منذ عام 2014 أصبح للمشردين بالشوارع مآوى و رعاية صحية، بمجرد الإبلاغ عن حالة مشرد تجد فرق التدخل السريع تتحرك على الفور مدعمين بأجهزة الرييدر لسرعة التواصل مع كل الجهات في أقل من دقائق معدودة للتنسيق لسرعة نقل المشردين و أطفال بلا مآوى.
[[system-code:ad:autoads]]
منذ أيام أثار الزميل الكاتب الصحفي و الإعلامي مصطفى بكري خلال برنامجه حقائق و أسرار المذاع عبر فضائية صدى البلد، حالة مشرد بقرية أبوالغيط في حالة صحية سيئة للغاية، و بعد دقائق معدودة تحركت فرق التدخل السريع بالتعاون مع هيئة الإسعاف و أصطحبت حالة المشرد إلى مستشفى القناطر الخيرية و مازال يتلقى الرعاية الطبية بها، فضلا عن قيام إمام فوزي وكيل وزارة التضامن بمحافظة القليوبية بتوفير ملابس له و التنسيق مع الجهات المعنية للتوصل لأسرته، و نشر صورته على أوسع نطاق للتعرف عليه، المشرد يدعى محمود و يزعم انه كان يعمل ترزيا في شارع شريف بمنطقة وَسْط البلد.
[[system-code:ad:autoads]]
في حقيقة الأمر من يقرأ أو يستمع عن حالة إنقاذ هذا المشرد لن يهتم و لن يثير أهتمامه كيف تم نقله و كيف يعيش و من يتولى عمليه الإنفاق عليه، لأنها أمور تمر مرور الكرام، و لكن بالنظر نجد ان الدولة المصرية شهدت تطورا إنسانيا اجتماعياً خلال العشر سنوات الماضية.
فمنذ قدوم القيادة السياسية في عام 2014 أولت اهتماما شديدا لملف الأطفال و المسنين بلا مآوى و تم إطلاق عدد من برامج الحماية الاجتماعية و التوسع في إنشاء دور رعاية اجتماعية تشمل كل وسائل الترفيه و الجذب للحد من ظاهرة أطفال الشوارع، فضلا عن توفير سيارات الرعاية الاجتماعية للأطفال بلا مآوى مجهزة بكل وسائل الجذب التي يمكن ان يتمسك بها الطفل لإقناعه التخلي عن الشارع و يفضل الحياة بدور الرعاية الاجتماعية.
و لم يقف البرنامج الرئاسي عند هذا الحد بل قامت الدولة المصرية بتخصيص وحدات سكنية مجهزة بكامل الأجهزة الكهربائية و المفروشات و الموبيليا للأطفال بلا مآوى لمن بلغوا السن القانوني و أصبحوا في سن الزواج و تم تسليمها بالفعل في مدينتي الخانكة و العبور بمحافظة القليوبية منذ أسابيع قليلة في صورة تعبر عن مدى التحضر و الرقى و الرحمة التي تنعم بها سياسة الدولة المصرية تجاه هذا الملف.
كما راعت الدولة المصرية الحالة النفسية للطفل بلا مآوى فتوسعت في تطبيق أيدلوجية تفريغ مؤسسات الرعاية الاجتماعية من الأطفال عن طريق تطبيق بند الكفالة، الذي يسمح للأسر التي لم ترزق بأطفال بكفالة طفل من أطفال المؤسسات لضمان تنشئته تنشئة نفسية و اجتماعية سليمة في بيئة تضمن للطفل عدم الخجل عندما يكبر إنه نزيل مؤسسة رعاية اجتماعية، بل يشعر ان له أسرة مكونة من أبُّ و أم، و لضمان حياة كريمة للطفل يتم التحرى عن آلأسرة اولا و الكشف عن أفرادها جنائيا و إخضاعهم لاختبارات نفسية و معاينة المنزل الذي سينتقل إليه الطفل، بجانب المتابعة الدورية للتأكد من أن الطفل يعامل معاملة طيبة و مستمر في دراسته ولا ينقصه شيئا.
تخيل عزيزي القاريء أن دولة تحارب على كل الجبهات داخليا و خارجيا حروب نفسية و تكنولوجية و إعلامية و إرهاب و حصار على حدودها بحروب دول الجوار و أزمة إقتصادية و تضخم و ارتفاع أسعار و استقبال طوفان من اللاجئين الفارين إليها بحثا عن الأمان بعيدا عن الحروب الدائرة بأوطانهم، و فى الوقت ذاته تهتم بأصغر الصغائر و أدق التفاصيل و تعمل على بناء الإنسان أولا، فأولت اهتماما شديدا بالمشردين بالشوارع و أطفال بلا مآوى و التوسع في إنشاء دور رعاية لهم و توفير خدمات صحية و تأمين صحي شامل و رعاية متكاملة بجانب التوسع في رعاية المسنين و الأنفاق عليهم و إقرار معاشات تكافل و كرامة لمعدومي الدخل.
بجانب التنسيق بين التضامن الاجتماعي و الشرطة و الصحة و هيئة الإسعاف لانتشال آى حالة مشرد من الشوارع و التعامل معه في صورة أشبه بخلية النحل كلا منهما يؤدي دوره للارتقاء بالإنسان المصري.
هذا ما يجعلنا نقول فيها حاجة حلوة بل حاجات كتيرة حلوة، حقا مصر جميلة و الأجمل أنها رغم الظروف الصعبة التي تمر بها فتحت أبوابها لكل لأجيء فر إليها و تم توفير الرعاية لهم و معاملتهم كمصريين دون تفرقه و تخصيص مؤسسات تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي تعمل على تقديم وجبات غذائية يومية لهم في مناطق تمركزهم داخل محافظات القاهرة الكبرى.
إنها مصر أم الدنيا تحتضن الجميع و ترعى الجميع، يد تبني و يد تحارب و تحمي.
و هنا يستحضرني قول الزعيم الراحل صدام حسين و لن أجد أفضل منه لختام هذا المقال حينما قال :
إذا جاع العرب أطعمتهم مصر و إذا جاعت مصر لن يقدر العرب على إطعامها إذا سقطت مصر سقط العرب و إذا نهضت مصر نهض العرب لا تحقدوا على مصر والله ثم والله إذا سقطت مصر لن يبقوا علينا أعداءنا يوما واحدا إذا سقطت مصر اعلموا أنه قد سقط عنا الدرع الذي يحمينا