يمر اليوم ذكرى إقرار الولايات المتحدة الأمريكية دستورها وبدء العمل به، ويُعد هذا الدستور أقدم دستور مكتوب في العالم لا يزال معمولاً به حتى الآن.
الدستور الأمريكي
الدستور الأمريكي هو الوثيقة المؤسِّسة للحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة، وهو القانون الأعلى في البلاد، محتوى هذا الدستور استمد من أفكار فلاسفة إنجليز وفرنسيين مثل جون لوك وتوماس هوبز وإدوارد كوك وجان جاك روسو، الذين آمنوا بأن الالتزام السياسي للأفراد تجاه المجتمع يجب أن يكون على أساس المصلحة الذاتية والمنطق.
تم عقد مؤتمر في عام 1784 لمناقشة إعداد الدستور، وأرسلت الولايات ممثليها إلى مدينة فيلادلفيا، حيث تم اختيار أول رئيس للولايات المتحدة، وعلى الرغم من اقتراح تعيين بنجامين فرانكلين في هذا المنصب، إلا أنه رفض ذلك، وفيما بعد، تمت إضافة عبارة "بالله نؤمن" كشعار على الدولار الأمريكي.
ويذكر كتاب "تنظيم الاختصاصات الدستورية فى نظام الثنائية البرلمانية: دراسة مقارنة" للدكتور غانم عبد دهش عطية الكرعاوي، تتميز الفيدرالية الأمريكية بنفوق الاتحاد، وسمو دستوره واعلويته وذلك بتكريس سمو القاعدة الدستورية بالنسبة إلى القانون، إذ أشار الدستور الأمريكى لعام 1787 إلى ذلك صراحة إذ قضى بأن هذه الدستور وقوانين الولايات المتحدة التى تصدر تبعا له وجميع المعاهدات المعقودة أو التى تعقد تحت سلطة الولايات تكون القانون الأعلى للبلاد.
كما يتميز هذا الدستور بأنه أول دستور مكتوب فى الصور الحديثة بعد دساتير بعض الولايات، كما يتميز بجموده ويتجلى هذا الجمود فى طريقة تعديله إذ يتطلب إجراءات معقدة، فهو أصعب من أصعب الدساتير تعديلا فى العالم، ومرد ذلك أن الدستور الأمريكى جاء نتيجة مقاصة بين مواقف متباينة، لم يكن لها أن تتفق على غير ما اتفقت عليه، وبالتالى تمسكت ببنود هذا الاتفاق وربطت تعديله بموافقة الولايات الأعضاء.