تبدأ بعد صلاة المغرب اليوم العشر الأوائل من ذي الحجة وهي الأيام التي أقسم الله عز وجل بها، ويبحث الكثير من المسلمين عن المكانة الدينية لهذه الأيام العشر من ذي الحجة سواء فضل صيامها وأفضل الأذكار فيها والمأثور عن النبي فيها ولماذا أقسم الله عز وجل بها ، ويتساءل الكثير ماذا حدث في العشر الأوائل من ذي الحجة ، وهل هناك أحداث دينية محددة شهدتها العشر الأول من ذي الحجة حتى يكون لها كل هذه المكانة الكبيرة ، وماذا حدث في العشر الاوائل من ذي الحجة أجاب عنها العلماء .
ماذا حدث في العشر الأوائل من ذي الحجة
في اليوم الأول من هذا الشهر قد غفر الله سبحانه وتعالى لسيدنا آدم وفي هذا اليوم يستحب الصوم لغفران الذنوب مع الإكثار في الدعاء.
في اليوم الثاني قد استجاب الله سبحانه وتعالى ليوسف وفضل الصوم لهذا اليوم وهو كأنه قام بطاعة الله وعبادته عام بدون ذنوب.
في اليوم الثالث لهذا الشهر قد استجاب الله سبحانه وتعالى لزكريا ويتم قبول الدعاء في مثل هذا اليوم.
في اليوم الرابع قد نمت ولادة سيدنا عيسى عليه السلام وفضل صوم هذا اليوم وهو إزاحة وابعاد الفقر والحزن بالإضافة إلى الحشر مع المؤمنين والسفارة الكرام.
في اليوم الخامس قد تمت ولادة سيدنا موسى وفضل صوم هذا اليوم هو إبعاده عن عذاب القبر وتنقية روحه من النفاق.
في اليوم السادس قد فتح الله عز وجل لنبينا محمد أبواب الخير وفضل صيام المسلمين لهذا اليوم هو الدخول في رحمة الله ولن يمسه العذاب بمشيئة الله.
في اليوم السابع من هذا الشهر يتم إغلاق جميع أبواب جهنم وفضل صيام هذا اليوم هو إغلاق حوالي 30 باب من العسر وفتح 30 باب من الفرج والتي يسير على الصائمين.
اليوم الثامن والذي يعرف بأسم يوم التروية حيث يتخذ المسلمين في صيامه المزيد من الثواب والأجر العظيم.
اليوم التاسع من هذا الشهر والمعروف بيوم عرفة وفضل صيامه هو غفران الله عز وجل لذنوبه لعام مضى وعام قادم.
اليوم العاشر من ذي الحجة وهو أول ايام عيد الأضحى حيث يتقرب الناس لله من خلال الضبع والاتفاق الصدقات وفي كل قطرات دم من الذبائح يغفر الله بها جميع الذنوب للمسلمين.
إطعام الفقراء والمساكين والصدقة عليهم في هذا اليوم يبعث الله بك يوم القيامة آمنا ويثقل في ميزان حسناتك لتكون أثقل من ميزان جبل أحد.
أحب الأعمال الى الله في العشر الأوائل من ذي الحجة
قالت دار الإفتاء المصرية، إن فضل العشر الأول من ذي الحجة عظيم، حثنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على اغتنامها، فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما العمل في أيام أفضل منها في هذه» قالوا: "ولا الجهاد؟" قال: «ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء» [رواه البخاري].
وأوضحت «الإفتاء» في فتوى سابقة لها، أن هناك تسعة أعمال مستحبة في العشر من ذي الحجة لكي نفوز بفضلها، وهي أولا: كثرة الذكر، حيث يستحب الإكثار من الذكر في العشر من ذي الحجة، مستشهدة بما قال الله تعالى: «ويذكروا اسم الله في أيام معلومات» الآية 28 من سورة الحج، وثانيها: التهليل والتكبير والتحميد، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد» رواه الإمام أحمد.
وأضافت أن ثالثها الصوم، ويسن صوم أول تسعة أيام من ذي الحجة، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس، فيما رواه أبو داود، ورابعا أنه يستحب لمن أراد أن يضحي ألا يأخذ شيئا من شعره أو أظفاره، وخامسا صيام يوم عرفة، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده» رواه مسلم.
حكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجة
حث النبي صلى الله عليه وسلم على بذل الأعمال الصالحة في الأيام العشر من ذي الحجة؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما العمل في أيام أفضل منها في هذه؟» قالوا: ولا الجهاد؟ قال: «ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء» رواه البخاري.
فالحديث أطلق هذه الأعمال الصالحة ولم يقيدها بعمل صالح معين، فتشمل قراءة القرآن والذكر والتسبيح وصلة الرحم والصيام؛ قال الحافظ ابن حجر: «والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره».
ويستدل من حديث ابن عباس السابق أيضا ورود لفظة الأيام، واليوم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ومعلوم أن أفضل عمل النهار الصوم، كما أن أفضل عمل الليل القيام، ولذلك سن قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان، فيكون صيام العشر الأوائل من ذي الحجة مندوبا قياسا على ذلك.
عبادات مستحبة في الأيام العشر من ذي الحجة
يجدر بالمسلم استغلال الأيام العشر من ذي الحجة بالعديد من العبادات، والأعمال الصالحة، منها:
1- أداء شعائر الحج والعمرة، وذلك أفضل ما يؤدى من العبادات في ذي الحجة؛ إذ ثبت في الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي-عليه الصلاة والسلام- قال: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».
2- الصيام، ويخص منه صيام يوم عرفة، وقد ورد في فضل صيامه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده».
3- التكبير، والتحميد، والتهليل، والذكر؛ فهي الأيام المعلومات التي ورد الحض فيها على ذلك.
4- التوبة، والاستغفار، والإقلاع عن الذنوب والمعاصي.
5- التقرب إلى الله بالصلاة، والدعاء، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
6- الأضحية؛ اقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ إذ ثبت أن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: «ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسمى وكبر، ووضع رجله على صفاحهما».
7- الحرص على أداء صلاة العيد.
8. أداء مختلف الأعمال الصالحة؛ من الصدقات، وقراءة القرآن، وإكرام الضيف، وصلة الرحم، وحفظ اللسان، وبر الوالدين، والدعاء لهما، والحرص على صلاة السنن الرواتب، وإدخال السرور على قلوب الآخرين، وغير ذلك من صالح الأعمال.