كل منا يخوض حربا مختلفة عن غيره ، يقاتل على جبهته المستقلة ، يناضل بطريقته الخاصة من أجل الوصول لأهدافه .... لا يوجد أحد على وجه الأرض بلا معاناة حتى لو كان سعيداً في حياته .... لكن تختلف أشكال معاناة كل إنسان حسب ظروفه وتفاصيل حياته وأهدافه ورؤيته الخاصة.
[[system-code:ad:autoads]]
نظرة أغلب الناس لنا تكون مغلوطة في معظم الوقت ، لأنها تكون مبنية على الصورة الخارجية التي نصدرها لهم ، وتكون هذه الصورة المصدرة هي الأجمل والأقوى والأفضل .... لكنها في الحقيقة نتاج لمشوار طويل مليء بالعراقيل والمعاناة وطريق مليء بالأشواك .... كم نخوض ويخوض كل إنسان الكثير من الصعاب ليصل لما يريد ، لا شيء يأتي بلا مجهود حتى ولو كان المجهود نفسيا فقط وليس شرطا أن يكون بدنيا.
[[system-code:ad:autoads]]
المشكلة الحقيقية في بعض البشر الذين يعانون بشدة من وضع معين ويتذمرون بسبب معاناتهم يظنون أن عدم شكوتنا تدل على عدم معاناتنا أو تدل على راحة بالنا وسعادتنا المطلقة .... الحقيقة عكس ذلك تماما لأن ما نصدره من رفاهية وطاقة إيجابية للغير هو ما وصلنا إليه بعد الكد والتعب وبعد ما تعرضنا له من طاقات سلبية كثيرة .... الفرق أننا لا نشتكي مثلهم ، لأن كل منا يعبر عن معاناته بطريقته الخاصة.
لكي تحكم على غيرك حكما منصفا لابد وأن تضع نفسك مكانه ، وأن تضع نفسك مكانه لا يعني أنك تتعرض لنفس ظروفه فقط بل تجرب أن ترى الأمور بمنظوره ومقاييسه الخاصة أيضا ، وقتها لن تلومه .... مشكلة كثير من البشر خاصة من هم أكبر منا سناً ، عندما نذهب إليهم ونشتكي من شيء ما يزعجنا يقللون من قيمة شكوتنا بحجة أننا غير قادرين على التحمل مثلهم ، معلنين أنهم مروا بأكثر في حياتهم .... حتى لو كان ذلك صحيحا ، فقدرة كل إنسان مختلفة عن غيره من البشر ، وطريقة تفاعل كل إنسان وتعبيره عن معاناته تختلف من شخص لآخر.
لا تسع أن تصحح نظرة الناس المغلوطة عنك إلا من يهمك أمره .... قد يضيع الوقت في محاولات تبرير وتصحيح صورتك وقد لا تستطيع إقناع غيرك بغير ما يقتنع به .... لا تحكم على غيرك إلا عندما تحكم على الأمور من منظوره الخاص .... ثقتك بنفسك أهم سلاح لمواجهة أي نظرة مغلوطة عنك ، وبهذا السلاح قد تتغير انطباعات كثيرة سلبية عنك لانطباعات إيجابية.