كشفت لوحة أثرية عمرها أكثر من 3200 عام بعض الأسباب الغريبة التي قدمها العاملون المصريون القدماء لتبرير تغيبهم عن العمل.
يبدو أننا لسنا الوحيدين الذين نحاول تقديم اعتذارات عن العمل، فالمصريون القدماء كانوا يفعلون ذلك أيضًا.
البناء والتشييد
على الرغم من أن بناء الأهرامات كان أكثر شقاءً بكثير من وظائف المكاتب التقليدية اليوم، إلا أن اللوحة الأثرية قد كشفت بعض الأسباب المذهلة التي استخدمها بعض المصريين للاستراحة من العمل.
تحتوي اللوحة الحجرية، المعروفة باسم "الأوستراكون"، على سجلات لغياب أربعين موظفًا مكتوبة باللغة المصرية الحديثة الهيراطيقية باللون الأحمر والأسود، وتحدد كل يوم تغيب فيه كل موظف وسببًا زعموا أنهم قدموه.
الأعذار الغريبة
بينما قد تبدو أعذار مثل "أكل الكلب لواجبي المدرسي" أو "تجاوز وقت استيقاظي" متطرفة، إلا أن خيال العاملين المصريين القدماء كان أكثر إثارة للدهشة فقد سجلت اللوحة أسبابًا مثل تعرض أحد العمال للسعة عقرب أو ذهابه لجمع الأحجار أو المساعدة في الكتابة.
ويرى آخر أن والدته مريضة - وهذا عادل بما فيه الكفاية، وكان الموظفون الآخرون أيضًا مريضين في ذلك اليوم، وقاموا بإدراج أمراضهم - مرة أخرى، وعندما تصل القائمة إلى عامل يُدعى سيبا، تصبح الأسباب أكثر تعقيدًا بعض الشيء.
وكتب آخر أن سيبا تعرضت للعض من قبل عقرب - وهو سبب حقيقي على أقل تقدير. وتم ذكر أسباب أخرى مثل جمع الحجارة ومساعدة الكاتب.
أما الأعذار المسجلة على اللوحة الأثرية المصرية القديمة تظهر مدى خيال العمال وقدرتهم على إيجاد أعذار إبداعية للتغيب عن العمل.
ويوضح المتحف البريطاني : "في مصر القديمة، كانت البيرة ضرورية جدًا لدرجة أنه تم التعامل معها بشكل أساسي كنوع من الطعام - وكان يتم استهلاكها يوميًا وبكميات كبيرة في المهرجانات والاحتفالات الدينية.
"كانت البيرة ضرورية للعمال، مثل أولئك الذين بنوا أهرامات الجيزة، الذين تم تزويدهم بحصة يومية تبلغ 1 جالون ومع ذلك، لا تزال تتمتع بمكانة إلهية، مع العديد من الآلهة والإلهات المرتبطة بالبيرة."
قال بعض الموظفين إنهم بقوا في المنزل لمساعدة "زوجته أو ابنته التي تنزف".