أفضل نِعَم الله على عباده، نعْمةَ العقل، وأفضل طريقة لشكر النعم المحافظة عليها ، قد يكون الإنسان ذكيًّا، ولكنه ليس بعاقل؛ فالذكاء: هو سرعة البديهة والفهم، والعقل: ما حجز الإنسان عنْ فعل ما لا ينبغي.
عقل الإنسان إذا اكتمل واستنار عند صاحبه أثمر له معرفة استغلال الفرص وكيفية الإستفادة منها بإدراكه لتجاربه وبتجارب غيره التي أضافها إلى عقله ،عمرك فرصة، وفراغك فرصة،وأمنك فرصة، وقدرتك فرصة، وأمرك بيدك في بعض شؤونك فرصة، وامتلاك الوسائل الميسرة والمؤثرة فرصة؛ فلا تضيعن منك هذه الغنائم وتمر عليك وأنت نائم غير مكترث بهالأن الفرص أطياف تمر، وأنفاس تخرج وقد لا تعود مرة أخرى قال تعالى مادحًا عباده أصحاب العقول السليمة: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 190]
نجد كل إنسان في هذه الحياة يعيش بالعقل الذي يملكه،
وبأدوات الإحساس لديه بقدراته المحدودة الذي يملكها، وليس بالعقل المطلق الذي يتمنى وجوده، ولا بأدوات الإحساس الفائقة الذي يتمنى وجودها؛ فالعقل منظم الحياة إذا تشبع بمعارف صحيحة وإضاءات سليمة كانت مخرجاته وآثاره كذلك، والعكس بالعكس
قمة النُضج الحقيقية لعقل الإنسان هي قدرته على معرفة النفايات العقلية التي يجب ألا يلوث دماغه بها ! ومعرفة الطيبات التي يجب أن يغذي عقله بها ومحاولته بتنمية عقله بالمعارف النافعة، والتجارب المشرقة وأن يحصنها بالثقافة النظيفة والوعي الصحيح ضد الشبهات والشهوات
شبابنا الواعي ينبغي أن تعلموا أن طريق البناء مبدؤه سواعدكم وعقولكم، وأن إعادة تشكيل الوعي ينبغي أن يكون من منطلقات وقيم أخلاقية راسخة وثابتة، تحافظ على كيان المجتمع وهويته ،نحن أمة مؤمنة وثابتة من اكتر من ٧٠٠٠ سنه ولسه مكملين مصر الدوله الذي خصها الله تعالي في كتابه الكريم ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين.
وبما أننا نخوض حرب نفسية شرسة تهدد أمننا القومي المصري يتم فيها إحتلال عقلك لا إحتلال أرضك وعندما يتم إحتلال عقلك ستتكفل أنت بالباقي لإن هدفهم زعزعة الأمن في نفسك وداخلك قبل وطنك ،لا تدع عقلك لغبي او جاهل يتلاعب بك او يحبطك في الداخل او الخارج يستخدم طموحك ضد بلادك ، انظر حولك تذكر بالأمس كيف كنا وما أصبحنا ليس كل ما يعلم يقال وليس كل ما يقال قد حان وقته وليس كل من حان وقته قد حضر.
نعلم علم اليقين أن هناك جهات شريرة تبث معلومات موجهة الى عقولنا لطمث الهوية المصرية شغلها الشاغل هدم العقل وعندما تنجح في تدمير عقلك تجردك من وطنيتك وقيمك وأصالتك فكم من مأجور تافه خرب ودمر وقتل وكم من شاب سقط في شباكهم وكم من شيخ بارزته الاهواء فانتصرت عليه فبات ( ضال , ومضل ) أليس حب الوطن من الإيمان.
نحن بحاجة الي بناء جسور من التواصل بين الكوادر المخلصة وأصحاب الخبرات علي كافة المستويات وكافة فئات الشعب نحتاج ايضاً الي ان نستقي المعلومات من مصادرها الرسمية المعتمدة ولا نردد معلومات مغلوطة دون وعي او ادراك بمدي تاثيرها علينا ، لأننا نرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعالم من خلال شبكة الانترنت , والقنوات الفضائية , وأدوات التكنولوجيا المتطورة ، والإختراعات المذهلة في زماننا هذا العقل البشري له حدوده التي ينبغي أن لا يتجاوزها بتفكيره؛ لأنه إذا سبح في غير حدوده تاه وتحير.
ليس الوعي أن نفتي في كل ما نسمع ونرى .. الوعي السديد الرشيد هو الذي يأخذ بيد صاحبه إلى العطاء والصلاح والرشد وبناء الوعى هو المعركة الحقيقية التى علينا أن نبذل من أجل الانتصار فيها كل غالٍ ونفيس، كرامه للأرض، كرامه للوطن ، وكمان كرامه لاخوتنا وولادنا اللي علي الجبهات والحدود و بيدفعوا عننا ضريبة الدم والشرف.
أوجه رسالتي لكل مصري وطني أنتبه وأحذر من الفتن و الشائعات المغرضة ،وكل ما يحدث حولك تفاعل معه بطريقة صحيحة وعدم مشاركة الاخبار الزائفة ضد الدولة ومؤسساتها لأن كل هذا يؤثر على قوة و تماسك و ترابط الدولة المصرية.
أعلم جيدا كمواطن مصري ان الانتصارات السياسية والعسكرية والاستخباراتية والاقتصادية دول كلهم حصلوا لأنك مازلت ظهير قوي لمؤسساتك ولدولتك وجيشك ورئيسك..!
شبابنا العزيز لاتكون كاره لماضيك، ولا منفصل عن تاريخك، لكي لاتكون صيداً سهلاً لكل من يحاول استغلالك كي لاتطيح بك الأمواج أينما شاءت.
العاقل لا يسمح لعقله ان يكون بوابه لعقول أخرى ،حصن نفسك وعقلك من الحرب المدمرة إنها حرب تستخدمك إنت في قتل ذاتك وروحك حتي لا تصبح ضحية ،أشغل عقلك بأمور تسعدك وتنفعك، انت أهم سلاح في المعادلة ومشروع مهم للدفاع والهجوم في هذه المعارك الوطنية
عود عقلك على التحليل الدقيق حتى لا تدمرك الظنون ،عقولنا المستنيرة هي صمام الأمان لبلدنا.