مسجد الطنبغا المارداني، أيقونة أثرية واقعة بين حارات الدرب الأحمر، جمعت بين التاريخ والأصالة في أقدم أحياء مصر المحروسة، لتنسج أعظم المساجد والأبنية على الطراز المملوكي.
تجول "صدى البلد" في رحلة بين دروب مسجد الطنبغا المارداني، ليحكي قصة الأمير الطنبغا المارداني الذى كلف ببناء المسجد في العصور الوسطي بمساعدة السلطان الناصر محمد، ليكون شاهدا على عظمة فن العمارة الإسلامية في عصر المماليك.
ويمكنك أن تري على مسافات تقارب الـ 300 متر تقريبا، مأذنة وقبة مسجد الطنبغا المارداني، الشاهقتين بين أبنية الأهالى كأنها إشارة ودلالة ترشدك لزيارته، وحين وصولك تجد تلك البوابة الخشبية الشاهقة المطعمة بالزخارف كأنها باب قصر فتح ليستقبل كبار الضيوف.
مسجد الطنبغا المارداني
وعقب عبورك البوابة الشاهقة، عليك أن تستمتع بـ الساحة التي ستجذب بـ النافورة الخشبية بأضلعلها المثمنة، لتأسرك من شدة جمالها وتجعلك تذهب إليها لتتوضأ من أجل الصلاة، وبمجرد أن ترفع عينيك سترى الأعمدة الخشبية لتصطحبك إلى سقفها المطرز بالآيات القرآنية.
ثم ترفع عينيك مرة أخرى لتشاهد ملامح المرايات التي طرزت وطعمت بحروف وكلمات الفن الإسلامي، لتأخذك في مشهد دقيق وعميق نحو قبة مسجد الطنبغا المارداني والمأذنة الشاهقة.
لتخطو قدماك في خطوات ثابتة بين الأروقة الأربعة بـ مسجد الطنبغا المارداني، لترى القبلة الرخامية والمنبر الخشبي، والأعمدة الحاملة لقبة المسجد من الرخام والجرانيت الأحمر ، وبعد خطوات أخرى ستشاهد أعمدة باقي المسجد من الرخام الأبيض.
يذكر أن أن المسجد أنشأه الأمير الطنبغا الماردانى أحد مماليك الملك الناصر محمد بن قلاوون، ويؤرخ إنشاء المسجد على نصوصه التأسيسية بتاريخ 740 هجريا، وهو يقع بشارع باب الوزير بالدرب الأحمر.
وُضع تصميمه على مثال المساجد الجامعة بأربعة إيوانات ذات أروقة يتوسطها صحن مكشوف، أكبرها إيوان القبلة.
وتتكون العمارة الخارجية له من ثلاث واجهات من الحجر تتوجها شرفات حجرية مسننة، أما عمارته الداخلية فعبارة عن أربعة أروقة تحيط بصحن أوسط مكشوف، أعمقها رواق القبلة، قٌسمت هذه الأروقة إلى بلاطات بواسطة بوائك تعتمد على أعمدة ودعائم، وهذه الأروقة بعمق أربع بوائك برواق القبلة، واثنين بكل من الرواق الشمالي والرواق الجنوبي والرواق الغربي.