الإيمان بالله تعالى هو السبيل للنجاة في الدنيا والآخرة ، وهي حقيقة يعلمها الجميع ، لكن كيف يتم الإيمان هو ما قد يغفل عنه البعض، والذي ينبغي معرفته حتى نعيش في مأمن بهذه الحياة الدنيا ويحسن ختامنا فيها وننجو من عذاب الآخرة ، لذا ينبغي معرفة كيف يتم الإيمان بالله جل وعلا؟.
[[system-code:ad:autoads]]
كيف يتم الإيمان بالله
قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الإيمان قد يتم عن طريق الاعتراف والتصديق المبدئي ، وقد يتم عن طريق العمل وأن يستقر في القلب.
[[system-code:ad:autoads]]
وأوضح " جمعة " عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ، أن إذا كان عن طريق الكلام والتصديق المبدئي فهو يعني إيمان ضعيف والإيمان يزيد وينقص ، وإذا كان هو مستقر في القلب وصدقه العمل فهو إيمان قوي.
وأضاف أن سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمرنا أن تكون الدنيا في أيدينا وألا تكون في قلوبنا ، ومن دعاء الصالحين : "اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا" ، فعندما تكون الدنيا في يدك لا في قلبك ، تكون معمراً لا مدمراً ، هادياً لا مضلاً ، مصلحاً لا مفسداً.
وأشار إلى أن هذا معناه عندهم بألًّا نفرح بالموجود ولا نحزن على المفقود، ندرب أنفسنا نربي أنفسنا على أن الشيء إذا فقد منا نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، وأن الله إذا ما امتحننا بالعطاء، وأفاض علينا من العطاء، حينئذ نشكر الله سبحانه وتعالى ولا نفرح فرحة تلهينا عن شكر الله.
وتابع: وعن حقيقة هل أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالقوة ؟ دائما يدعو بالقوة في كل شيء ؛ في الجسد ، في التفكير ، في العمل ، في الأمة ، في مواجهة الأخرين ، في الدعوة إلي الله .
وبين في مسألة ما العلاقة بين القوة والعنف ؟، أنه لا علاقة لأنه -صلى الله عليه وسلم- يقول : "يا عائشة إن الرفق ما دخل في شيْ إلا زانه وما نزع من شيْ إلا شانه" فالقوة لها معني العظمة والعزة وليس لها معني العنف والتعسير والعسر والشدة.
مفهوم الإيمان بالله
يُقصد بالإيمان في اللغة؛ التّصديق، أما في الاصطلاح الشرعي؛ فهو تصديقٌ بالقلب، ونطقٌ باللسان، وعملٌ بالجوارح والأركان، والإيمان بالله هو التصديق بوجوده، وبما جاء عنه، ويتفرّع منه الإيمان برسوله -صلّى الله عليه وسلّم-، فهو الذي جاء بالرسالة من عند الله -عز وجل-، ومن الإيمان أيضاً؛ الإيمان باليوم الآخر، وكل ما فيه من الجنة والنار، والحساب والجزاء على الأعمال.
فالله -عزّ وجلّ- هو الذي أخبرنا به، ومن لوازم الإيمان بالله الإيمان بكل أخبر به، ويتضمّن الإيمان بالله -سبحانه- وجوب القيام بأركان الإسلام؛ من الصلاة، والصيام، والزكاة، والحجّ، لأن الله هو الذي أمر بها، وللإيمان ستّة أركان هي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشرّه.
مكانة الإيمان بالله
يعدّ الإيمان بالله -تعالى- الأصل الأعظم من أصول الدين، والمرتكز الذي يقوم عليه الإسلام، وهو أصل القرآن، والموضوع الأساسي الذي يتضمّنه، فنجد في القرآن الكريم الحديث عن الله -تعالى-؛ في ذاته، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، مثل ما جاء في سورة الإخلاص وآية الكرسي، وفيه دعوة الناس إلى توحيد الله -عزّ وجلّ-، والنّهي عن الإشراك به، والأمر بطاعته، واجتناب معصيته، وكلّ ذلك مرتبطٌ ارتباطاً وثيقاً بالإيمان.
ويتحدّث أيضاً عن المؤمنين الذين استجابوا لأمر الله، وعن ثوابه العظيم لهم في الدنيا والآخرة، وفيه الحديث عن الكافرين والمشركين وجزاء الله لهم في الدنيا والآخرة، فالقرآن الكريم يتضمّن الحديث عن الإيمان بالله -عز وجل- في معظمه.
ونجد ذكر الله -سبحانه- قد تكرّر في كل صفحةٍ من القرآن بمتوسط عشرين مرة بأسمائه أو صفاته، وجميع أركان الإيمان أساسها الإيمان بالله، فالمسلم يؤمن بالله -تعالى-، وبما جاء منه؛ من الملائكة، والكتب، والرسل، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.