"رصيف أتلفه الهوى" .. هذا واقع الجسر البحرى الذى أقامته الولايات المتحدة الأمريكية على شواطئ قطاع غزة، في محاولة منها لتجميل صورتها فى ظل جرائم الاحتلال الإسرائيلي داخل القطاع، وتجويع الشعب الفلسطيني، بدعم كامل وممنهج من الإدارة الأمريكية، فرغم مرور أيام قليله على إعلان إنشاء هذا الجسر، خرجت الأنباء من داخل غزة عن انهياره.
[[system-code:ad:autoads]]
وتحول رصيف غزة البحري العائم إلى مثار انتقاد وتندر بعدما تسبب في جنوح أربع سفن للبحرية الأمريكية وإصابة بحارة أمريكيين، وقد ضربت سلسلة من المشاكل الأمنية واللوجستية والطقسية الخطة الأمريكية لتقديم المساعدات الإنسانية، وسقط القناع الأمريكي الذى يزيف واقع دورها فى جرائم إسرائيل ضد الإنسانية.
[[system-code:ad:autoads]]
320 مليون دولار ولم يصمد أسبوع... ادعاءات كاذبة
ويواجه المشروع، الذي تفكّك بسبب الرياح القوية والبحار الكثيفة بعد أكثر من أسبوع بقليل من تشغيله، انتقادات بأنه لم يرق إلى مستوى تكاليفه البالغة 320 مليون دولار، ورغم ذلك، يقول المسؤولون الأمريكيون إن الجسر الفولاذي المتصل بالشاطئ في غزة والرصيف العائم يتم إصلاحه وإعادة تجميعه في ميناء في جنوب إسرائيل، ثم سيتم إعادة تثبيته والعمل مرة أخرى الأسبوع المقبل، وفي حين أشارت تقديرات البنتاغون المبكرة إلى أن الرصيف يمكن أن يسلم ما يصل إلى 150 شاحنة من المساعدات يومياً عندما تكون عملية تشغيله كاملة، فإن ذلك لم يحدث حتى الآن، بل تحول الرصيف لمشكلة للبحرية الأمريكية.
وأعاق سوء الأحوال الجوية الحصول على المساعدات إلى غزة من الرصيف، في حين أن الهجوم الإسرائيلي في مدينة رفح الجنوبية جعل من الصعب، إن لم يكن من المستحيل في بعض الأحيان، الحصول على المساعدات إلى المنطقة عن طريق الطرق البرية، وقد صاحب الحديث عن الجسر العديد من الانتقادات بحسب ما ذكرته العديد من
تقارير وسائل الإعلام العالمية، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية داخل القطاع، وقد أكدت حركة حماس على حق الشعب الفلسطيني في وصول المساعدات التي يحتاجها، لكنها اعتبرت أن الميناء العائم ليس بديلاً عن فتح المعابر البرية، وشددت على رفض أي وجود عسكري لأي قوة كانت على الأرض الفلسطينية.
كما انتقد المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري الجسر مشيراً إلى تناقض موقف الولايات المتحدة الأمريكية التي تقدم من جهة أخرى الأسلحة والذخائر والدعم المالي لإسرائيل لتقصف سكان غزة، وصف ما يحدث من واشنطن بأنه ادعاءات كاذبة.
ما فكرة الرصيف البحري؟
وتقوم الفكرة على بناء منصة مصنوعة من صنادل متصلة راسية في قاع البحر، قبالة ساحل غزة، هذه المنصة مهمتها استقبال سفن الشحن الضخمة القادمة من قبرص على بُعد حوالي 200 ميل بحري، حيث يتم تفريغ الشحنات على هذه المنصة ثم إلى شاحنات الجيش المنتظرة التي تتحرك على المنصة لتنقل المساعدات إلى قوارب عسكرية أصغر، وتبحر القوارب مسافة حوالي 3 أميال إلى الرصيف العائم والجسر الذي قامت القوات الإسرائيلية بدفعه إلى الساحل وتثبيته على الشاطئ، ثم تنطلق شاحنات المساعدات من السفن وتهبط على الجسر المكون من مسارين والذي يبلغ طوله 1800 قدم، وتتوجه الشاحنات إلى الشاطئ، حيث يتم تفريغها في منطقة تؤمنها القوات الإسرائيلية.
