بمناسبة مرور 200 عام على انطلاق السيمفونية التاسعة "نشيد الفرح" للموسيقار العالمي لودفيج فان بيتهوفن، نظمت هيئة المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط أمسية موسيقية كلاسيكية بعنوان «السيمفونية التاسعة لبيتهوفن نشيد الفرح»، وذلك بالتعاون مع وفد بعثة الإتحاد الأوروبي بالقاهرة.
[[system-code:ad:autoads]]
وقام بالعزف خلال الأمسية أوركسترا القاهرة السيمفوني بقيادة المايسترو المصري الفلهارمونى أحمد الصعيدي، عزفت خلالها السيمفونية التاسعة للموسيقار الألماني الشهير لودفيج فان بيتهوفن، والتي تعد أحد أهم المؤلفات الموسيقية العالمية التاريخية، والشهيرة ب «السيمفونية الكورالية»، والتي نالت إعجاب الحضور.
[[system-code:ad:autoads]]
وقد شهدت الأمسية حضوراً جماهيرياً واسعًا، ونخبة من السادة الوزراء السابقين والشخصيات العامة، وسفراء الدول الأجنبية في مصر، وعدد من الفنانين ومحبي الفن والموسيقى، من بينهم السيد عمرو موسي وزير الخارجية الأسبق والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، والدكتور محمد بن عيسى وزير الخارجية والثقافة المغربي الأسبق، وعالم الآثار ووزير الآثار الأسبق الدكتور زاهي حواس.
واستهل الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف، الأمسية بكلمة ألقاها نيابة عن السيد أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، رحب خلالها بالحضور، معرباً عن سعادته بهذه الأمسية الفنية التي تساهم في إبراز دور المتحف كمؤسسة ثقافية داعمة للعديد من الفعاليات الثقافية والفنية المتنوعة.
وأوضح فى كلمته أن صناعة السياحة في مصر حققت نتائج إيجابية خلال الفترة الماضية في ضوء تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة بها وبما يساهم في تحقيق مستهدفاتها، وصولاً إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2028.
كما استعرض أبرز المؤشرات التي حققتها صناعة السياحة في مصر خلال الفترة الماضية حيث حققت 14.906 مليون سائح خلال عام 2023 والذي يعد رقماً قياسياً في أعداد الحركة السياحية الوافدة إليها حيث تعدى الأعداد السياحية لعام 2010 والذي كان يعتبر عام الذروة.
كما حققت السياحة في مصر خلال الأربعة أشهر الأولي من العام الجاري 4.6 مليون سائح وهو ثاني أعلى رقم في الحركة السياحية الوافدة لمصر بعد عام 2010، والذي حقق 4.7 مليون سائح خلال نفس الفترة. كما حققت أيضاً خلال ذات الفترة أعلى رقم قياسي في الإيرادات السياحية نتيجة ارتفاع كل من عدد الليالي السياحية وقيمة الإنفاق بالدولار عن مستويات عام 2010، حيث تعتبر الايرادات هي الأعلى في تاريخ السياحة في مصر بقيمة وصلت إلى 4.3 مليار دولار مقارنة بـ 4.1 مليار دولار في عام 2023، و3.7 مليار دولار في عام 2010.
وأشار إلى الدور الهام لجمعية أصدقاء المتحف القومي للحضارة المصرية، ومجلس إدارتها برئاسة الدكتور أشرف العربي وزير التخطيط الأسبق ورئيس معهد التخطيط القومي، والأمين العام اللواء محمد يوسف حيث تضم الجمعية في عضويتها شخصيات متميزة، الأمر الذي يؤكد قيام المتحف بدوره المجتمعي والتثقيفي والذي يعد أحد رسالات المتاحف بشكل عام.
وأكد على أن المتحف يرحب دائما بتقديم جميع أشكال الفنون والثقافة المصرية والعالمية، ليكون في الصدارة لتقديم مثل هذه العروض الثقافية والفنية، التي تبرز الثقافة والحضارة المصرية والتراث المصري، وأهمية تعريف المجتمع المصري بالثقافة الغربية، والقيام بدورة الثقافي المعرفي، والارتقاء بالحس الفني.
كما قدم الدكتور أحمد غنيم هدية تذكارية إلى رئيس وفد الاتحاد الأوروبي بالقاهرة، بمناسبة انتهاء فترة عمله بالقاهرة، مثنياً على إدارته المتميزة والتي أثمرت على توقيع عدد من الاتفاقيات والشراكات الهامة مع مصر، كما توجه بالشكر لوفد الاتحاد الأوروبي لدعمهم لدور المتحف الثقافي والفني.
ومن جانبه أعرب السفير كريستيان برجر رئيس وفد الاتحاد الأوروبي بالقاهرة على حفاوة الاستقبال وسعادته بالمشاركة في هذه الأمسية الرائعة، والتي تتعانق فيها الحضارة المصرية مع الفن الأوروبي، وعلى عمق العلاقات التي تربط بين مصر والاتحاد الأوروبي، متوجها بالشكر لهيئة المتحف على هذا التعاون المثمر والتنسيق الكامل لتنظيم هذه الأمسية الرائعة .
يذكر أن الموسيقار لودفيج فان بيتهوفن، كان ولا يزال أحد عباقرة الموسيقى في العالم على مر العصور والأكثر إبداعا وتأثيرا، ورغم فقدانه السمع أنتج معزوفات ومقطوعات خالدة في الوجدان الإنساني، منها السيمفونية التاسعة التي مر 200 عام على عرضها للمرة الأولى في مايو 1824، ومقطوعة «نشيد الفرح» التي تم اقتطاع جزء منها لتصبح النشيد الرسمي للاتحاد الأوروبي.
وجدير بالذكر أن هذه السيمفونية لها جذور شرقية، وبالتالى لها علاقة مع مصر، من حيث استخدام آلات موسيقية شرقية خاصة فى المارش الأخير من السيمفونية ، وهو ما يؤكد على تداخل الحضارات ، وعلى نهج المتحف المتبع ليس فقط فى إقامة أنشطة وفعاليات تبرز الثقافة والحضارة المصرية والتراث المصرى ، بل منفتح على حضارات العالم الأخرى، بشرط أن يكون بينها وبين الحضارة المصرية نوع من الاتصال أو العلاقة المشتركة.