عندما يتعلق الأمر بتحطم طائرات الهليكوبتر، يمكن أن تكون الأدلة لمثل هذا النوع من الحوادث صعبة المنال و بعيدة، ويعد التحقيق الفوري في موقع التحطم والمعرفة بالأسباب الشائعة لهذه الحوادث أمرا بالغ الأهمية.
عندما تتحطم طائرة هليكوبتر، يمكن أن يترك حطام الطائرة أثرا من القرائن التي تؤدي إلى تصميم الطائرة وتصنيعها بالإضافة الي انه قد يتطلب التحقيق في هذه الحالات مزيجا فريدا من المعرفة بالطيران والهندسة وتدريب الطيارين والطقس.
في عام 2012، حلقت المروحيات المدنية أكثر من 3 ملايين ساعة في الولايات المتحدة، مما أدى إلى 153 حادثا ،التسبب في وفاة وإصابة العديد من أفراد الطاقم والركاب علي متن تلك المروحيات.
كما هو الحال في معظم الحوادث الجوية ، فإن الهدف الرئيسي من التحضير لرفع تقرير حادث هليكوبتر هو تقييم السبب أو الأسباب الأكثر احتمالا للحادث والإصابات أو الوفيات الناتجة. هذا يعني الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات - بما في ذلك المروحية وتاريخ صيانتها وتضاريسها وموقع التحطم وبيانات أساسية عن مالك المروحية ومشغلها وطيارها.
تجدر الإشارة هنا ، بان وجود محقق سلامة منذ بدأ الحدث حادث طائرة هليكوبتر متمرس لتحديد التأثير الأولي للطائرة مع التضاريس أو الأجسام المحيطة امر حاسم لتحديد أسباب التحطم فيجب أن يتضمن البحث المحيط فحصا دقيقا للأشجار والأعمدة وأسطح المنازل وغيرها من الأشياء بحثا عن أي مؤشر على خط مسار الحادث بعد التحطم . حتى عند مرور الوقت والمواسم المتغيرة علي بقايا الحادث من جسم الهيكل ،حيث لا يزال من الضروري للمحقق وخبير إعادة بناء الحوادث بعد تفتيش موقع التحطم.
الأسباب الشائعة لتحطم المروحية..
قد تتسبب العديد من العوامل في تحطم طائرات الهليكوبتر. عادة ما يشير التحقيق الواقعي الأولي إلى سبب واحد أو أكثر. اما الأسباب الأكثر شيوعا لتحطم طائرة الهليكوبتر في كثير من الأحيان بما في ذلك ما يلي:
١- فقدان التحكم في الدوار الرئيسي.
الشفرة الدوارة الرئيسية (MRB) هي المصدر الوحيد لرفع الطائرة في الهواء والحفاظ على الطيران بالطاقة فهي تسمح للمروحية بالطيران. سيؤدي أي ضرر يلحق ب MRB نفسه أو عدم القدرة على التحكم في دورانه إلى فقدان السيطرة. عادة ما يكون فقدان التحكم في الدوار الرئيسي بسبب عطل في لوحة الاندفاع (جهاز ينقل عناصر التحكم في الطيران إلى الدوار) أو التحكم في الربط أو النظام الهيدروليكي.
٢-فقدان وظيفة دوار الذيل.
تحدث العديد من حوادث طائرات الهليكوبتر بسبب عدم قدرة الطيار على التحكم في دوار الذيل حيث يتم تصميم الذيل أو الدوار المضاد لعزم الدوران لمنع المروحية من الدوران في الاتجاه المعاكس للشفرة الدوارة الرئيسية.
٣-اصطدام الدوار الرئيسي للمروحة بجسم ثابت .
في حين أن قدرة المروحية على التحليق متعلقة في الهواء فهي ميزة فريدة من نوعها، إلا أنها تشكل خطرا أيضا. سواء كانت مروحية المراقبة الأمنية تحوم بجوار مبنى المدينة أو طائرة هليكوبتر سياحية تحوم بجوار نهر لاغراض التصوير السياحي، فإن خطر ضربة الدوار الرئيسي غير المقصودة لجسم ثابت كمبني او عامود كهرباء لا يزال قائما.
٤-عطل عام في أنظمة التحكم الرئيسية بالطائرة.
غالبا ما يقال إن كل شيء في طائرة هليكوبتر يهتز بشكل مفرط - بما في ذلك الركاب وبدورها تؤدي الضغوط الاهتزازية الزائدة المتأصلة في هيكل طائرة هليكوبتر إلى زيادة التعب المعدني وتكسير المكونات الحرجة للسلامة ، مما يؤدي الي ضغوطا إضافية على المكونات الحرجة مما يعطي عمرا افتراضيا أقصر لبعض أجزاء مكونات طائرات الهليكوبتر وغالبا ما يؤدي الاهتزاز المفرط إلى عطل المكونات بشكل كارثي دون أي تحذير مسبق وقد ينطوي ذلك على صدع في سن التروس أو شفرة الدوار أو المحرك أو الرافع ، على سبيل المثال.
٥- عطل المحرك أو فقدان الطاقة.
عطل المحرك هو عطل كارثي محتمل. فقد يتسبب عطل سلسلة اجزاء المحرك المعيبة إلى عطل كامل يؤدي لتوقفه الكامل وفقدان طاقة الحركة الرافعة للمروحية .
٦- ضربات الأسلاك.
تتعدد استخدامات الهيليكوبتر في الخدمات المدنية العامة فهي تميل إلى الطيران على ارتفاعات أقل بكثير من الطائرات الثابتة الجناحين، لذلك فهي معرضة في كثير من الأحيان في ضربات أسلاك الاتصالات أو باسلاك خطوط الطاقة الكهربائية، والتي قد تكون كلها غير مرئية لطيار المروحية.
