شهدت قرية ود النورا بولاية الجزيرة السودانية، أمس الأربعاء، "مجزرة" أليمة راح ضحيتها ما لا يقل عن 100 مواطن وإصابة مئات آخرين، إثر هجوم لقوات السريع.
وتدور اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولايات الخرطوم والجزيرة (وسط) والنيل الأبيض (جنوب) وفي مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور (غرب)؛ حسبما أفادت وسائل إعلام سودانية.
وقالت لجان مقاومة مدني، قد ذكرت في بيان تلقته “سودان تربيون”، إن “قرية ود النورا شهدت إبادة جماعية، بعد هجوم مليشيا الدعم السريع عليها مرتين وقتل ما قد يصل إلى 100 شخص”.
وشددت على أن ما حدث في القرية “مجزرة وجريمة مكتملة الأركان” قامت بها قوات الدعم السريع، فيما لا يزال الجيش “متصلبًا داخل محلية المناقل”.
وتقع “ود النورا” مع نهايات امتداد مشروع الجزيرة وبداية حدود ولاية النيل الأبيض حيث تبعد جنوب شرق القطينة على بعد 40 كيلومتر تقريباً وترتبط تجاريا مع ولاية الخرطوم.
ونشرت لجان مقاومة مدني، صباح الأربعاء، تحذيرًا من الحصار المحكم الذي فرضته قوات الدعم السريع على ود النورا مع إطلاق وابل من الذخائر في محاولة لاقتحام البلدة.
وقالت إن قوات الدعم السريع نهبت قرية “ود النورا” التي شهدت حالات نزوح كاملة للنساء والأطفال من الأهالي نحو المناقل، هربا من أعمال السلب والنهب، وبحسب ما جاء على حساب لجان مقاومة مدني، على موقع إكس، "بادر أهالي قرية ود النورا بالاستنجاد بارتكازات القوات المسلحة ولم تستجب لإغاثة المواطنين".
وتم تداول صور ومقاطع فيديو للضحايا وأدلى العديد من سكان المنطقة بشهادات حول ما حدث، وأكد بعضهم أن قوات الدعم السريع قطعت الاتصالات عن المنطقة أثناء الهجوم.
وبحسب شهادات فإن الهجوم تم على دفعتين، باستخدام أسلحة خفيفة ومتوسطة منها مضادات الطيران والأسلحة الثقيلة، مما أدي إلى سقوط " القتلى تم دفنهم في قبور جماعية".
وبدوره، اتهم مجلس السيادة الانتقالي في السودان قوات الدعم السريع بارتكاب "مجزرة" قرية ود النورا، بولاية الجزيرة وسط البلاد، وأدان المجلس ما وصفها "المجزرة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في ود النورة".
وقال في بيان إن هذه "الجريمة يندى لها جبين الإنسانية.. وتضاف لسلسلة الجرائم التي ترتكبها هذه المليشيا المتمردة في كثير من ولايات السودان".
وأضاف أنها تعكس السلوك الممنهج لهذه المليشيات في استهداف المدنيين ونهب ممتلكاتهم وتهجيرهم قسرياً من مناطقهم.
ودعا مجلس السيادة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لإدانة واستنكار هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها من "مليشيا الدعم السريع الإرهابية"، إعمالاً لمبدأ عدم الإفلات من العقاب.
ووصف والي ولاية الجزيرة المكلف، الطاهر إبراهيم الخير، في تصريحات لوكالة الأنباء السودانية (سونا)، ما جرى بأنه "يتنافى وأعراف الحروب ويعتبر جريمة حرب كاملة الأركان يجب أن يدينها المجتمع الدولى ويحاسب عليها".
وشيع أهالي قرية "ود النورة" بولاية الجزيرة في السودان، العشرات من أبناء القرية الذين سقطوا بعد هجوم لقوات الدعم السريع، التي هاجمت القرية يوم الأربعاء، فيما وصفت بأنها "مجزرة جديدة" يشهدها السودان.
ومن جانبه، أكد حزب المؤتمر السوداني أن أكثر من 100 قتيل سقطوا جراء هجوم نفذته قوات الدعم السريع على القرية؛ قكما اتهم القوات المهاجمة بالقيام "بعمليات سلب ونهب واسعة لممتلكات وسيارات الأهالي".
وظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لقوات الدعم السريع وهي تطلق النيران الكثيفة باتجاه مدينة ود النورة؛ بالإضافة إلى جنازة جماعية لعشرات الجثث، قالت حسابات يوم الأربعاء إنها لضحايا الهجوم على القرية.
ويخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو(حميدتي)، حرباً، منذ أبريل 2023، خلفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 8.5 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وتفاقمت الأوضاع الإنسانية في البلد الإفريقي مع اندلاع اشتباكات دامية بين الطرفين في عدة ولايات ومدن، أبرزها في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان منذ منتصف مايو الماضي.