يصدر قريبًا عن دار ريشة للنشر والتوزيع كتاب "عمار الشريعى سيرة ملهمة" للكاتب سعيد الشحات وهو كتاب يتناول كما هو واضح سيرة الملحن الكبير الراحل عمار الشريعى التي جمع مصادرها ودققها وحررها الكاتب الكبير سعيد الشحات بجهوده المعروفة في هذا المجال.
[[system-code:ad:autoads]]
ويتحدث سعيد الشحات في "ذات يوم" عن يوم مولد عمار الشريعى أنه ولد في الوقت بين المغرب والعشاء، حين جاء رجل بدوى يعيش بالصحراء الغربية بين مصر وليبيا لزيارة صديقه محمد باشا الشريعى فى «سمالوط» بمحافظة المنيا، وكان ابنه على يحبه كثيرا ويناديه «عمى عمار المصرى»، وتناول الضيف الغذاء مع محمد باشا وابنه على، وامتدت الزيارة حتى استقبل على مولوده الجديد يوم 16 أبريل 1948، فاسماه عمار، ليكون «عمار على محمد باشا الشريعى»، حسبما يذكر عمار فى حواره مع مجلة المصور يوم 11 أغسطس 1995.
[[system-code:ad:autoads]]
كان مولد عمار هو الإضافة الجديدة لعائلة الشريعى العريقة بمحافظة المنيا وصعيد مصر، وكان حدث مولده «أهم ما جرى فى الكون كله»، حسبما قالت «أم عمار» ابنة مراد بك الشريعى أحد أقطاب ثورة 1919، والوفدى الثائر القريب من سعد زغلول، والنائب البرلمانى الذى استضاف اجتماع مجلس النواب بداره فى بشارع محمد على يوم 28 يوليو 1928 حينما قررت الحكومة منع انعقاده بمقر المجلس، وفقا لما يذكره عبدالرحمن الرافعى فى الجزء الثانى من كتابه «فى أعقاب الثورة المصرية، ثورة 1919».
كانت صدمة الأب والأم فى اكتشافهما أن عمار ولد كفيفا، يقول عنها فى حواراتى معه: «كان زلزالا عند أمى، وبطبيعة الحال لم يكن أبويا يتمنى ذلك، لكنه وجد نفسه أمام حقيقة لا فرار منها، فجهز نفسه لرحلة خاصة معى، تختلف عن باقى إخواتى، يزيد منها أننى كنت طفلا شقيا، سريع الحركة، طفل متعب لكل من حوله».
ويضيف: «كان أمام أبى تجربة ملهمة للدكتور طه حسين بلدياتى، تصور أنه من الممكن أن يكررها معى فأحضر لى وأنا صغير شيخا يقوم بتحفيظى القرآن الكريم، كخطوة نحو التحاقى بالأزهر الشريف، كما فعل طه حسين، وبالفعل تمكنت من حفظ ثلاثة أجزاء من القرآن، وأنا فى الرابعة من عمرى».
وفيما كان الأب يعد طفله عمار أملا منه أن يكون طه حسين آخر، كانت «أم عمار» ودون أن تدرى تضع البذرة الأولى لعبقريته الموسيقية التى ستجعله غواصا نادرا فى بحر النغم، يذكر عمار للمؤرخ والناقد الموسيقى الدكتور زين نصار بمجلة «الكواكب، 1 يناير، 2013»: "أمى كانت أول من غرس فى وجدانى حب الاستماع إلى الغناء، كانت تغنى لى أغانى متنوعة، فكانت تغنى لى أغانى تحنين، ولما كانت تغنى لى أغانى الأفراح كان ده يشجينى وأضحك وأنبسط، لأنها كانت تحفظ كما كبيرا من التراث الفلكلورى".