قالت دار الإفتاء إنه يستحب الإكثار من الذكر في العشر من ذي الحجة، قال الله عز وجل: ﴿ويذكروا اسم الله في أيام معلومات﴾ [الحج: 28].
وخص النبي -صلى الله عليه وسلم- الأيام العشر الأولى من ذي الحجة، بكثرة التحميد والتهليل والتكبير، وهي: «الحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر»، ويعد العمل الصالح في الأيام العشر من ذي الحجة هو أحب إلى الله تعالى من العمل في غيرها، قال صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من أيام عشر ذي الحجة».
ويعتبر التحميد والتهليل والتكبير في الأيام العشر الأولى من ذي الحجة من الأعمال الصالحة التي تدخل صاحبها الجنة، كما روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «ما أهل مهل قط إلا بشر، ولا كبر مكبر قط إلا بشر، قيل: يا رسول الله، بالجنة؟ قال: نعم».
وأكد أن هذا الأمر يدل على أهمية هذه الأيام وأهمية العمل الصالح وما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيها من هذه الأيام، منوها أنها أيام تدعوا للجد والاجتهاد وأفضل الأعمال التي يتقرب الله فيها في هذه الأيام هي الذكر قال الله تعالى: "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق * ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير"، الآية 27 من سورة الحج.
وأشار إلى أن أفضل الذكر التكبير والتهليل والتلبية، ويبدأ التكبير من أول يوم ذي الحجة وهو سنة عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، حتى كان الصحابة يطوفون الشوارع والطرقات ويهللون ويكبرون فرحا وسرروا بهذه الأيام المباركة.
فضل صيام العشر الأول من ذي الحجة
خص الله عز وجل عبادة الصيام من بين العبادات بفضائل وخصائص عديدة، منها: أولا: أن الصوم لله عز وجل وهو يجزي به، كما ثبت في البخاري (1894)، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله عز وجل إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي».
ثانيا: إن للصائم فرحتين يفرحهما، كما ثبت في البخاري ( 1904 ) ، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه».
ثالثا: إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، كما ثبت في البخاري (1894) ومسلم (1151) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل يوم القيامة من ريح المسك».