لا تكاد تخلو معركة من معارك المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي داخل قطاع غزة، إلا وتجد أن لمنطقة جباليا شمال غزة بطولات استثنائية، وبعد أن أعلنت تل أبيب وجيشها عن انتهاء المعارك فى شمال غزة، وبدء المعارك فى منطقة رفح، تلقت الفرقة 98 لجيش الاحتلال ضربة قوية، تمثلت فى ق.تل وأسر مجموعة كبيرة من الجنود بتلك المنطقة خلال الأيام الماضية، ورغم عدم اعتراف تل أبيب بعملية الأسر الجديدة، إلا أن الصحف العبرية تحدثت عن مفاجأة كبرى تعد دليلا دامغا عن قصور العمليات الاستخباراتية.
[[system-code:ad:autoads]]
وفيما يعد تمهيدا لإعلان بدأ الجيش الإسرائيلي تسريب مبررات لإخفاقاته بتلك المنطقة، حيث كشفت صحيفة وللا العبرية، أن عناصر الفرقة الإسرائيلية المسئولة عن المعارك بهذا المخيم، فوجئوا بأن حماس تمتلك 3 كتائب عسكرية تابعة لكتائب القسام، وذلك على عكس المعلومات التي كانت تقول أن هناك كتيبة واحدة، وذلك يفسر ما ادعاه الجيش بهزيمة حماس فى هذا المخيم مع سقوط الكتيبة الأولى.
[[system-code:ad:autoads]]
مخيم جباليا
ومخيّم جباليا تم إنشائه عام 1948، وهو يقع إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة، وعلى مسافة كيلو متر عن الطريق الرئيسي (غزة ـ يافا)، ويحد المخيم من الغرب والجنوب قريتا جباليا، والنزلة، ومن الشمال قرية بيت لاهيا، ومن الشرق بساتين الحمضيات ـ النزلة، وبيت لاهيا، ويعد معظم السكان بأصولهم إلى سمسم، أسدود، ويافا، واللد، نعليا، والمجدل، وتوجد داخل المخيم 13 مدرسة ابتدائية وثانوية، وخمس مدارس إعدادية، منها مدرستان تقعان خارج حدود المخيم.
وقبل الحرب كان يوجد بعض القطاعات الاقتصادية في المخيم كقطاع الزراعة و الصناعة و قطاع التجارة والذي يسود المخيم يعد صيد السمك والزراعة والتجارة من أهم حرف سكان المخيم، وتعد جباليا أبرز مناطق التعليم في قطاع غزة بعد المدينة حيث يضم مدارس الأنروا التابعة لوكالة غوث وتشغيل الاجئين الفلسطينين المنتشرة في كافة ازقة المخيم والكثير من المدارس الأخرى.
أسرى جدد .. جباليا تزلزل جيش الاحتلال
ورغم مرور أكثر من 230 يوما على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فقد كشفت كتائب القسام مساء السبت، عن أسر عدد من الجنود الإسرائيليين فيما عرف بـ"معركة النفق" شمال قطاع غزة، وقد خرج أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام ليعلن بيانا، يوضح فيه أن المقاومة استطاعت أسر عدد جديد من الجنود الإسرائيليين عقب الاستدراج إلى أحد الأنفاق في مخيم جباليا، شمال قطاع غزة.
وتمت العملية عصر السبت، وكشفت القسام عن تراجعها بعد تفجير النفق عقب إسقاط جميع أفراج القوة الإسرائيلية وسط جرحى وقتلى وتم الاستيلاء على معداتهم العسكرية، وسط درس تلقنه المقاومة للجيش الإسرائيلي، وفشل إسرائيلي مستمر، بحسب البيان، وبدوره، خرج سريعا المتحدث باسم جيش الاحتلال، نافيا أسر جنود إسرائيليين، قائلاً في بيان له: "يوضح الجيش الإسرائيلي أنه لا وجود لأي واقعة اختطف خلالها جند"، فيما ردت حماس على النفي بفيديو يعرض متعلقات جنود الإسرائيليين الذين تم أسرهم.