٧- خطأ الطيار.
حتى عندما تشير الأدلة القوية إلى عطل ميكانيكي ، يتم التدقيق ايضا في مؤهلات الطيار وحالته الطبية وأفعاله بدقة في كل حادث تحطم طائرة هليكوبتر. حيث تشمل الأخطاء الشائعة التفتيش غير السليم قبل الطيران، وفقدان الوعي الظرفي، وفقدان الرؤية، والتأثير الأرضي غير المقصود، وتجاوز حدود الوزن الإجمالي، والطيران في الظروف الجوية الخطرة.
٨- عجز الطيار البدني.
إن عجز الطيار البدني أو العقلي عن أداء وظائف الطيار في القيادة بشكل متكرر هو السبب المحتمل والتي تقره منظمات السلامة الجوية والتي تختص في تحليل الحوادث. لهذا السبب، يتم إجراء تشريح جثة الطيار بشكل روتيني. فقد ينتج العجز عن تعاطي الكحول أو المخدرات أو حالة طبية كارثية، على سبيل المثال.
٩- صيانة غير مناسبة.
يمكن أن تحدث أخطاء خطيرة عندما يعمل الميكانيكي على تركيب الأجزاء أو يوافق عليها، بما في ذلك استخدام الحجم أو نوع الجزء غير الصحيح. ومما لا شك فيه، تخضع مؤهلات وخبرات جميع الميكانيكيين العاملين على متن المروحية للتدقيق، وتشمل عمليات الصيانة غير السليمة ،عدم إجراء عمليات التفتيش على الفترات الموصى بها أو المقررة أو إهمال إجراء إصلاحات كبيرة أو عمليات تفتيش سنوية. قد تشمل أسباب هذه الإخفاقات ضعف التدريب، أو عبء العمل الزائد أو التعب، أو الرقابة غير السليمة، أو أولويات الميزانية في غير محلها.
١٠- تصادمات في الجو وأخطاء المراقبة الجوية .
مثل أي طائرة، طائرات الهليكوبتر ليست محصنة من الاصطدام بطائرات أخرى، مع نتائج كارثية ويرجع السبب في ذلك اي اخطاء من مراقبي الحركة الجوية وضعف تتبع تلك الطائرات فقد ربما اجهزه المراقبة الجوية لا تراها جيدا او يتم اهمالها نظرا لعدم حمل بعضها علي اجهزه كشف راداري علاوة علي ذلك طيرانها المنخفض الارتفاع وقربها من دوائر عمليات ادارة الحركة بالمطارات ، بما في ذلك فشل إلكترونيات والأجهزة الملاحية التي ترتبط بياناتها بسلامة الرحله وتبليغها الي مراقب الحركة الجوية.
١١- حريق أو انفجار أثناء الطيران.
يخلق الجمع بين الحرارة العالية للسوائل والمعادن الساخنه والوقود داخل جسم الهيلكوبتر إمكانية مميتة لحريق أو انفجار أثناء الطيران. ولا يخلو تحقيق من البحث بشكل روتيني عن مؤشرات الحريق أثناء الطيران، مثل الدخان والأضرار الحرارية في قمرة القيادة والمقصورة بحيث يرتكز التحقيق على مصدر الإشعال، بالإضافة إلى حالة وسلامة خزان الوقود.
١٢- الإخفاقات الجوية أو الهيكلية.
يمكن أن تعاني المروحية من فصل الهيكل، مثل فقدان ذراع الذيل أو المثبت الأفقي أو حتى الصاري الدوار الرئيسي بأكمله. فكل تلك العناصر هي واحدة من السمات المميزة لأي فشل هيكلي في الجو ، تلك مكونات ستنتشر على طول مسار الرحلة على بعد مسافة ما من مكان المستقر النهائي للحطام.
١٣- نقص الوقود.
من الناحية الفنية، يدل نقص الوقود على أن الوقود لا يصل إلى المحرك، في حين أن استنفاد الوقود يعني أن الطائرة تنفذ من إمدادات الوقود القابلة للاستخدام. الأسباب الأكثر شيوعا لاستنفاد الوقود هي عدم كفاية الوقود للمهمة المقصودة، سواء بسبب خطأ الطيار في تخطيط الرحلة أو فشل مضيف الخط أو الميكانيكي في ملء خزان الوقود إلى المستوى المتوقع. أو ربما تكون إبرة قياس الوقود بالعدادات عالقة.
١٤- عمليات التخريب .
يعتبر العمل الأجرامي التخريبي سببا نادرا لحوادث طائرات الهليكوبتر. ولكن يعتبر سببا قائما ويؤخذ بعين الاعتبار عند التحقيق عادة عندما يكون احد الضحايا من المسؤولون الحكوميون أو كبار الشخصيات الأخرى في حادث التحطم، والتحقق من وجود أضرار خارجية او داخلية تسببها المتفجرات او من أسلحة نارية استهدفت المروحية اثناء طيرانها .
١٥- الطقس والعوامل البيئية الأخرى.
،قد يلعب أي نوع من الطقس العاصف دورا، بما في ذلك الجليد والثلوج والأمطار الغزيرة وظروف الرؤية السيئة وتدريب الطيار في ظل هذه الظروف مع مهارات استخدام تلك المسموحات الدنيا في الطيران العامودي والذي يحتاج الي طيران تدريبي باستخدام المحاكيات. يجب أيضا النظر في إمكانية وجود عوامل خارجية - مثل قطيع من الطيور أو الاضطراب الجوي الشديد التي تسببه الطائرات النفاثة تجارية.