خطبة الجمعة من الجامع الأزهر
الدكتور عبد الفتاح العواري يلقي الخطبة ويؤكد:
للحج أسرار وحكم لا تظهر إلا بهذه الطريقة
الوقوف على عرفات صورة مصغرة من يوم الحشر
حريٌ بالإنسانية الوقوف بتوحّد لإعادة الحرية المسلوبة لأصحابها
ألقى الدكتور عبد الفتاح العواري، من علماء الأزهر الشريف، خطبة الجمعة من الجامع الأزهر متحدثا عن الحج وفضله ومكانته في الإسلام.
وقال العواري، إن فيوضات عطاء الله للحجيج أكثر من أن تخصى ويكفى منها أن الحاج إن تحققت فيه متطلبات السلامة في الحج حيث لا رفث ولا فسوق ولا جدال، يكفيه من عطاء الله أنه يعود ولا ذنب عليه.
[[system-code:ad:autoads]]
وأضاف ، في خطبة الجمعة من الجامع الأزهر الشريف، أن الحاج يعود من حجه بدون ذنب وبصحيفة بيضاء، لقول النبي (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه).
وأشار إلى أن عطاء الله لحجاج بيت الله الحرام الذين قصدوه في بيته راجين مغفرته، داعين الله أن يكفر خطاياهم ويمحو ذنوبهم وأن يتقبلهم في عباده الصالحين.
[[system-code:ad:autoads]]
وأوضح أن في الحج أسرارا وحكما قد يظهر بعضها لنا ويخفى علينا الكثير منها، لكن الذي يدخل هذه العبادة بسريرة نقية ونفس صافية وصدق في العهد، تتجلى بعض تلك الأسرار وتظهر له بعض تلك الحكم.
وقال الدكتور عبد الفتاح العواري، من علماء الأزهر الشريف: إن موقف عرفات يمثل صورة مصغرة ليوم الحشر الأكبر، فتحتشد الجماهير المسلمة مع اختلاف ألوانها ولغاتها وأجناسها وأعراقها، مرددين نشيد واحد وتلبية واحدة وتكبير واحد وتهليل واحد.
وأضاف العواري، في خطبة الجمعة من الجامع الأزهر الشريف، أن جبل عرفات لا يمثل الوقوف عليه بين رئيس ومرؤوس وغني وفقير، وإنما الكل عباد جاؤوه من كل حدب وصوب.
وأكد أن ميزان التفاضل بين البشر هو التقوى، لقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
وتابع: النبي الكريم قرر مبدأ المساواة في خطبة الوداع، فنادى في الناس وهو على ناقته القصواء (أيها الناس إن إلهكم واحد وإن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا كلكم لآدم وآدم من تراب).
وقال الدكتور عبد الفتاح العواري، من علماء الأزهر الشريف، إن مبدأ المساواة التي أعطته فريضة الحج كسر من أسرارها يقتضي أن تمنح ما منحه الله لمن منحهم المساواة.
وأضاف العواري، في خطبة الجمعة من الجامع الأزهر الشريف، أن المسلمون تتكافأ دماؤهم، ولابد أن تحقق الحريات للبشر فلا يسلب الفرد ولا المجتمع ولا الشعوب حريتهم.
وتابع: إن رأينا شعبا يريد أن يسلب حرية شعب، فحري بالإنسانية أن تقف موقفا موحدا لتعيد الحرية المسلوبة لأصحابها، فأين الضمير العالمي ومنظمات حقوق الإنسان من شعب عريض صاحب أرض ومقدسات سلبت حريته وظلم وقتل أطفاله وشيوخه ونساؤه ودنست مقدساته والعالم الحر يرفع راية الحريات وحقوق الإنسان فأين حقوق الإنسان في زمن ضاعت فيه الحقوق والحريات.
وأشار إلى أن المساواة التي أقرها نظام الأمم المتحدة وحقوق الإنسان نادى بها النبي قبل 14 قرنا من الزمان.