يجري التحول إلى السيارات الكهربائية بوتيرة سريعة في الدنمارك، وبحلول مطلع هذا العام، وصل عدد السيارات الكهربائية المسجلة إلى 200 ألف سيارة، فيما شكلت السيارات الكهربائية 36% من جميع السيارات المسجلة حديثًا في العام الماضي.
على الرغم من هذا التقدم الملحوظ في قطاع سيارات الركاب، فإن قطاع الشاحنات الكهربائية لا يزال متخلفًا، حيث تشكل الشاحنات الكهربائية حوالي 1% فقط من إجمالي أسطول الشاحنات في الدنمارك. ولكن، من المتوقع أن يتغير هذا الوضع قريبًا.
تشير الحسابات الجديدة إلى أن التحول من الشاحنات التي تعمل بالديزل إلى الشاحنات الكهربائية سيتفوق على التحول في سيارات الركاب في الدنمارك.
ويقول «جيبي ريتش» من إدارة DTU الدنماركية، الذي أجرى الحسابات مع الأستاذ المساعد أحمد كرم: "في جميع السيناريوهات التي قمنا بحسابها، يبدو أن نسبة الشاحنات التي تعمل بالكهرباء ستكون أعلى بكثير من تلك الخاصة بسيارات الركاب خلال السنوات العشر المقبلة".
الشاحنات نصف المقطورة محور التحول
تستند توقعات إدارة DTU بشكل خاص إلى الشاحنات الثقيلة، وتحديدًا الشاحنات نصف المقطورة التي تزن أكثر من 12 طنًا وتنقل البضائع داخل الدنمارك.
تمثل هذه الشاحنات حوالي 33% من الشاحنات في الدنمارك، ولكنها تغطي حوالي 67% من الكيلومترات المقطوعة.
ويضيف جيبي ريتش: "نظرنا إلى شبكة النقل الخطي، حيث تنقل الشاحنات البضائع من مستودع إلى آخر قبل أن تلتقط المركبات الصغيرة البضائع وتحضرها إلى المدن. هذه هي الشاحنات التي تتوقع الحسابات أن تعمل جميعها بالكهرباء بحلول عام 2035".
تتفق منظمات أخرى مع هذه التوقعات، على سبيل المثال، تتوقع منظمة التحول الأخضر الدنماركية (Rådet for Grøn Omstilling) أن حوالي نصف الشاحنات في الدنمارك ستعمل بالكهرباء في عام 2035.
بينما تتوقع وكالة الطاقة الدنماركية أن حوالي خمس الشاحنات فقط ستعمل بالكهرباء بحلول ذلك الوقت.
هناك عدة أسباب تدعم هذه التوقعات المتفائلة بشأن التحول إلى الشاحنات الكهربائية:
1. التطورات التكنولوجية: تقدم التكنولوجيا في بطاريات الشاحنات الكهربائية يجعلها أكثر كفاءة وقدرة على تغطية مسافات أطول.
2. الدعم الحكومي: تقديم حوافز مالية وسياسات تشجيعية من الحكومة الدنماركية لدعم التحول إلى المركبات الكهربائية.
3. الطلب الصناعي: الشركات الكبيرة والمتوسطة التي تدير أساطيل شاحنات بدأت في إدراك الفوائد الاقتصادية والبيئية للتحول إلى الشاحنات الكهربائية.
رغم التوقعات الإيجابية، هناك بعض التحديات التي قد تعيق التحول الكامل إلى الشاحنات الكهربائية، منها:
- البنية التحتية للشحن: الحاجة إلى بنية تحتية موسعة لشحن الشاحنات الكهربائية.
- التكلفة الأولية: التكلفة العالية للشاحنات الكهربائية بالمقارنة مع الشاحنات التقليدية، رغم أن تكاليف التشغيل والصيانة أقل على المدى الطويل.
- تطوير البطاريات: الحاجة إلى تحسين قدرة البطاريات لتغطية المسافات الطويلة التي تقطعها الشاحنات الثقيلة.
التحول إلى الشاحنات الكهربائية في الدنمارك يسير بخطى سريعة، ومن المتوقع أن تتفوق نسبة الشاحنات الكهربائية على السيارات الكهربائية في المستقبل القريب.
بينما تشكل الشاحنات نصف المقطورة محور هذا التحول، فإن الدعم الحكومي والتطورات التكنولوجية والطلب الصناعي هي عوامل رئيسية تدعم هذا الاتجاه.
ورغم وجود بعض التحديات، فإن التوقعات تشير إلى مستقبل أكثر استدامة واقتصادية لنقل البضائع في الدنمارك.