فتش في قلب الماضي.. ستجد أن اليأس محض فكرة.
ها أنت شاب ولست كهلًا كما تعتقد، قلبك الذي ينبض بالذكرى كل صباح، وأنت لا تكترث به، ينبئك بخبر الماضي، وكأنه يتلو عليك نشرة أحوالك.
[[system-code:ad:autoads]]
أحلامك لم تذبل ولن تذهب أبدًا، أتتذكر حلمك القديم.. هل حققته؟
فأنت الشاب صاحب الألف حلم، أتتذكر كم حققت منهم؟
أظن أنه بقي واحد، وهو أن تحلم بذاتك.. ذاتك في الحلم المتبقي.
فلا يأس مع الأحلام، ولم تكن هذه البداية محض مطلع تشجيع، بل هي حقيقة فرحة، تسمعها روحك بصوت خافت، قد تظنها طنين أذن أصابك.
[[system-code:ad:autoads]]
فالأحلام مشروعة، بل إنها سبيل العيش والكد في هذه الحياة، وإن جاز التعبير - بشكل قد يحاط بفلسفة ما وراء الأمل، لا بتهويل الأمل - فإن أعضاء جسدك لا تعلم كم ستعيش، ولِم لَم تسأل نفسك هذا السؤال؟
فلديّ يقين أن كل الجسد لديه "أمل" في الحياة، ينبض ويفكر ويتألم ويفرح ويغار ويتكلم أملاً في الحياة.
فالحزن أمر واجب.. بل إنه مفروض لأصحاب القلوب، فلولاه لم ولن نعرف الفرح، ولولاه لن نعرف الأمل، فأي أمل بلا حزن؟ وأي حلم بلا عراقيل أو وقوف؟
إننا مسيرون ولدينا أمل في الرحمة الإلهية، نسعى وسنسعى إيمانًا بهذه الرحمة، ولن نتوقف.. هكذا تخاطبك أعضاء جسدك، وهكذا يريد حلمك، وهكذا تريد أنت.
إن لكل أمل عثرة، وعثرتك في التوقف.. أخاطبك وأخاطب نفسي، بأن الأمل هو معنى الحياة.. فالحياة تعمير للنفس، ونحن نسير فيها لنسكن في السكينة والهدوء والأمان.
أحلم ولا تيأس.. عافر من أجل ذاتك وتحقيق أحلامك المكنونة داخلك، اعلو بها حتى إن طال أمد تحقيقها، خاطبها بعدد نبضاتك، وعاملها بأنها ستتحقق يومًا لا محالة، افعل ما عليك ليصيبك اليقين، لتعلم أن القادم في يد العناية الإلهية، وأن تأخيره لسبب، وأن انقطاعه عنك لأسباب ستعلمها وأنت ذاهب وراءه.
وإن اختلفت الأبيات والأسباب والظروف.. فقد قرأت بعض كلمات لابن الفارض حتى إن اختلف مقصد حديثنا، فإنني لمست فيها الأمل الذي لا ينقطع في قوله المكنون في ديوانه: "يا راحلًا وجميل الصبر يتبعه.. هل من سبيل إلى لقياك يتفق".