نعيش وننعم جميعا على أراضينا ووسط منازلنا بسلام آمنين يحمينا جيشنا برا وبحرا وجواً.
ونرى أشقاءنا في الأراضى المحتلة يملأون الأرض صراخا وأنينا وسط دماء كالبحور تحت سماء تملأها القذائف ولهيبها.
نرى صورا وفيديوهات تضربنا في العمق، نشاهد أشقاءنا مستغيثين متماسكين كالعمدان الصلبة لا يخشون الموت ولا يرضخون للصهيونية منذ نكبة 48.
نرى يوميا مشاهد لا يصدقها عقل، طفل بلا رأس وجثامين متفحمة ونار وأشلاء وأهوال،
وكأن القيامة قد قامت.
وعلى مدار عشرات السنوات، ومصر تجاهد وتسعى وتقدم شهداء، وكأن لقب أم الدنيا لن يطلق عليها عبثا بل نشعر جميعا أن فرحنا خيانة وراحتنا خيانة، وسقوف منازلنا خيانة.
نخجل أن نفرح حتى لا نخون حزنهم فنكاد من فرط عجزنا أن نعتذر لهم على بقائنا على قيد الحياة.
فهذه ليست أهوال يوم القيامة،ولكن هذا جريمة في رفح، أطفال بلا رءوس تخرج من تحت القــصف
أخبروهم أنها منطقة آمنة ثم قصفوها وحرقوا الخيام بمن فيها، صرخات المفجوعين تمزق الأرواح ومشاهد جثث الأطفال المتفحمة تذكرنا جميعا بأن لا أحد يكترث لفلسطين وأن قطعان القتلة يواصلون الجريمة بدعم كامل وكل الإدانات لن تحمي الأطفال من جرائم قادمة.
بصقة فى وجه بايدن والأمم المتحدة والعالم الذين يتشدقون بأن العملية فى رفح يجب ألا تمس المدنيين. هؤلاء الأبرياء الذين ضاقت بهم الأرض بما رحبت وهم يبحثون عن ملاذ آمن حتى لجأوا إلى الصحارى وإلى الخيام وإلى الضياع.
الأطفال فى خيامهم جثث بلا رءوس أشلاء بلا أحشاء وجثث متفحمة لله المشتكى يا مغول الزمان. وكما قال الشاعر محمود درويش:
سقط القناع.. عن القناع.. عن القناع..
سقط القناع ..
لا إخوة لك يا أخي،,,لا أصدقاء
يا صديقي،,,لا قلاع
لا الماء عندك،لا الدواء , لا السماء, ولا الدماء ..
ولا الشراع ولا الأمام ولا الوراء..
حاصر حصارك .. .لا مفرُّ
سقطت ذراعك فالتقطها
واضرِبْ عدوك..لا مفر ..
وسَقَطْتُ قربك،فالتقطني
واضرب عدوك بي،فأنت الآن :
حرٌّ