بدقة مع حادث سقوط طائرة الرئيس الإيراني، فقد سقطت الطائرة العسكرية داخل منطقة غابية وعرة، وظل البحث عن الجسامين لفترة زمينة طويلة قبل العثور عليها، وذكرت الشبكة البريطانية أن الجنود فى مالاوى ظلوا يفتشون غابة تشيكانجاوا طوال الليل وحتى الصباح في محاولة للعثور على الطائرة.
وفي مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء، قال الرئيس تشاكويرا إن قائد قوات دفاع ملاوي أبلغه أن عملية البحث والإنقاذ قد اكتملت وتم العثور على الطائرة، وعبر تشاكويرا عن شعوره بحزن عميق وأسف وهو يبلغ الملاويين بالمأساة الرهيبة، وأضاف أن فريق الإنقاذ عثر على الطائرة مدمرة بالكامل.
الرئيس ونائبه من حزبين مختلفين.. وكان بطريقه لدفن وزير
وينتمي نائب الرئيس والرئيس إلى حزبين مختلفين، لكنهما تعاونا لتشكيل تحالف خلال انتخابات 2020، وقد أشاد تشاكويرا بالدكتور شيليما، ووصفه بأنه "رجل طيب" و"أب مخلص" و"نائب رئيس رائع"، وأضاف "أعتبره من أعظم الشرف في حياتي أن يكون نائبا ومستشارا"، وكان الدكتور شيليما (51 عاما) في طريقه لتمثيل الحكومة في مراسم دفن وزير الحكومة السابق رالف كاسامبارا، الذي توفي قبل أربعة أيام.
وكانت السيدة الأولى السابقة شانيل دزيمبيري أيضًا على متن الطائرة التي أقلعت من العاصمة ليلونغوي صباح الاثنين، وقد كان من المقرر أن تهبط الطائرة في مطار مدينة مزوزو الشمالية، لكنها عادت أدراجها بسبب ضعف الرؤية، وذكر الرئيس إن الجيش ينقل رفات الدكتور شيما والضحايا الآخرين إلى ليلونجوي، مضيفًا أنه سيتم الإعلان عن ترتيبات الجنازة في الوقت المناسب.
كان متهما بالفساد وتم العفو عليه منذ شهر
وكان الدكتور تشيليما نائبًا لرئيس ملاوي منذ عام 2014، وبالمناسبة هو متزوج وله طفلان، وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أنه كان محبوبا على نطاق واسع في مالاوي، خاصة بين الشباب، ولك مع ذلك، ألقي القبض على الدكتور شيليما ووجهت إليه اتهامات في عام 2022 بتهمة قبول أموال مقابل منح عقود حكومية وقد نفى ارتكاب أي مخالفات.
والمفاجأة، أنه في الشهر الماضي، أسقطت المحكمة التهم دون إبداء أسباب القرار، وقد ظل تشيليما نائب لرئيس البلاد لفترة طويلة تخطت الـ10 سنوات، وقد توفي عن عمر يناهز 51 عاما، وقد شغل منصب نائب الرئيس لمدة 10 سنوات، في البداية في عهد الرئيس السابق بيتر موثاريكا، الذي اختاره من قطاع الأعمال لثاني أعلى منصب في الحكومة.
من هو الدكتور تشيليما؟
وقبل أن يصبح الدكتور تشيليما نائبًا للرئيس في عام 2014، كان يشغل منصب المدير الإداري لشركة الاتصالات الرائدة في البلاد إيرتل ملاوي، وكان أول ملاوي يرأس المنظمة، وبحسب ما ورد بتقرير منفصل لشبكةBBC البريطانية، فقال موثاريكا إنه كان في شراكة مع شخص "موثوق ومنتج"، ولكن بعد أربع سنوات، اختلف الدكتور تشيليما مع الرئيس، متهماً الحكومة بعدم بذل ما يكفي من جهد لمحاربة الفساد وحماية بعض الناس.
وبموجب قانون مالاوي، لا يستطيع الرئيس إقالة نائب الرئيس، وتحدى الدكتور تشيليما الدعوات بالاستقالة على الرغم من تحديه العلني للحكومة التي كان فيها، وقام فيما بعد بتشكيل حزبه السياسي الخاص، حركة التحول المتحدة(UTM)، داعياً إلى التغيير والإصلاح الجذري في البلاد، وبالفعل ترشح للرئاسة عام 2019 كمرشح الحزب وحصل على المركز الثالث.
حدث تاريخي
وبالفعل فاز موثاريكا في تلك الانتخابات لكن المحكمة العليا في مالاوي أبطلتها فيما بعد بسبب مخالفات واسعة النطاق، وكانت هذه هي المرة الأولى في أفريقيا التي يتم فيها إلغاء نتيجة الانتخابات من قبل المحكمة ثم يتم هزيمة الرئيس الحالي في إعادة الانتخابات، وتعاون الدكتورة شيليما ليكون نائب لازاروس شاكويرا في إعادة التشغيل التاريخية لعام 2020.
وتم انتخاب تشاكويرا، الذي احتل المركز الثاني في الاستطلاع المشكوك في مصداقيته لعام 2019، رئيسًا بشكل مدوي، وأصبح الدكتور تشيليما نائبًا للرئيس، ولكن نائب الرئيس واجه مزاعم الفساد، والتي عارضها كثيرًا في الإدارة السابقة، وتم القبض عليه عام 2022 بدعوى حصوله على أموال مقابل التأثير على منح العقود الحكومية، وهو ما نفاه، وقام الرئيس بطرد مسؤولين آخرين تم تسميتهم إلى جانبه، وبما أنه لم يتمكن من إقالة نائب الرئيس، فقد وعد تشاكويرا بأنه لن يقوم بعد الآن بتفويض أي مهام رسمية للدكتور شيليما أثناء محاكمته.
لكن التهم أسقطت الشهر الماضي دون إبداء الأسباب، في خطوة أثارت تساؤلات حول كيفية التعامل مع قضايا الفساد، وقبل توليه منصبه كشخصية ذات ثقل سياسي في ملاوي، شغل الدكتور شيليما مناصب عليا أخرى في قطاع الشركات، بما في ذلك في شركة كوكا كولا وشركة يونيليفر، كان خبيراً اقتصادياً وحاصل على درجة الدكتوراه في إدارة المعرفة، وأثناء خدمته في الحكومة، كان أيضًا الوزير المسؤول عن التخطيط الاقتصادي وإصلاحات القطاع العام، وقال موقع الحكومة على الإنترنت إنه كان "مؤديا" و"مدمن عمل" و"صاحب إنجازات".
وقد ولد الدكتور شيليما في 12 فبراير 1973 في منطقة نتشيو بوسط ملاوي، ترك وراءه زوجته ماري وطفليه شون وإليزابيث.