استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم وفدًا من أعضاء الكونجرس الأمريكي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، برئاسة السيناتور جيري موران، عضو لجنة الاعتمادات بمجلس الشيوخ، بحضور اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة.
[[system-code:ad:autoads]]
أوضح المستشار د. أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الوفد الأمريكي أكد أن زيارته تأتي في إطار الأهمية الخاصة التي توليها بلاده للشراكة الاستراتيجية مع مصر، مشيرين إلى دورها الكبير كركيزة للاستقرار الإقليمي، وتقديرهم للجهود المصرية لإرساء السلام والأمن في المنطقة، لافتين إلى الدور المصري الجوهري في دفع جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل المحتجزين والرهائن، بالإضافة إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها مصر لإدخال المساعدات الإنسانية لأهالي غزة، معربين عن شكرهم وتقديرهم لدور مصر والقيادة المصرية.
[[system-code:ad:autoads]]
أعضاء الكونجرس الأمريكي
شهد اللقاء حوارًا معمقًا حول الأوضاع الإقليمية، أكد خلاله الرئيس السيسي ضرورة تكثيف الجهود لاحتواء الموقف ووقف الحرب، بما ينهي المأساة الإنسانية المستمرة التي يعيشها أهالي قطاع غزة ويحول دون توسع الصراع وامتداده، مشددًا على المخاطر الناجمة عن العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، وتداعياتها الإنسانية والأمنية.
كما أكد الرئيس ضرورة الانخراط الدولي الجاد في تطبيق حل الدولتين وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، باعتباره مسار تحقيق العدل والسلام والأمن لجميع شعوب المنطقة.
من جانبه، أوضح الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، أن الجهود المصرية مستمرة وتهدف إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة قبل شهر رمضان المبارك، وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية للقطاع.
وأضاف أن هذه الأهداف في صميم التحركات المصرية والاتصالات المستمرة مع دول العالم، رغم تعنت الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى موقف مصر الثابت والمستمر في دعم القضية الفلسطينية، حيث قدمت أكثر من ثلثي المساعدات الإنسانية الموجهة لقطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي، وفتحت مطار العريش لاستقبال المساعدات الدولية لإيصالها للقطاع عبر معبر رفح.
جدير بالذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجه منذ اللحظة الأولى لاندلاع الاشتباكات، بتكثيف اتصالات مصر مع جميع الأطراف ذات الصلة، فمصر على اتصال مباشر مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وكذلك الأطراف الإقليمية والدولية منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن، سواء على مستوى الرئيس أو وزارة الخارجية والجهات المعنية.
دور مصر في القضية الفلسطينية
تابع الرئيس السيسي تطورات الأحداث من مركز إدارة الأزمات الاستراتيجي. وحذرت جمهورية مصر العربية في بيان صادر عن وزارة الخارجية من مخاطر وخيمة للتصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، في أعقاب سلسلة من الاعتداءات ضد المدن الفلسطينية.
دعت مصر إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر، محذرة من تداعيات خطيرة نتيجة تصاعد العنف، مما قد يؤثر سلبًا على مستقبل جهود التهدئة.
دعت مصر الأطراف الفاعلة دوليًا، والمنخرطة في دعم جهود استئناف عملية السلام، إلى التدخل الفوري لوقف التصعيد الجاري، وحث إسرائيل على وقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني، والالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بمسؤوليات الدولة القائمة بالاحتلال.
أكد أيمن سمير، أستاذ العلاقات الدولية، أن مصر تواصل جهودها المستمرة منذ 7 أكتوبر الماضي في تعزيز موقفها السياسي والدبلوماسي على مختلف الأصعدة: عربيًا، إقليميًا في الشرق الأوسط، ودوليًا.
شدد سمير على أن مصر قد رسخت مبادئ ثابتة في تعاملها مع الأزمات، وأن الدبلوماسية المصرية نجحت في تثبيت هذه المبادئ في نظر الفاعلين الدوليين.
كشف سمير أن أولوية مصر العليا هي تحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى المنطقة دون عوائق.
وأوضح أن مصر تمكنت من إقناع المجتمع الدولي بهذه الأهداف، مشيرًا إلى البيان الصادر عن الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب مع الوزير الأمريكي أنتوني بلينكن الذي أكد هذه الأولويات.
أكد سمير أن الحديث عن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو الضفة الغربية إلى الأردن يُعد خطًا أحمر وغير مقبول، مشددًا على رفض مصر الشديد لأي هجوم بري إسرائيلي قد يستهدف مدينة رفح.