قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

فورين بوليسي: نقص التمويل يهدد بتفاقم الوضع الإنساني للنساء جراء حرب أوكرانيا

الوضع الانساني في أوكرانيا
الوضع الانساني في أوكرانيا
×

يواجه النازحون بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تحديات كبيرة، لاسيما النساء النازحات قسرا، في ظل عدم وفرة الموارد المالية اللازمة لسد احتياجات هؤلاء اللاجئين أو توفير فرص عمل لهن، إما لعدم تناول القوانين المحلية لهذه النقطة أو لمعوقات مرتبطة بحاجز اللغة.

وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أنه بعد ساعات من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير 2022، بدأ اللاجئون يتدفقون عبر الحدود إلى دول مثل مولدوفا.

وبدأت منظمات الإغاثة الإنسانية، لاسيما النسائية، مثل منظمة "آر سي تي في ميموريا" المولدوفية بقيادة لودميلا بوبوفيتشي في العمل على مساعدة هؤلاء النازحين على الفور، إلا أنه بعد مرور أكثر من عامين على الحرب، أصبحت المنظمات، مثل منظمة "بوبوفيتشي" مثقلة بالعمل، وتعاني من نقص التمويل، وفي كثير من الحالات معرضة لخطر الانهيار، ما يهدد تلبية احتياجات النساء والأطفال الذين يخدمونهم.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن النساء والأطفال يشكلون نحو 80% من 5.9 مليون لاجئ أوكراني غادروا البلاد منذ عام 2022، وأن الكثير منهم واجه العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك الاستغلال الجنسي أو الاتجار بالبشر أو العنف المنزلي، والتي ارتفعت بشكل كبير منذ بداية الحرب.

ولفتت المجلة إلى أنه وفقا لدراسة استقصائية أجريت في أوكرانيا وبولندا ومولدوفا ورومانيا فيما يتعلق بالتحديات التي تواجهها منظمات وجمعيات الإغاثة الإنسانية، فقد تحدث ممثلو هذه المنظمات عن ارتفاع معدلات العنف القائم على النوع الاجتماعي، حيث لايزال العديد من النساء والأطفال اللاجئين يقيمون في ملاجئ جماعية بها مرافق غير منفصلة للجنسين مع رقابة محدودة على من يدخل المباني ويخرج منها، إضافة إلى عدم وفرة الموارد المالية اللازمة، وعدم وجود فرص عمل للنازحين.

وأوضحت المجلة أنه في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، حشدت المنظمات التي تقودها النساء، مثل "آر سي تي في ميموريا" في مولدوفا، ومؤسسة "مارتينكا" في بولندا، ومنظمة "فولكروم" الأوكرانية جهودها بصورة سريعة في جميع أنحاء المنطقة لخدمة النازحين، مدعومين بميزة فهم للفروق الثقافية الدقيقة مقارنة بالمنظمات الدولية غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة التي تفتقر لهذه الميزة، مشيرة إلى أنهم قاموا بذلك دون موارد ثابتة أو دعم مالي، وكثيرا ما اضطروا إلى الاعتماد على احتياطياتهم الخاصة أو العمل التطوعي من أجل تقديم خدماتهم.

ونوهت "فورين بوليسي" بأنه في عام 2022، تلقت أوكرانيا ما يقرب من 30 مليار دولار من التمويل الإنساني، ومع ذلك، فإن أقل من 1% منها، وفقا لتقرير صادر عن معهد الصحافة والتغيير الاجتماعي (IJSC) الذي يتخذ من أمستردام مقرا له، وصلت إلى منظمات وحركات ومؤسسات حقوق المرأة المحلية.

وتحدثت هذه المنظمات والحركات والمؤسسات عن متطلبات التمويل المرهقة والتأخيرات البيروقراطية، بما في ذلك الأعمال الورقية الثقيلة، فعلى سبيل المثال، طلبت إحدى المنظمات غير الحكومية الدولية الكبيرة تقديم ما لا يقل عن 30 عنصرا للتحقق من المساءلة قبل الموافقة على توفير الدعم والمساعدة للمنظمات المحلية.

ووفقا لتقرير معهد الصحافة الهولندي، فإن حوالي 2% فقط من إجمالي التمويل الإنساني يذهب إلى المنظمات غير الحكومية المحلية ومنظمات المجتمع المدني الموجودة في البلدان النامية، وإن نسبة التمويل الذي يذهب إلى المنظمات التي تقودها النساء والفتيات أقل من ذلك.. كما أن 12% فقط من المنظمات التي شملها تقرير المعهد تؤكد أن مؤسساتهم لديها بالكاد التمويل الكافي لتشغيل وتنفيذ أعمالهم المخطط لها حتى نهاية عام 2024.

في هذا الصدد، قالت ناستيا بودوروجنيا مؤسسة مؤسسة "مارتينكا"، وهي منظمة بولندية أوكرانية غير حكومية تدعم ضحايا الاتجار بالبشر والحرب والعنف القائم على النوع الاجتماعي، "إن مصدر قلقنا الأكبر هو أنه بحلول نهاية عام 2024، لن تكون هناك منظمات بقيادة أوكرانية تقدم خدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي في أوكرانيا، لاسيما الاغتصاب، والعنف المنزلي".

وتؤكد "فورين بوليسي" أن المرحلة الأولى من الحرب ربما تكون قد انتهت، لكن الأزمة التي أثارتها لم تنته بعد، ولايزال السؤال عما سيحدث بعد انتهاء الحرب يلوح في الأفق بالنسبة للأوكرانيين.

وشددت المجلة الأمريكية على أنه بعد مرور أكثر من عامين على هذا الصراع، حان الوقت لأن يبدأ العالم في التعامل مع الأوضاع الإنسانية ذات الصلة باعتبارها الأزمة الحقيقية، وهو ما يعني منح المنظمات التي تعمل على الخطوط الأمامية التمويل المستدام والمرن وطويل الأجل الذي تحتاجه لزيادة قدرتها وتلبية احتياجات السكان الذين تخدمهم بدلا من إبقاء هذه المنظمات في حالة من الفوضى وعدم اليقين.