تعودنا أن تصنع جداتنا الخبز ويربون الطيور في البيوت، وكان هناك نوع من الاكتفاء الذاتي في منازلنا، خاصة القروية، وأيضاً البيوت في المدن كانت تصنع الخبز وتربي الدواجن والطيور، يستفيدون ببيضها ولحومها.. ولا يعانون ارتفاع الأسعار.
مبادرة رائعة جاءت في وقتها تماما أطلقها التحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي مع مؤسسة أبو العينين للعمل الثقافي والاجتماعي، مبادرة “ست الستات” لتعليم صناعة الخبز بأنواعه المختلفة للسيدات،
فقد اضطرت الحكومة في الفترة الأخيرة أن ترفع سعر رغيف العيش بعد أن تفاقمت المشكلة وأصبح يتكلف أكثر بكثير من سعره، فهو يباع بـ5 قروش للرغيف الواحد بينما تكلفته جنيه وربع الجنيه.
وقد تعود البعض أن ينتقد لمجرد الانتقاد وأن يلقي بالعبء على الحكومة، وينسى أيضا أن لنا دورا في تخفيف العبء، دورنا الحقيقي في التوعية بأهمية تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج وصناعة السلع، خاصة في سلعة أساسية مثل الخبز الذي لا غنى عنه في أي بيت أولاً لفوائده الكثيرة؛ فهو يسد احتياجات الأسرة من البروتين والألياف والمعادن مع إحساس بالشبع على مدار اليوم.
وأثبتت العديد من التجارب التي أجريت على الخبز الجاهز، والمصنوع في البيت، أن خبز البيت في المقام الأول من ناحية الفوائد التي يتمتع بها على حساب أي نوع من أنواع الخبز الجاهز، وهو أرخص وأنظف كثيرا من الجاهز، وفي بيوتنا المصرية العيش هو أساس اي وجبه في اليوم، لما له من فوائد متعدّدة للجسم، ويُمكن الحصول عليه بأشكال مختلفة من المخابز الخاصّة، إلّا أنّ إعداده في المنزل له متعة وطعم خاص، وبتكلفة أقل كثيرا.
من رأيي أن مبادرة تعليم السيدات صناعة الخبز بأنواعه تعيد هذه الصناعة للبيوت المصرية، حتى البيوت في المدن كان بها حلة اسمها “حلة العيش” كان يصنع فيها العيش ليقدم طازجا للأسرة نظيفا ورخيصا.
من الممكن أن يكون شراء الخبز أسهل وأسرع، لكنه بالتأكيد لا يضمن مستوى الجودة والنظافة والسعر، وصناعته في المنزل تضمن أن يكون دائما طازجاً وصحيا وطعمه لذيذ.
أسعدتني مبادرة التحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي، وأتمنى أن تتكرر بشكل دائم وأن تدعهما كل المؤسسات الاجتماعية.
مثل هذه المبادرات تحتاج تكاتف المجتمع كله وليس الغني أو الفقير، وهي أولا وأخيرا لصحة أولادنا وترشيد الاستهلاك، وأتمنى أن
تليها مشروعات صغيرة لصناعة الخبز وتربية الدواجن حتى يتحقق الأمن الغذائي لكل منزل.
تحية لهذه المبادرة وأتمنى أن أراها في كل بيت مصري.
[[system-code:ad:autoads]]