يقترب عيد الأضحى 2024، ويتساءل الكثيرون عن الأضحية ومواصفاتها وهل يجوز لمن أراد نيل الثواب أو التشبه بالمضحي في هذا اليوم أن ينحر أي شيء يملكه في بيته ولو كان فرخًا أو ديكًا؟، وما حكم من أراد الاقتداء بالصحابي الجليل بلال بن أبي رباح في التضحية بديك حتى قيل في حقه «ضحى مؤذن بمؤذن»؟
[[system-code:ad:autoads]]
ضحى مؤذن بمؤذن
ومن خلال فتاوى وأحكام الأضحية يوضح موقع صدى البلد 5 شروط يجب معرفتها قبل شراء الأضحية والتجهيز ليوم عيد الأضحى من خلال الشيخ محمد العليمي عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية، حيث يقول: «الأضحية اسم لما يذبـ.ـح أو ينحر من بهيمة الأنعام، في وقتٍ محدد».
[[system-code:ad:autoads]]
وبين العليمي أن للأضحية خمس شروط هي:« أن تكون من بهيمة الأنعام أي الإبل أو البقر، أو الغنم، مشددًا على أنها لا تجزئ في غير هذه الأصناف لذا لا تجوز في شأن الديك أو غيره من الطيور أو الحيوان، كذلك أن تبلغ بهيمة الأنعام السن المحدد وهي 5 سنوات للإبل، سنتان للبقر أو الجاموس، و6 أشهر للخروف».
وبين من شروط الأضحية أن تذبح في الوقت المحدد لها شرعًا، من بعد صلاة العيد وحتى عصر ثالث أيام العيد، وعند الشافعية عصر رابع أيام العيد، كذلك أن تكون خالية من العيوب سواء أكانت عرجاء أو عمياء وغير ذلك مما بينه الفقهاء.
تعريف الأضحية وحكمها
الأضحية: هي اسم لما يُذْبَحُ من الإبل والبقر والغنم يوم النحر وأيام التشريق -مِن اليوم العاشر مِن ذي الحجة مِن بعد صلاة العيد إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر منه- تقربًا إلى الله تعالى، وهي إحدى شعائر الإسلام، وأعظم أعمال يوم النحر وأحبها إلى الله تعالى؛ فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أَن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهَا لَتَأْتي يَوْمَ القِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا، وَإنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ بِمَكَانٍ، قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الْأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا» أخرجه الأئمة: الترمذي -واللفظ له- وابن ماجه والبيهقي في "السنن"، والحاكم في "المستدرك" وصححه.
وقد اتفق الفقهاء على أن الأضحية مشروعة، والأصل فيها: قول الله تعالى: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ [الكوثر: 1-2].
وأخرج الشيخان في "صحيحيهما" عن أنس رضي الله عنه قال: «ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِكبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا».
لكنهم اختلفوا في حكمها، والمختار للفتوى: أنها سُنَّةٌ مؤكدةٌ في حقِّ كلِّ مسلم قادر موسر، وهو الراجح مِن أقوال الفقهاءِ، ومذهبُ جماعةٍ مِن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
قال الإمام النووي في "المجموع" (8/ 385، ط. دار الفكر) في بيان أحكام الأضحية: [مذهبنا: أنها سنة مؤكدة في حق الموسر ولا تجب عليه، وبهذا قال أكثر العلماء، وممَّن قال به: أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وبلال وأبو مسعود البدري رضي الله عنهم، وسعيد بن المسيب وعطاء وعلقمة والأسود ومالك وأحمد وأبو يوسف وإسحاق وأبو ثور والمزني وداود وابن المنذر، وقال ربيعة والليث بن سعد وأبو حنيفة والأوزاعي: واجبة على الموسر إلا الحاج بمنًى، وقال محمد بن الحسن: هي واجبة على المقيم بالأمصار، والمشهور عن أبي حنيفة: أنه إنما يوجبها على مقيمٍ يملك نصابًا.. وأما الجواب عن دلائلهم، فما كان منها ضعيفًا: لا حجة فيه، وما كان صحيحًا: فمحمول على الاستحباب؛ جمعًا بين الأدلة] اهـ.
ما حكم الاشتراك في قيمة الأضحية؟
لا يجوز الاشتراك في الأضحية إذا كانت شاة، وإذا ضحّى بها واحدٌ فإنها تجزئ عنه وأهل بيته.
أما إذا كانت من الإبل أو البقر فإنه يجوز الاشتراك فيها وتجزئ عن سبعة، كلُّ سُبع يجزئ عن الواحد وأهل بيته.