بين الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، منزلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾ [آل عمران: 110]، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيما رواه عنه أَبِو هريرة رضي الله عنه: «لَتَأْمُرُنَّ بِالمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ، أَوْ لَيُسَلِّطَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ فَلا يُسْتَجَابُ لَكُمْ» (أخرجه البزار والطبراني في معجميه الكبير والأوسط).
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أساسا من أسس الإيمان
وقال علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: جعل الله ورسوله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أساسا من أسس الإيمان، فهو في غاية الأهمية كما هو ظاهر في القرآن والسنة، فبه تقوم المجتمعات ويستقر الأمن ويشيع السلام بين الناس، من هنا أيضا جاء حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو يقول: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ»، قالوا: لِمَن؟ قال: «للهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» (رواه مسلم)، ورواه أبو داود بلفظ: «إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَة، إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَة، إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَة»، قالوا: لِمَن يا رسول الله؟ قال: «للهِ وَكِتَابِهِ وَرَسُولِهِ وَأَئِمَّةِ المُؤْمِنِينَ وَعَامَّتِهِمْ، وَأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ»، فأهم شيء في الدين هو النصيحة، والنصيحة تكون لجميع الناس من الحكام والمحكومين؛ ولذلك نرى علماء المسلمين قد اهتموا بوضع أركان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشروطه، ونلخص ما قالوه في نقاط محددة تميز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن الرضا بالفساد والسكوت عنه من ناحية، وعن التهور والاعتراض الغبي من ناحية أخرى، وكلاهما مصيبة تضيع الهدف من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتضيع الخير عن الناس.
وأوضح علي جمعة أن العلم بالحقائق على ما هي عليه أساس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فنهى ربنا عن سوء الظن، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾ [الحجرات:12]، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع» (رواه الإمام مسلم في مقدمة صحيحه).
وشدد على خطورة مخالفة الشريعة، فلقد حرم الله سبحانه وتعالى الظلم، وفي الحديث القدسي: «قال الله عز وجل: يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا»،