تقديرات صادمة للفرقة 98
وفقا لما نشرته موقع وللا العبري، وبحسب تقديرات الفرقة 98 التي تقاتل في المخيم، فإن الجيش الإسرائيلي كان يظن أنه يحارب كتيبة واحدة، ولكنه اكتشف أن هناك كتيبتين أخريين، وبحسب مصادر داخل الجيش، ووفقا للأدلة الميدانية، تعتبر هذه المنطقة من أصعب مناطق القتال، وذلك بسبب كثافة الشقق السكنية المبنية كمجمعات قتالية في غزة، ويدعى الجيش الإسرائيلي، أن ما يعكس أهمية تلك المنطقة، هو انتشال الفرقة 98 حتى الآن سبع جثث لمختطفين، كما ق.تل سبعة جنود.
وتقاتل الفرقة 98 بقيادة العميد دان جولدفوس في منطقة جباليا خلال الأسابيع القليلة الماضية، وهذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها الجيش الإسرائيلي بمناورة في قلب جباليا ويدور القتال الرئيسي حتى الآن على مشارف جباليا في شمال قطاع غزة، ويدعى جيش الاحتلال أن القتال يتركز الآن على عدة مراحل، منها هزيمة نظام حماس في دائرة مدينة جباليا وقرية جباليا ومخيم جباليا للاجئين، وتفكيك طبقات الدفاع في المدينة والقرية، تركزت قوة اللواء القتالي من المظليين، بقيادة العقيد عامي بيطون.
الكتائب تجميع من أماكن أخرى
وعن المناورة البرية إلى جباليا، قدر مسؤولون أمنيون إسرائيليون وجود كتيبة واحدة تابعة لحماس في المنطقة، ولكن مع اشتداد القتال وجمع المعلومات الاستخبارية، أصبح من الواضح أن ثلاث كتائب مختلفة كانت تقاتل في جباليا ضد الفرقة 98، وبحسب إدعاء الجيش الإسرائيلي، فقد كان معظم المقاتلين قد تجمعوا في المنطقة بعد فرارهم من أماكن أخرى، وبعضها يتحرك تحت الأرض وبعضها فوقها.
وذكر تقرير الصحيفة العبرية، أنه قد رافق الدخول إلى مخيم اللاجئين إطلاق عشرات الصواريخ المضادة للدبابات باتجاه قوات الجيش الإسرائيلي، وتفجير عبوات ناسفة، وإطلاق نار من أسلحة خفيفة وقناصة، وادعى أنه تم إجلاء معظم السكان من المنطقة، بما في ذلك الملاجئ والمدارس، والتي أصبحت – بحسب ادعاء تل أبيب - ملاجئ لمقاتلى حماس.
تحد خطير للجيش داخل المخيم
وادعى الجيش الإسرائيلي، أنه قد تم هزيمة البنى التحتية الحماس، والتي تم إنشاؤها على مر السنين أسفل سوق جباليا وفوقه، ودمرت قوات الفرقة 98 مراكز القيادة والسيطرة ومستودعات الأسلحة ومخزونات الأسلحة وغيرها، ولكن جاءت عملية أسر الجنود يوم السبت الماضى لتدمر وتنفى هذا الادعاء.
ويفند التقرير الإسرائيلي التحدي الكبير الذى يواجه الجيش بتلك المنطفة، حيث ينقسم إلى قسمين. الأول هو مسح المباني المزدحمة داخل مخيم اللاجئين، حيث قد يكون المقاوميين مختبئين، وهناك آبار، وحيث توجد أيضًا علامات على وجود مختطفين، أو المختطفين أنفسهم، والتحدي الثاني هو الحفاظ على الانضباط العملياتي واليقظة للقوات في الميدان، على خلفية النشاط والمناورات المستمرة منذ نحو ثمانية أشهر.
وبحسب الأدلة الميدانية، تعتبر هذه المنطقة من أكثر المناطق تعقيدًا للقتال، بسبب مزيج المباني الكثيفة التي يبلغ ارتفاعها من 3 إلى 4 طوابق، والتي ترتبط بأنفاق اتصال تحت الأرض. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي المباني على أعلى تركيز من الشقق المبنية كمجمعات قتالية (مخزونات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، فتحات الهروب، فتحات إطلاق النار، الجدران الواقية، البقع، نقاط المراقبة، زوايا إطلاق النار للأسلحة الصغيرة، القناصة والمضادات)، وقاذفات الدبابات، بما في ذلك العبوات الناسفة التي تم التخلص منها في الجدران، وبحسب تقديرات الفرقة 98.