كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن مصادر ووثائق إسرائيلية أن مكتب وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي، خصص العام الماضي مليوني دولار تم تحويلها إلى شركة خارجية للقيام بعملية نفوذ سرية ضد أعضاء كونغرس أميركيين وكنديين سود وتقدميين على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل التأثير على موقفهم لصالح إسرائيل فيما يتعلق بالحرب في غزة.
ووفقا للصحيفة الأمريكية، فقد أدارت الشركة مئات الحسابات المزيفة على شبكات X وفيسبوك وإنستغرام، التي كانت تعمل بشكل رئيسي في نشر تعليقات متعاطفة مع إسرائيل للتأثير على مواقف المشرعين.
وكانت العملية تهدف في المقام الأول إلى التأثير على مواقف المشرعين وصناع القرار في الولايات المتحدة لدعم إسرائيل ونقل المساعدات إليها.
وخلص فحص حملة التأثير إلى أنها ركزت أولا وقبل كل شيء على المشرعين السود من الحزب الديمقراطي، ومن بينهم حكيم جيفريز زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، والذي يعتبر أحد زعماء الكونجرس الأمريكي.
واستهدفت العملية معه أيضًا السيناتور رافائيل وارنوك وعضو مجلس النواب ريتشي توريس، الذي يعتبر من أكبر المؤيدين لإسرائيل.
وبحسب الصحيفة فأن منشورات وتغريدات الحسابات الوهمية المستخدمة في عملية النفوذ تمت كتابتها في معظمها بواسطة تطبيق الذكاء الاصطناعي ChatGPT.
وأوضحت الصحيفة أنه في إطار الحملة، أيضا، تم إطلاق ثلاثة مواقع وهمية، تم تقديمها على أنها مواقع إخبارية إسرائيلية باللغة الإنجليزية، على الرغم من عدم وجود مثل هذه المواقع عمليًا.
وأكدت منظمة "Fake Reporter" الإسرائيلية لصحيفة "نيويورك تايمز" أنها حددت عملية التأثير في وقت مبكر من شهر مارس الماضي.
وأعلنت شركة Meta، التي تدير Facebook وInstagram، وOpenAI، التي تدير ChatGPT، الأسبوع الماضي أنهما حددتا عملية المؤثرين وتعملان على إحباطها.
وكتبت صحيفة نيويورك تايمز أن العملية السرية والاستثمار الكبير فيها يظهر مدى استعداد الحكومة الإسرائيلية للاستثمار من أجل التأثير على الرأي العام الأمريكي في موضوع الحرب، خاصة على خلفية الدعوات المتكررة للرئيس بايدن لوقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل.
وفي نهاية أبريل، وافق مجلس النواب الأميركي، بأغلبية 366 مؤيداً مقابل 58 معارضا، على ميزانية المساعدات لإسرائيل بقيمة 26 مليار دولار ووافق ممثلون في واشنطن على فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في حال صدور مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع جالانت.
وقالت شركتا Meta وOpenAI الأسبوع الماضي إن الحملة لم تكن ناجحة بشكل خاص ولم تحقق تأثيرًا واسع النطاق. وحصدت الحسابات الوهمية التي تم تفعيلها نحو 40 ألف متابع على شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة، بحسب تحقيق أجراه موقع FakeReporter.
وبدأت العملية بعد عدة أسابيع من الحرب، وتبين أن العشرات من مستخدمي التكنولوجيا الإسرائيليين تلقوا رسائل على منصات مختلفة تدعوهم إلى اجتماعات سرية وتدعوهم إلى أن يصبحوا "جنودًا رقميين" كجزء من حرب إسرائيل، وبعض تلك الرسائل، بحسب صحيفة نيويورك تايمز، أرسلها مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية.