قالوا عنها :- " أنها أرقى صيحات البشرية وأشرف صحوات الشعوب" ، تلك الثورة الشعبية التي قررت أن تبقى فيها الأمة مرفوعة الهامة وتتخلص من الفاشية الدينية التي تنفذ مخططات أثمه متخذة الدين ستارًا لها، لتهدر موارد الدولة وتقسم الدولة المصرية وتجعلها دولة بلا مؤسسات ولا ركائز ولا مقدرات.
بعد مرور أكثر من عقد كامل على ثورة الثلاثين من يونيو – أشرف ثورات وثروات التاريخ ، نستطيع أن ننظر من رؤية أكثر اتساعًا الآن ، أكثرنا الكلام عن مكتسبات الثورة وعن إقامة دولة ومقدرات الدولة وتحقيق الانجازات والمشاريع القومية وترفيع قيمة الدولة المصرية في المجتمع الدولي حتي أصبح المجتمع الدولي يعول عليها في حل قضايا الإقليم وتهدئة الأوضاع، وعن مشاركة الدولة المصرية في تنمية القارة الإفريقية وإرساء السلام وفوز الرئيس السيسى بجائزة السلام من قبل برلمان البحر الأبيض المتوسط وعن الخدمات الداخلية والمبادرات الرئاسية وحياة كريمة وعن إحياء التاريخ الفرعوني ، شكلت كل تلك الانجازات لوحة متخمة بملامح جمالية وكأن القيادة بعد الثلاثين من يونيو أخذت على عاتقها إصلاح كل المشهد ، وحددت مسارات بعينها ألا وهي ؛ الشأن الداخلي :- من أمن قومي واستقرار واستثمار واقتصاد وخدمات ودعم ومظلة اجتماعية ، وضوح الرؤى ووضع استراتيجيات وطنية لكل التحديات القادمة وتوحيد المواقف الدبلوماسية حيال عدة من القضايا ، ثالثا:- الشأن الخارجي ولم يكن الهدف هو تحسين صورة مصر ولكن الهدف كان التواجد الفعلي بين الأطراف الخارجية الفاعلة والحرص على إقامة علاقات دبلوماسية مستقرة وشراكات استثمارية والتدخل في كل الصراعات بشكل سلمى وبمشرط جراحي أنيق لا يتسبب في تهتك الأنسجة قدر ما يستهدف المشكلة ويطرح الحل ويساند الحكومات الوطنية ووحدة صفوف الشعوب .
لنا أن نتخيل الآن بعد أن استعرضنا المشهد بعد الثلاثين من يونيو، ماذا لو لم تقم ثورة الثلاثين من يونيو ؟ ماذا لو أخفق الشعب ؟ ماذا لو أخفق من حمى مطالب شعبية وطنية ؟
فى هذا السيناريو الأسود ، لنا نتخيل خطورة ذلك على مستوي الإقليم في المقام الأول ، فضلا عن تدهور الشأن الداخلي وانقسام الشعب واشتعال الحرب الأهلية والتصفيات السياسية من قبل الفاشية الدينية ، ولكن الكارثة الأكبر هو الإقليم !
لنا أن نتخيل كيف كانت مصر ستتحول إلى بوابة دخول بلا تذكرة لكل الفصائل المسلحة إلى إفريقيا لينفذوا أجندات خارجية ناهبين ثروات القارة ، إلى أين كان سيذهب ضيوفنا الذين لجئوا من البلدان الشقيقة من السودان وسوريا واليمن وليبيا ؟ هل كان سيتحول ساحل المتوسط إلى أسطول من قوارب الهجرة الغير شرعية إلى أوروبا تهدد امن تلك القارة العجوز بأكثر من 10 مليون لاجئ؟ كيف كانت ستتحول حدودنا الشرقية وكيف كانت ستُمنح سيناء وطنًا بديلا لأشقائنا في غزة ليحقق الكيان الصهيوني غايته وتُحتل القدس إلى الأبد!
إن كّنا نحتفل بثورة الثلاثين من يونيو في مصر فقط، فلو عرف العالم قيمتها لأحتفل بذكرى أشرف ثورات الأرض