عندما يشعر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه محصور في بيته ــ ومحاصر في البيت الأبيض الديمقراطي ــ فإنه يلجأ إلى مستشاره الأكثر ثقة، رون ديرمر، لإصلاح الأمور. ديرمر، وهو إسرائيلي أمريكي المولد يعمل كعضو في الحزب الجمهوري، هو الهامس لبيبي في الكابيتول الأمريكي. ولقبه الرسمي في حكومة نتنياهو هو وزير الشؤون الاستراتيجية. ومن الناحية العملية، فهو مناصر للحزب الجمهوري، وفق تقرير صحيفة الجارديان البريطانية.

خلال الإدارة الأمريكية السابقة، كان ديرمر هو الذي عمل مع رئيس مجلس النواب الجمهوري آنذاك، جون باينر، ليجعل رئيسه يلقي كلمة أمام جلسة مشتركة للكونجرس، مما أثار غضب باراك أوباما ونائبه آنذاك، جو بايدن، من خلال اتباع سياساتهما. في تلك المرة كان الهدف هو محاولة عرقلة الاتفاق النووي الإيراني الذي بدأه أوباما.

هذه المرة، خطط ديرمر مع رئيس مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، لدعوة نتنياهو لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة للكونجرس الأمريكي قبل نهاية الدورة الصيفية الحالية. وبمجرد قبول جونسون لهذه الفكرة، شعر كل من تشاك شومر، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، وحكيم جيفريز، زعيم الأقلية في مجلس النواب، بأنهما مضطران إلى الانصياع إلى الصف، حتى بعد أن ألقى شومر خطابًا حظي بتغطية إعلامية جيدة في قاعة مجلس الشيوخ يدعو فيه إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل. وكانت موافقتهم على الحيلة الجمهورية خطأ، ولكن من الممكن تصحيحها.

فالجمهوريون مقتنعون بأن الناخبين اليهود الذين يصوتون تقليدياً للديمقراطيين سوف ينقلبون على بطاقة انتخاب بايدن-هاريس إذا بدا الرئيس - وهو الرئيس الأكثر دعماً لإسرائيل منذ هاري ترومان - "مناهضاً لإسرائيل"، بحسب الجارديان.

ولذلك، فإنهم يواصلون محاولة تسليح إسرائيل. لكن اليوم، وخاصة في المناخ السياسي الإسرائيلي الحالي، هناك فرق عميق بين تأييد نتنياهو وبين تأييد إسرائيل. وهذا الفارق نفسه موجود بين الناخبين الأمريكيين، اليهود وغير اليهود على حد سواء.

وكتب أمير تيبون عن دعوة الكونجرس مؤخراً في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، حيث يعمل مراسلاً دبلوماسياً. إذا تمت الدعوة: “سيكون ذلك ممكنا بفضل ضعف وضحالة بعض السياسيين الديمقراطيين الذين ليس لديهم فهم حقيقي للسياسة والمجتمع الإسرائيلي، ويعتقدون خطأ أن التعاون مع نتنياهو هو تأييد لإسرائيل”.