كل منا سمع وعايش مفهوم التبني الذي منحته امريكا منذ الحرب العالمية الاولي لليهود في العالم ولم تكون مبادئ بالتيمور التي حولت المهاجرين اليهود منذ 1818 من مجرد مهاجرين أوربيين غرباء الي مخالطين للبيض في كل أنشطتهم والتي جعلت القلة منهم ذوات الاموال التي انتقلت معهم من اوروبا الي امريكا لديهم السبيل المادي الذي يتغلل في الامريكي رويدا رويدا. وتأتي الموجه الثانية لهجرة اليهود الي امريكا في 1884 ثم الموجة الثالثة والرابعة عقب الحرب العالمية الاولي والثانية والتي حملت معها اليهود الشرقيين والافريقيين للأاحتضان الامريكي لليهود الذين سكنو ارضها منذ أكثر من نصف قرن وتقلدوا مفاتيح الاموال والسياسة والاعلام ولم يتناول كثير من الكتاب كيف تغللت فئة قليلة من بضعه الاف من اليهود الي داخل دوواين الشعب الامريكي.
وقد يظن البعض ان عدد اليهود في امريكا كبير لدرجة انه يتحكم صناعه القرار ويختار حكام ويعين الاعضاء التشرعيين ولكي اوضح كيف وصل اليهود في امريكا الي تلك القدرات دعني اسرد لكم اخر احصائية لليهود في العالم طبقا لتقرير الوكالة اليهودية حيث ان عدد اليهود في العالم يصل الي 15.8 مليون ,يوجد 46% منهم اي 7.2 مليون نسمة في دولة إسرائيل التي تحتل أرض فلسطين بينما يعيش 54% منهم أي 8.6 مليون نسمة خارج إسرائيل , ويتركز منهم 73% منهم أي 6.3 مليون نسمة في الولايات المتحدة الامريكية , 470 الف نسمة في فرنسا ,393 الف نسمة في كندا, 292 الف نسمة في بريطانيا والباقي حوالي 175 الف نسمة يعيشون في الارجنتين. وتعتبر أمريكا أكثر الدول التي تبنت واقع المواطنة الذي جعل من المجتمع الأمريكي محل انتشار للزواج المختلط وهناك تقرير يحمل عنوان "التزاوج بين اليهود وغير اليهود " والذي أعده دانيال ستايتسكي في وحدة الديموغرافيا الاوروبية والذي بين فيه ان 26% من اليهود خارج إسرائيل فضلوا الزواج المختلط الذي اعطي لليهود قوة في السياسة والاقتصاد وبالأكثرية في المجتمع الأمريكي والبريطاني والكندي والفرنسي. ويمثل الزواج المختلط راس الزاوية في كلا من تلك المجتمعات التي اتاحت لليهود كمواطنين كلا المجالات مثل الاستثمار والاحتكار في البنوك والاعلام وتكنولوجيا الاتصالات والعقارات والبترول والسياحة وصناعه السينما.
لم تقف يد اليهود عند تلك المجالات بل ذهبت الي تكوين مجتمعات الاسياد اليهودية الممثلة في شقي الماسونية والصهيونية واللتان وجهتا أمريكا وبريطانيا لصناعه دولة المهجر لليهود فلم تكن بريطانيا التي نفذت وعد بلفور 1937 بل صناعه القرار في أمريكا. وذهب اللوبي الصهيوني الي ترويج الفكرة السياسية من خلال صناعه وكلائهم في دواوين ومجالس الولايات التي تمثل النسب الأعلى في التصويت والثراء والتي لها الكتل التصويتية في الانتخابات التشريعية والنيابية، وكانت الفكرة هو صناعة إسرائيل في مركزية الشرق الأوسط كي تكون الانتماء الي الأصابع الامريكية والبريطانية في منابع دول البترول وأيضا المؤثر الخارجي والمعرقل الخفي لحركة الملاحة البحرية في المضايق والبحرين الأحمر والمتوسط. واستخدم اللوبي الصهيوني فكرة تبني المجتمع الأمريكي والبريطاني لدويلة إسرائيل في كل ما تريده او تطمح الية بل وتتبنا امداد إسرائيل بأحداث أنواع الأسلحة والعتاد العسكري ودعمها بكل الاستثمارات فى مختلف أنواع المجالات التي تجعلها متفردة في المنطقة.
ومن هنا نجد ان ما فعلته أمريكا وبريطانيا لأكثر من قرن تحمي وتدافع عن الكيان الصهيوني المحتل لأراضي العرب في الجولان وفلسطين دون احترام للمواثيق والقوانين بل وتسعي الي الخرق السافر في كل قواعد الإنسانية وحقوق الانسان فقط من اجل إسرائيل، السؤال هنا متي ينتهي هذا الظلم والقتل والعنصرية الإسرائيلية للشعوب العربية في الشرق الأوسط عامه والكره والقتل والدمار والابادة الجماعية والتهجير القصري للبشر الفلسطينيين العزل خاصه, ومتي ينتهي الدعم والتبني الأعمى الأمريكي لدولة العنصرية الصهيونية في الشرق الأوسط والي متي ستظل الغطرسة الامريكية في خرق كل القواعد والأعراف الدولية من أجل دولة عنصرية دموية ليس لها أمان في كل الشرق الأوسط , ولذا أقول ستظل أمريكا داعما للظلم الصهيوني في الشرق الأوسط وستظل تخرق وتخطط لتدمير دول المنافسة للكيان الإسرائيلي الي ان تستيقظ الرأسمالية الامريكية الي احد الحلمين المزعجين هجوم الطبيعة علي الأراضي الامريكية وتدميرها او الجنون النووي لدولة من الدول الكثيرة التي تعادي الولايات المتحدة بسبب سياستيها التي تتدخل فيها او تريد ان ترسم مصيرها كيفما تشاء,. ومن هنا سوف تنشغل الولايات المتحدة داخل أراضيها وتتصرف في شئونها الداخلية تاركة إسرائيل الي المجهول.. وعندها لن تجد إسرائيل وشعبها أمنا او أمانا غير الهجوم عليها من جنوب لبنان ومن هضبة الجولان ومن رام الله ومن غزة ومن سيناء ومن البصرة ومن طهران وسوف تنتهي اسطورة إسرائيل التي بنيت في 100 سنه في بعض ساعات قليلة دون قرارات مجلس الامن ولا كارت الفيتو ولا الاساطيل الخامس او السادس.. هكذا سيكون جزاء الذين يسعون في الأرض فسادا ..... والي تكملة قادمة