يتساءل الكثير عن الفرق بين الكنيسة والدير ولا يستطيع التفرقة بينها، حيث يتبادر الى الأذهان عندما يسمعون كلمة “كنيسة” أنها عبارة عن المباني المزينة بالنقوش المعمارية من الخارج والداخل، والدير هو المكان في الصحراء فقط.
ما هي الكنيسة؟
لكن الكنيسة هي مكان الصلاة لعامة الناس والمكان المتواجد به “المذبح المقدس" وهي خاصة بأداء الصلوات والاحتفالات والتجمعات والدروس والمواعظ الدينية.
ففي وقت سابق، قال قداسة البابا تواضروس إن هناك 5 أشياء تُمثلها الكنيسة للإنسان:
- الكنيسة تُمثل موضعًا للشفاعة وصداقة السماء مع سحابة من الشهود، وهم يتوسلون عنا أمام الله.
- الكنيسة تُمثل موضع الصلوات المرفوعة المتعددة، ونصلي استعدادًا لمجيء المسيح لعله يأتي ونحن نصلي.
- الكنيسة تُمثل موضع الكلمة المقدسة، لأن الوصايا هي رسالة خاصة من الله ترشد الإنسان في حياته، "فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ" (في ١: ٢٧).
- الكنيسة تُمثل موضع الأسرار المقدسة، التي هي العمل المقدس الذي يحيي حياة الإنسان من أجل خلاصه.
- الكنيسة تُمثل موضع الصحبة المقدسة، والتي تشجع المؤمنين على الحياة الفاضلة "شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ. أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ" (١ تس ٥: ١٤).
الدير والقلايات
أما "الدير" فهو مكان اختلاء الرهبان، وعادة ما يكون بعيدا عن زحمة المدينة في الصحراء، وبه كنيسة ولكل دير رئيس يهتم بالرهبان، وبه عدد من القلايات "مسكن خلوة الراهب" ليعيش منفردًا في مناجاة الرب وليتعبد.
وهناك العشرات من الأديرة القبطية في مصر، وأول دير في العالم هو دير القديس الأنبا أنطونيوس "أب الرهبان" في العالم أجمع، ومع انتشار الكرازة في العالم، بدأت الكنيسة القبطية الارثوذكسية في عمل أديرة قبطية أرثوذكسية في أنحاء العالم.
وتحظى الكنيسة القبطية بالعديد من الأديرة المشهورة ومنها:
- دير الأنبا أنطونيوس - البحر الأحمر: وهو أول دير أنشئ في العالم بالبحر الأحمر، وينسب اسمه إلى الأنبا أنطونيوس الذي يعتبره المصريون أول الرهبان في العالم وأب جميع الرهبان.
- دير الأنبا بولا - البحر الأحمر: وهو أحد أقدم الأديرة المصرية، أنشئ في أواخر القرن الرابع الميلادي وبداية القرن الخامس.
- دير القديس العظيم الأنبا بيشوي - وادي النطرون: يُعَد أكبر الأديرة العامرة بوادي النطرون غرب دلتا النيل شمال مصر، وأنشأ في أواخر القرن الرابع الميلادي.
- دير السيدة العذراء مريم - السريان - وادي النطرون: أصغر الأديرة العامرة الأربعة بوادي النطرون غرب دلتا النيل شمال مصر، وأنشأ في القرن الثامن الميلادي.
- دير البراموس (دير السيدة العذراء) - وادى النطرون: وترجع تسميته إلى مكسيموس ودوماديوس الرومانيين وهم من آباء القرن الرابع الميلادي، وأنشئ الدير في القرن الرابع الميلادي.
- دير القديس أنبا مقار الكبير - وادي النطرون: هو دير قبطي أرثوذكسي، وأحد الأديرة العامرة الأربعة بصحراء وادي النطرون، رئيس الدير الحالي هو البابا تواضروس الثاني شخصيا، وأنشئ في الثلث الأخير من القرن الرابع الميلادي.
- دير الأنبا باخوميوس "الشايب": ويرجع تاريخ الدير إلى القرن الرابع الميلادى، وهو من الأديرة الرئيسية التي شيدها القديس الأنبا باخوميوس أب الشركة.
- دير الأنبا صموئيل المعترف “بستان جبل القلمون” - محافظة المنيا: يضم الدير 4 كنائس، هي الأنبا صموئيل، وكنيسة السيدة العذراء مريم، وكنيسة الأنبا ميصائيل السائح، وكنيسة الشهداء، كما يضم الدير مغارة الأنبا صموئيل المعترف، وانشا الدير في القرن السادس الميلادي.
- دير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين - سوهاج: ويعرف بالدير الأبيض ويضم عدة كنائس ومباني ملحقة، وأنشئ بين القرنين الرابع والخامس.
- الدير الأحمر أو دير الأنبا بيشاي والأنبا بيجول - سوهاج: ويبعد عن دير الأنبا شنودة الشهير بالدير الأبيض، بحوالي 4 كم تقريبًا، ويرجع بناؤه إلى القرن الرابع الميلادي.
صلوات القداس
ودائما الأديرة والكنائس من الأماكن المقدسة التي تكون مفتوحة أمام المصلين في أوقات صلوات “القداس الإلهى”، وحتى بعد انتهائها.
فمنطقة "صحن الكنيسة" وهو المكان الذي يجلس فيه المشاركون في الصلوات، كما نجد مكانًا آخر خاص بالأب الكاهن والشمامسة، تقام فيه طقوس صلوات القداس الإلهى، وهو ما يسمى "المذبح".
جدير بالذكر، أن "المذبح" يعد "الهيكل" بالكنيسة تقام عليه أسرار الكنيسة المقدسة، وكان في العصور الأولى يُصنع من الخشب فقط، وكان على شكل ترابيزة، ولكن ببداية القرن الرابع بدأ يصنع من الحجر وعلى شكل مقبرة فتحتها من الشرق ليناسب طقس الكنيسة الذي يشبه دفن وقيامة المسيح، وهي عبارة عن شكل مربع عادة من الحجر وفوقه قبة.