أودعت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة في التجمع الخامس، برئاسة المستشار حمدي الشنوفي، رئيس المحكمة، حيثيات حكمها في اتهام شخص بقتل جارته"مسنة"، بحجة احتياجه للطعام، والاستيلاء منها على مبالغ مالية في البساتين.
صدر القرار برئاسة المستشار حمدي الشنوفي رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين خالد عبد الغفار النجار وأيمن بديع لبيب، الرئيسين بمحكمة استئناف القاهرة، وحضور عبد الظاهر كامل، وكيل النيابة.
طلب منها الطعام
وأكدت الحيثيات، أنه بعد سماع المرافعة الشفوية ومطالعة الأوراق والمداولة، وحيث أن وقائع الدعوى حسبما استقرت في يقين المحكمة مستخلصة من سائر أوراقها وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسة المحاكمة لتتحصل فيما شهدت به نعمات زكي قبل وفاتها، بوجود صلة قرابة بينها و بين المتهم، وإبان وجودها بمسكنها فاجأها المتهم بطرق بابها وطالبها ببعض مستلزمات الطعام.
وما إن لبت طلبه وتركت باب المسكن باغتها وقام بخنقها من عنقها وطرحها أرضا وحتم فوقها لقتلها، حتى أغشي عليها، فتركها مسجاة أرضا ودلف إلى غرفة نجلها، وإبان عودته قام بوضع قدمه على عنقها، وفر هاربا من مسكنها تاركا إياها حتى عاد نجلها ورآها مسجاة أرضا فقام بنقلها للمستشفى.
أنا جعان
وأوضحت الحيثيات، أن نعمات زكي إسحاق يعقوب شهدت قبل وفاتها بوجود صلة قرابة بينها وبين المتهم، وإبان وجودها بمسكنها فاجأها المتهم يطرق بابها طالبها ببعض مستلزمات الطعام، قائلا: "أنا جعان".
واوضحت الحيثيات، أن المتهم تمكن منها جالساً فوقها حتى أغشي عليها، قاصدا من ذلك قتلها، إلا أنه خاب أثر جريمته لسبب لا دخل لإرادته فيه وهو تدارك المجني عليها بالعلاج.
و اتهمت النيابة العامة المتهم المذكور: لأنه في يوم 29/9/2022 محافظة القاهرة بدائرة قسم شرطة البساتين، شرع في قتل المجني عليها نعمات زكي، عمدا مع سبق الإصرار بأن عقد العزم وبيت النية على إتمام جريمته.
وأشارت الحيثيات إلى أنه ارتبطت تلك الجناية بجنحة أخرى، أنه في ذات الزمان والمكان: سرق المبالغ المالية المبينة قدراً بالأوراق والمملوكة للمجني عليه إبراهيم عابد، نجل المجني عليها، بأنه عقب إتمام جريمته السباق وصفها، حال كون ذلك من داخل مسكنها ليلاً كيفما أبانت التحقيقات، وقد أحيل المتهم إلى هذه المحكمة لمحاكمته طبقا للقيد والوصف الواردين بأمر الإحالة، وبجلسة اليوم نظرت الدعوى على الوجه المبين الفصيلاً بمحضر الجلسة.
وشهد إبراهيم عايد، نجل المجني عليها، بأنه إبان عودته من عمله ليلا فوجئ بوالدته ملقاة أرضا مصابة برأسها وعنقها، وبسؤالها عن كيفية حدوث إصابتها أبلغته بقيام المتهم بارتكاب الواقعة، كما جاءت بشهادتها سلفا، فقام بنقلها إلى المسشفى لإسعافها طبيا، وعقب ذلك تبين له قيام المتهم بسرقة المبلغ المالي خاصته من حجرته عقب تعديه على والدته المجني عليها، وعقب مرور عدة أيام تحسنت حالتها وعادت إلى مسكنها، إلا أنها تعرضت لوعكة صحية وتدهورت حالتها تارة أخرى، وتم نقلها إلى المستشفى ووافتها المنية عقب ذلك.
وشهد مصطفى على، طبيب شرعي ميداني بدار التشريح بمصلحة الطب الشرعي، بأنه نفاذا لقرار النيابة العامة انتقل إلى مدفن الشاهدة الأولى وقام بإجراء الصفة التشريحية اللازمة عليها، وتبين أن بها إصابة بعنقها "كسر"، وهي جائزة الحدوث من مثل الضغط على العنق باليد، وفق التصور الوارد بمذكرة النيابة العامة، والتي كادت أن تودي بحياتها.
وشهد الرائد محمد أحمد، معاون مباحث قسم شرطة البساتين، بأن تحرياته السرية توصلت إلى صحة الواقعة كما جاءت بأقوال المجني.
وثبت بتقرير مصلحة الطب الشرعي وجود كسر بالعظم في الرقبة وهي إصابة إحتكاكية يجوز حدوثها من مثل الضغط على العنق باستعمال اليد، وفق ما ورد بمذكرة النيابة، وفي تاريخ معاصر لتاريخ الواقعة قبل الوفاة بحوالي 8 أيام، وأن مثل تلك الإصابة قد تؤدي إلى الوفاة بما تضاعفه من نزفة بالأنسجة.
وثبت بتقرير الإدارة المركزية للمعامل الطبية بمصلحة الطب الشرعي أن البصمات الوراثية للحمض النووي المستخلص من التلوثات الدموية بالملابس الخاصة بالمجني عليها والمرسلة للفحص تطابقت مع البصمة الوراثية للحمض النووي المستخلص من جزء ضلع جثة المجني عليها نعمات زكي.
وفي النهاية، حكمت المحكمة حضورياً بمعاقبة فادي فخري، بالسجن المشدد لمدة 15 سنة عما أسند إليه وألزمته المصاريف الجنائية، وإحالة الدعوى المدنية إلى المحكمة المدنية المختصة بلا مصاريف.