"الإبادة لم تحقق أهدافها" .. ربما يكون هذا هو عنوان كتاب قد يصدر لاحقا لتحليل الحرب التي شنتها تل أبيب على قطاع غزة، وقامت خلالها بكافة أنواع الجرائم ضد الإنسانية، من قتل الأطفال والنساء، وقصف المستشفيات، وأسر العزل، وتعذيب وقتل جماعى، وتجويع شعب، ولكن كل تلك الجرائم بالتأكيد لها أهدافها، ولكن خلال 24 ساعة فقط قامت حماس بتقديم الطعنة القاتلة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة، بعد إعلان فشل تلك الحملة من تحقيق أهدافها العسكرية، تكون تلك الضربة مكملة لمثلث الهزيمة لأي دولة تخوض حربا، فالفشل "سياسيا وعسكريا وشعبيا".
[[system-code:ad:autoads]]
وخلال 24 ساعة، تبطل كتائب القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية حماس، ادعاءات تلك الحكومة من أن أهداف الحرب هو القضاء على حماس، وتأمين العمق الإسرائيلي من صواريخ القسام، وتحرير الأسرى المحتجزين داخل جحور أنفاق غزة، ففى تلك الساعات القليلة، أعلنت حماس أسر جنود جدد، وقصف تل أبيب – العمق الإسرائيلي - لتعلن تل أبيب بعدها عن عقد مجلس الحرب اجتماعا لبحث إمكانية العودة للمفاوضات فى تحرك منفرد يثير الكثير من علامات الاستفهام.
[[system-code:ad:autoads]]
الصواريخ تدوى فى تل أبيب لأول مرة منذ يناير الماضى
وفى أحدث الأنباء القادمة من العمق الإسرائيلي، فقد أعلنت وساائل الإعلام الإسرائيلية، أنه قد أطلقت الصواريخ على تل أبيب مرة أخرى في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل ضغوطا متزايدة بشأن الحرب في غزة، وقد دويت صفارات الإنذار في تل أبيب وأجزاء من وسط إسرائيل اليوم الأحد، بحسب الجيش الإسرائيلي، في أول مرة يتم فيها إطلاق صواريخ على المدينة منذ أواخر يناير، فيما سارعت حركة حماس وجناحها المسلح المعروف بكتائب القسام مسؤولة عن تلك الضربة النوعية.
وبحسب ما أعلنه الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، فإن ثمانية صواريخ أطلقت من منطقة رفح جنوب قطاع غزة عبرت إلى داخل إسرائيل، وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم اعتراض عدد من القذائف، قالت حماس، إنها استهدفت تل أبيب بـ "وابل صاروخي كبير" ردا على "المجازر الإسرائيلية ضد المدنيين"، ويظهر الهجوم احتفاظ حماس بالقدرة على إطلاق صواريخ بعيدة المدى على الرغم من الهجوم الإسرائيلي المستمر على غزة منذ سبعة أشهر، وقد ادعى القادة العسكريين بجيش الاحتلال الإسرائيلي أنهم استطاعوا تأمين العمق الإسرائيلي من صواريخ القسام.
أسرى جدد ... القسام تصدم العالم
ومع مرور أكثر من 230 يوما على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كشفت كتائب القسام مساء أمس السبت، عن أسر عدد من الجنود الإسرائيليين فيما عرف بـ"معركة النفق" شمال قطاع غزة، وقد خرج أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام ليعلن بيانا، يوضح فيه أن المقاومة استطاعت أسر عدد جديد من الجنود الإسرائيليين عقب الاستدراج إلى أحد الأنفاق في مخيم جباليا، شمال قطاع غزة.
وتمت العملية عصر أمس السبت، وكشفت القسام عن تراجعها بعد تفجير النفق عقب إسقاط جميع أفراج القوة الإسرائيلية وسط جرحى وقتلى وتم الاستيلاء على معداتهم العسكرية، وسط درس تلقنه المقاومة للجيش الإسرائيلي، وفشل إسرائيلي مستمر، بحسب البيان، وبدوره، خرج سريعا المتحدث باسم جيش الاحتلال، نافيا أسر جنود إسرائيليين، قائلاً في بيان له: "يوضح الجيش الإسرائيلي أنه لا وجود لأي واقعة اختطف خلالها جند"، فيما ردت حماس على النفي بفيديو يعرض متعلقات جنود الإسرائيليين الذين تم أسرهم.
الإبادة حيلة نتنياهو للتغطية على الهزائم
وكعادة مجلس الحرب الإسرائيلي، فقد مارس الإبادة خلال الـ24 ساعة الماضية للتغطية على الهزائم المتكررة، وقد أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم الأحد أن 81 شخصا استشهدوا وأصيب 223 آخرون نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، وبلغت حصيلة القتلى منذ 7 أكتوبر، بحسب الوزارة، 35,984 قتيلا و80,643 جريحا في غزة.
وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية أن قوات الاحتلال ارتكبت ثماني مجازر بحق عائلات في القطاع، مضيفة أن عدداً من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض وعلى الطرقات، لذا لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، وجدير بالذكر أن وزارة الصحة لا تدرج عدة آلاف من الأشخاص الذين يُعتقد أنهم ما زالوا في عداد المفقودين أو المدفونين تحت الأنقاض في غزة في أرقام القتلى لحين توثيق تلك الأعداد بعد الكشف عنها فى المستقبل.
الضغط الداخلى يتسع
ومع تزايد الأنباء الدالة عن الهزائم العسكرية، يزداد الضغط الداخلى الإسرائيلي على حكومة نتنياهو المتطرفة، وقد اشتبك متظاهرون مع الشرطة في تل أبيب مساء السبت، بعد يوم من المسيرات المطالبة بوقف إطلاق النار وعودة الرهائن، وأظهر أحد مقاطع الفيديو رجال شرطة يمتطون الخيول وخراطيم المياه وهم يحاولون تفريق المتظاهرين، واندلعت اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين في تل أبيب مساء السبت بعد يوم من المسيرات المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة وعودة جميع الرهائن ، بحسب ما أظهرت عدة مقاطع فيديو منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي احتجاج منفصل، قالت الشرطة إنها اعتقلت شخصين “بسبب السلوك غير المنضبط” بعد أن غادرا موقع المظاهرة المعتمد عند تقاطع كابلان، وتوجها إلى تقاطع عزرائيلي و”أشعلوا النيران وبدأوا في خرق النظام، دون الانصياع لتعليمات الشرطة”، وجاءت الاشتباكات في أعقاب مسيرات احتجاجية مناهضة للحكومة جرت في عدة مدن في أنحاء إسرائيل للمطالبة بالإفراج عن الرهائن الذين تم احتجازهم خلال هجوم حماس المفاجئ على إسرائيل في 7 أكتوبر، وإجراء انتخابات عامة.
تصاعد الضغوط القانونية والدبلوماسية
وتأتي تلك التطورات مع تزايد الضغوط القانونية والسياسية ضد تل أبيب، فقد انضم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع إلى صفوف زعماء العالم الذين يوصفون بالمنبوذين دوليا عندما أصبح هدفا للمحكمة الجنائية الدولية، التي يسعى المدعي العام فيها إلى إصدار مذكرة اعتقال ضده وضد وزير دفاعه يوآف غالانت للاشتباه في ارتكابهما جرائم حرب، والجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.
وفي يوم الجمعة، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بالوقف الفوري لعمليتها العسكرية المثيرة للجدل في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، قائلة إن الوضع الإنساني هناك “كارثي” ومن المتوقع أن “يتفاقم أكثر”، وتتصاعد الضغوط على إسرائيل لحملها على إنهاء الحرب من كافة الجهات: حرم الجامعات الأميركية ، والمحاكم الدولية، والمشاهير الأميركيين ، وحلفاء إسرائيل الغربيين، وحتى عائلات الرهائن الإسرائيليين.
ويسعى المسؤولون الإسرائيليون جاهدين لاحتواء التداعيات. واتهموا منتقديهمبمعاداة السامية وتعهدوا بعدم التراجع في مواجهة الضغوط الدولية، وأعلن نتنياهو في خطاب ناري هذا الشهر: "حتى لو اضطرت إسرائيل إلى الوقوف بمفردها،فسوف نقف وحدنا ، وسنواصل ضرب أعداءنا بقوة حتى النصر".
العودة للمباحثات فى إعلان منفرد
وبعد أسبوع كارثى على تل أبيب فى كافة المستويات، قررت تل أبيب العودة لكارت العودة لمباحثات وقف إطلاق النار، وذلك كورقة تخفف بها تلك الضغوط المتشابكة، وفى إعلان منفرد، قال مسؤولون إسرائيليون، إنه من المقرر استئناف محادثات وقف إطلاق النار واحتجاز الرهائن الأسبوع المقبل، ومن المقرر أن تجتمع حكومة الحرب الإسرائيلية في وقت لاحق اليوم الأحد، ويعتزم مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي الاجتماع يوم الأحد لبحث مفاوضات اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار
ويأتي اجتماع مجلس الوزراء في الوقت الذي من المقرر أن تستأنف فيه المفاوضات يوم الثلاثاء، وفقًا لمسؤول مصري مطلع على الأمر، تحدث إلى شبكةCNN، وقال مسؤول إسرائيلي مطلع على الأمر لشبكةCNN يوم السبت إن المحادثات من المقرر أن تستأنف الأسبوع المقبل، وتتواصل الجهود لمحاولة تحقيق انفراجة في المحادثات حتى مع احتدام القتال على الأرض.