عن كيفية الخروج من الحفرة التي وقعت فيها إسرائيل. كتب ناحوم برنياع، المحلل السياسي في صحيفة يديعوت أحرونوت. إلى أين نحن ذاهبون؟ في السابع من أكتوبر الماضي، سقطت إسرائيل في حفرة عميقة، ومنذ ذلك اليوم ونحن نقف في قاع الحفرة ونسأل الكثير من الأسئلة، إلى أي مدى سقطنا؟ لماذا سقطنا؟ أين العدو الذي أسقطنا وكيف سندمره؟ هذه أسئلة مهمة، لكن السؤال الأهم، كيف نخرج من الحفرة؟ الخروج من الحفرة يعني إعادة الأسرى، واستعادة المستوطنات المدمرة، والأمن والإحساس بالأمان لمستوطني الجنوب والشمال، وإنهاء الحرب. هذا ليس تحديا بسيطا، فهو يتطلب الديناميكية والتفكير خارج الصندوق، وقبل كل شيء الشجاعة، وهي صفات غير موجودة في الحكومة الحالية. دينيس هيلي، وزير الدفاع البريطاني في الستينيات، قدم للعالم نصيحة قصيرة وفعالة لإدارة الأزمات حينما قال، "عندما تكون في حفرة، توقف عن الحفر". لكن من المؤسف أن المسئولين عن الحرب في إسرائيل، لا يستمعون إلى دينيس هيلي. انتهي كلام برنياع.
قد يكون الفشل الأكبر للاحتلال، ورأسه السياسي، أو لقياداته العسكرية والأمنية. في عملية النصيرات، هو ارتكاب المجزرة المروعة هناك. إلا أن أرواح الفلسطينيين، لا تدخل في حسابات الإسرائيليين كل الإسرائيليين. ما أعلنته كتائب القسام، عن مقتل ثلاثة أسري إسرائيليين، خلال عملية استعادة الأربعة. أفرغ ادعاء نتانياهو، بالانجاز من أي قيمة، ومثل نكسة في أوساط أهالي الأسري. وأكدوا أن الذهاب إلي صفقة توقف إطلاق النار، تبقي الأولوية. لتأتي استقالة بيني جانتس، عضو مجلس الحرب الإسرائيلي. بعد يوم واحد علي عملية النصيرات، وتعمق مأزق نتانياهو، وتراكم الفشل. فهو الخارج من مطبخ الحرب، والعارف بخفايا الأمور، ويعرف حق المعرفة أن استعادة الأسري في غزة، لن تتحقق إلا عبر صفقة مع فصائل المقاومة.
في خطاب الاستقالة، قال جانتس، علي نحو واضح، لقد فشلنا في الامتحان، ونطلب المسامحة من أهالي المخطوفين، فالذي يمنع التقدم نحو الانتصار من دون ثمن. هو نتانياهو. في التقدير الإسرائيلي، هي عملية تكتيكية في النصيرات، ولا تحدث أي تحول استراتيجي في مسار الحرب. حرب أعترف قائد فرقة غزة في جيش الاحتلال، بالفشل فيها معلنا استقالته أيضا. لقد بدأ الإسرائيليون، يتلمسون المخاطر الوجودية للمرة الأولي علي نحو حقيقي، حين تأكد لهم العجز في غزة، والخوف من قوة "حزب الله"، علي جبهة جنوب لبنان. بالاستخدام المتدرج وبذكاء لأنواع جديدة من الأسلحة في الصراع مع الاحتلال. أخرها صاروخ "فلق2"، يؤكد "حزب الله"، إنه فعلا قد بات جاهزا لتكبيد الاحتلال خسائر فادحة في أي حرب مقبلة. بالقدر القليل المكشوف من إمكاناته العسكرية، يثبت الحزب، بأنه قادر علي استهداف أي منشأة أو قاعدة أو مطار أو مرفأ، في كيان الاحتلال وإصابته علي نحو مباشر وتدميره.