ما الفرق بين الأيام المعدودات والمعلومات؟ أمر يستشكل على الكثيرون خاصة مع انتصاف عشر ذي الحجة 1445 هجريا، ونوضحه من خلال التقرير التالي عن الأيام المعدودات والمعلومات في القرآن الكريم.
[[system-code:ad:autoads]]
ما الفرق بين الأيام المعدودات والمعلومات؟
جاء ذكر الأيام المعدودات والمعلومات يقول تعالى: «۞ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203)»، ليوضح ابن كثير في تفسيره الآية : قال ابن عباس : " الأيام المعدودات " أيام التشريق ، و " الأيام المعلومات " أيام العشر . وقال عكرمة : ( واذكروا الله في أيام معدودات ) يعني : التكبير أيام التشريق بعد الصلوات المكتوبات : الله أكبر ، الله أكبر .
[[system-code:ad:autoads]]
وقال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، حدثنا موسى بن علي ، عن أبيه ، قال : سمعت عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام ، وهي أيام أكل وشرب " .
وقال الإمام أحمد أيضا : حدثنا هشيم ، أخبرنا خالد ، عن أبي المليح ، عن نبيشة الهذلي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله " . رواه مسلم أيضا وتقدم حديث جبير بن مطعم : " عرفة كلها موقف ، وأيام التشريق كلها ذبح " . وتقدم [ أيضا ] حديث عبد الرحمن بن يعمر الديلي " وأيام منى ثلاثة ، فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ، ومن تأخر فلا إثم عليه " . وقال ابن جرير : حدثنا يعقوب بن إبراهيم وخلاد بن أسلم ، قالا حدثنا هشيم ، عن عمرو بن أبي سلمة ، عن أبيه ، عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أيام التشريق أيام طعم وذكر " .
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن حذافة يطوف في منى : " لا تصوموا هذه الأيام ، فإنها أيام أكل وشرب ، وذكر الله ، عز وجل "، وعن الزهري ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة ، فنادى في أيام التشريق فقال : " إن هذه الأيام أيام أكل وشرب وذكر الله ، إلا من كان عليه صوم من هدي " .
الأيام المعلومات العشر من ذي الحجة
وقال الشافعي رضي الله عنه : " والأيام المعلومات العشر وآخرها يوم النحر، والمعدودات ثلاثة أيام بعد النحر ( قال المزني ) سماهن الله عز وجل باسمين مختلفين وأجمعوا أن الاسمين لم يقعا على أيام واحدة وإن لم يقعا على أيام واحدة فأشبه الأمرين أن تكون كل أيام منها غير الأخرى كما أن اسم كل يوم غير الآخر وهو ما قال الشافعي عندي ( قال المزني ) فإن قيل لو كانت المعلومات العشر لكان النحر في جميعها فلما لم يجز النحر في جميعها بطل أن تكون المعلومات فيها - يقال له قال الله عز وجل سبع سماوات طباقا، وجعل القمر فيهن نورا وليس القمر في جميعها وإنما هو في واحدها ؛ أفيبطل أن يكون القمر فيهن نورا كما قال الله جل وعز وفي ذلك دليل لما قال الشافعي وبالله التوفيق " .
قال الماوردي : وأصل هذا أن الله تعالى ذكر في كتابه العزيز أياما معلومات ، وأياما معدودات قال الله عز وجل : ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام [ الحج : 28 ] ، وقال تعالى : واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه [ البقرة : 203 ] ، فاختلف الناس في المعلومات والمعدودات ؛ فذهب الشافعي رضي الله عنه إلى أن الأيام المعلومات العشر من ذي الحجة آخرها يوم النحر ، والأيام المعلومات أيام التشريق الثلاثة وهي الحادي عشر ، والثاني عشر والثالث عشر .
أعمال مستحبة في الأيام المعدودات والمعلومات
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، نظفوا قلوبكم بذكر الله وبالصلاة على سيدنا رسول الله ﷺ ، ونحن الآن في أيام هي خير أيام السنة كما أن ليلة القدر هي خير ليالي السنة .. هذه العشر أو التسع من ذي الحجة أيام ذكر وعبادة وتعبد .. أيام صيام، أيام دعاء، وقال ابنُ عبٍّاسٍ: {وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَات}: أَيَّامُ العشر. والأيَّامُ المعدودات: أيَّامُ التشريق.
وكان ابنُ عمر وأبو هريرة يخرُجانِ إِلى السِّوقِ في أيامِ العَشرِ، يُكبِّرانِ وَيكبِّرُ الناسُ بتكبيرِهما . ذكر ذلك البخاري في ترجمته لباب فضل أيام التشريق، وروى بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما: عنِ النبيِّ ﷺ أنه قال: (ما الْعَملُ في أيَّامِ العَشْر أفضلَ منَ العَمَلِ فِي هَذِهِ. قالوا: ولا الجِهادُ؟ قال: ولا الجِهادُ، إِلاَّ رجُلٌ خرَجَ يُخاطِرُ بنفسهِ وَمالهِ فلم يَرجِعْ بشيء) .
وشدد: التجئوا إلى الله أن يحقق لكم كل ما تتمنوه من خيري الدنيا والآخرة، ولا تنسوا في دعائكم لأمة سيدنا محمد ﷺ أن يجمع الله قلوبها على الحق، ولا تنسوا فلسطين وأنتم تدعون لله، لعل الله أن يستجيب لواحد منا، فيرينا في عدو الله وعدونا يوما قريبًا مُعَجَّلاً .. نراهم وقد أنزل الله فيهم ما يستحقون، وأمر الله غالب ونحن على قضائه وقدره صابرون ولأوامره مستعدون، وندعوه أن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى سبحانه وتعالى.