قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

هند عصام تكتب: ارضَ بنصيبك!

الكاتبة الصحفية هند عصام
الكاتبة الصحفية هند عصام
×

أسطورة ولكنها ليست فرعونية مصرية علي غير العادة و إنما هي يونانية ليست واقعية وإنما هي خيالية وترتبط هذه النوعية من الأساطير بقصص آلهة الطبيعة كيريس وبروسربينا وبلوتو وذلك عندما قيل (ارضَ بنصيبك! فرغم أنه لا يوجد سكان في مملكتك الآن، فبِمُضي الوقت ستمتلئ بالناس؛ فكل من يعيشون فوق سطح الأرض الآن سوف يموتون عند نهاية آجالهم، وعندما يذهبون تحت سلطانك، وزيادة على ذلك فلديك جميع الثروات المُخبَّأة في باطن الأرض، ستكون إله الثروة، وستكون بلوتو الغني).

هكذا قال جوبيتر عندما قسم مملكة العالم لاخيه بلوتو (الذي يُسمى أحيانًا ديس، وأحيانًا أخرى هاديس) وذلك في بداية حكمه عندما اعترض بلوتو علي إدارة العالم السُّفلي وظلال الموتى ، وفي الأيام اللاحقة سُميت أرض الموتى نفسها باسم هاديس. لم يكن بلوتو راضيًا تمامًا عن إعطائه مملكة مظلمة ليَحكمها، ولكن احتجاجه لقي آذانًا صماء من أخيه ولكن بعدما قال له جوبيتر ارض بنصيبك وأقنعه بان هذا هو الخير له و بعد هذا، رضِي بلوتو مكرهًا، وبمرور الزمن صار قانعًا بنصيبه، ولكنه أشتاق إلى زوجة تشاطره مصيره، فوعده جوبيتر بأن يعطيه بروسربينا ابنة كيريس، الفتاة الفاتنة التي كانت تتمتع بجمال لا يضاهي . غير أنه خافَ أن يخبر والدتها بخطته، ولم تكفِ جميع إلحاحات بلوتو لأن تجعله يبر بوعده، ويعلن قراره. فصمم بلوتو على أن يتناول الأمر بطريقته هو نفسه .

وذات يوم كانت بروسربينا مع خادماتها العذارى يجمعن الأزهار من حقل مشمس في صقلية. وبينما هن يتحدثن عن الأيام السعيدة التي سيتمخض عنها المستقبل، اهتزَّت الأرض فجأة، وانشقت تحت أقدامهن مباشرة، وخرجت من الشق الحادث عربة يقودها رجل أسمر البشرة، بغيض الخلقة. قفز ذلك الرجل من العربة بسرعة، وبغير أن ينطق بكلمةٍ واحدة، أمسك بروسربينا بين ذراعيه، وحملها إلى العربة أمام صُوَيحباتها، وعبثًا صرخت وناضلت. فقد اختفت العربة مرة ثانية داخل الشق. لما افتقدت كيريس ابنتها علمت بما حدث، فثارت ثائرتها يأسًا. ما من أحدٍ أمكنه أن يخبرها بشخصية ذلك الذي خطف ابنتها، فشرعت تبحث عنها في جميع بقاع الدنيا، ولكن دون جدوى.

وإذ استسلمت للحزن الشديد، أهملت واجباتها. فذبلت المحاصيل وماتت، وهددت المجاعة الجنس البشري، وحاول جوبيتر أن يحثَّ ربة المحاصيل على أن تستأنف عنايتها بثمار الأرض، ولكنها أرسلت له بدورها تخبره بأن قدمها لن تطأ بيت جوبيتر مرة أخرى، ولن تنتج حقول الأرض محاصيلها وثمارها مرة ثانية، إلا إذا عادت إليها ابنتها. عندئذٍ قال جوبيتر: (إذا كانت الفتاة قد ذاقت طعامًا خلال الأيام التي قضَتْها في هاديس فسيطلق سراحها ثانية، ولن تكون زوجة لبلوتو). وبناءً على ذلك، أرسل ميركوري ذلك الرسول المجنَّح الأقدام إلى قصر العالم السفلي المظلم، ليأمر بلوتو بإخلاء سبيل الفتاة وإعادتها. فأطاع بلوتو الأمر، غير أن بروسربينا قبل أن تغادر العالم السفلي، وضع بلوتو أمامها طعامًا وشرابًا، ولم تكن بروسربينا حتى تلك الساعة قد وضعت لقمة طعام واحدة في فمها، بل صامت تمامًا عن الطعام والشراب؛ إذ كانت تعلم أن من يأكل طعام هاديس يصبح عبدَه، ولكنها في غمرة فرحها خرقت الوعد الذي قطعته على نفسها، فكسرت رمانة نصفين، وأكلت منها ست حبات. انصرفت بروسربينا بصحبة ميركوري، وعادت إلى أمها العزيزة، ولكن بسبب إفطارها من صيامها وتناوُلها ست حبات من الرومان، تحتم عليها أن ترجع إلى هاديس ستة شهور في كل عام. وعلى هذا تختفي بروسربينا ربة الربيع عندما ينتهي فصل الصيف. وإذ تحزن كيريس ثانية، تهمل واجباتها من جديد، ويسود الشتاء الأرض إلى أن تعودَ بروسربينا ثانية.