وتشكل مكونات الميناء العائم حلقات وصل ضمن ممر بحري ينطلق من جزيرة قبرص باتجاه شاطئ غزة، حيث تشحن المساعدات الموجهة إلى القطاع على متن سفن تنطلق من ميناء لارنكا البحري في قبرص بعد تفتيشها، وتتولى لجنة إسرائيلية تفتيش حمولة السفن في ميناء لارنكا قبل نقلها باتجاه غزة، كما تخضع للتفتيش الإسرائيلي على الأرض أيضاً كما هو الحال مع المساعدات القادمة عبر البر، وتشرف خلايا تنسيق على عملية نقل وتوزيع المساعدات، وتضم إضافة إلى إسرائيل والولايات المتحدة، قبرص والأمم المتحدة ومنظمات إنسانية.
الجسر من البناء إلى الانهيار
وكانت بداية العمل بالجسر فى 19 أبريل، وذلك حين أكد المسؤولون الأمريكيون أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وافق على المساعدة في تسليم المساعدات المقدمة إلى غزة عبر الرصيف البحري بمجرد الانتهاء من البناء، وفي 25 أبريل، بدأ البناء الرئيسي لمرفق الميناء على الشاطئ بالقرب من مدينة غزة في التبلور، والموقع البري هو المكان الذي سيتم فيه تسليم المساعدات من الجسر وإعطاؤها لوكالات المعونة، وفي 30 أبريل تظهر صور الأقمار الصناعية سفناً أمريكية تعمل على تجميع الرصيف والجسر على بعد حوالي 11 كيلومتراً (6.8 ميل) من الميناء على الشاطئ.
وفي 9 مايو، كانت السفينة الأمريكية ساغامور هي أول سفينة محملة بالمساعدات تغادر قبرص وتتوجه نحو غزة وفي نهاية المطاف إلى الرصيف، وقد تم بناء محطة أمن وتفتيش متقنة في قبرص لفحص المساعدات القادمة من عدد من البلدان، وفي 16 مايو، وبعد الوقت المستهدف البالغ 60 يوماً، تم الانتهاء من بناء وتجميع الرصيف قبالة ساحل غزة والجسر المرتبط بالشاطئ بعد أكثر من أسبوع من تقلب الطقس والتأخيرات الأخرى، وفي 17 مايو بدأ تشغيل الرصيف رسمياً بعد نحو شهرين من انطلاق عملية البناء التي تولاها الجيش الأمريكي، وتطلبت عملية بناء ميناء غزة العائم الاستعانة بأكثر من ألف جندي أميركي، واستغرقت نحو شهرين، وكلفت حوالي 320 مليون دولار. ويتكون الميناء من جزأين، وحتى يوم 24 مايو تم تسليم أكثر قليلاً من 1000 طن متري من المساعدات إلى غزة عبر الرصيف، وفي 25 مايو أتت الرياح العاتية والبحار الشديدة تلحق الضرر بالرصيف.
هذا مصير الرصيف
ووفقا لما أعلنته الإدارة الأمريكية، فإنه من المنتظر خلال الأيام المقبلة، أن سيتم إعادة تجميع أجزاء الجسر، وبحلول منتصف الأسبوع المقبل سيتم نقلها إلى شاطئ غزة، حيث سيتم ربط الجسر مرة أخرى بالشاطئ، كما تقول البنتاجون.
ومن جانبها، قالت سابرينا سينج، إنه عندما نتمكن من إعادة تثبيت الرصيف مرة أخرى، سنتمكن من رؤية تدفق المساعدات في تيار ثابت جداً، وسنستمر في تشغيل هذا الرصيف المؤقت لأطول فترة ممكنة.