إن كانت النكبة هي عام تهجير الفلسطينيين قسرًا، الذي وقع منذ أكثر من 70 عامًا باغتصاب الأراضي وتحويلها إلى مستعمرات إسرائيلية، فإننا أمام نكبة جديدة مأساوية، وربما تكون أكثر حزنًا وبشاعة، ومن أحداث تلك النكبة وهي "محرقة الخيام" التي أراقت دماء الأبرياء من الشعب الفلسطيني الأعزل في رفح.
وأبطال النكبات المتوالية هم شياطين البشر من الإسرائيليين من تجار الدماء، الذين يقولون بعزم كاذب إنهم يلاحقون أحد المسلحين، بينما هم يحصدون أرواح آلاف العزل.
يا حسرتاه على الأطفال! إنهم أكثر ضحايا ما نراه من جرائم تقشعر لها الأبدان، وتتقطع عليها القلوب وتجف لها العيون من الدمع.
رأيت صورة رضيع رافعًا يديه إلى السماء، صامتًا من فزعه مما يراه ويعيشه، وقد فقد روحه قبل أن يملأ العالم ببراءته.
بشاعة المنظر تدل على مدى حقارة الصهاينة، بل إن ما فعلوه ينفي زعمهم أن هتلر كان قاسي القلب، فماذا لو عاد الزمان بهتلر وحوكم، هل كان سيراه العالم كما رووا أم كان سيصبح أكثر براءة منهم؟
فلماذا يبكي الغرب على المحارق التي ارتكبها "هتلر" وهم يرون "محارق الخيام" بأيادي من يبكون عليهم؟ أين المتشدقون بالحرية والمساواة في دول الغرب؟ أين من يقولون إن العدل في بلاد الغرب وإن أمريكا لم تقم إلا عليه؟!
ستشهد الأرض بالمذابح الجماعية والقتل والحرق والتشريد - على الإسرائيليين أنفسهم، وعلى دول "الغرب" التي ساعدتهم، إن كان بسلاح ذي رصاص أو بصوتهم وأفعالهم الكاذبة، ليخفوا ما تفعله للدفاع عن دولة الاحتلال.
فالقدس تنادي، وغزة تناجي على السلام.. فيا سلام أين أنت؟!
وتبقي الأسئلة التي تقف حائلًا بيني وبين المنطق: لماذا تقف الولايات المتحدة خلف إسرائيل؟ لماذا تدافع عنها وفي أيديها دماء الأطفال والنساء والشيوخ والشباب؟ ألا ترى صور الأطفال؟
وتمثل الإجابات عن هذه الأسئلة حجر زاوية مهم في تلك المذابح التي سيخلدها التاريخ في أكثر صفحاته سوادًا.
[[system-code:ad:autoads]]