الحضارة الفرعونية واحدة من أثرى حضارات العالم حضارة غنية بالأساطير على مر العصور، إليّ أن وصلت إلينا عبر النقوش والرسوم التي تمتلئ بها جدران المعابد و المقابر الفرعونية فضلا عن لفائف البردي القديمة.
تناقلت الأجيال المختلفة في مصر هذه الأساطير عبر التاريخ كما أن هناك الكثير من العبارات و المصطلحات التي يستخدمها المصريون في لغتهم العامية، مُستمده من الأساطير الفرعونية القديمة منها قصص واقعية حقيقية ومنها قصص خيالية وغير منطقية ، لكن هناك من آمنوا بها و لم يهتموا بالمنطق وراءها، بل هناك من انصب كل اهتمامهم على الحكمة والعبرة التي يكتسبونها منها تلك االقصص والأساطير الغير منطقة وجاءت من بين هذه الأساطير كانت أسطورة أم الشعور وهي واحدة من أشهر أساطير الرعب عند المصريين، وهي أسطورة أم الشعور، بعبع الخوف لدى قدماء المصريين. وأم الشعور هي امرأة شديدة القبح، لديها شعر طويل غير مصفف، وأظافر طويلة جداً، وتسكن شواطئ النيل، وفي الترع.
ومغزاها أن جنية بهذا الاسم تسكن الماء وتخرج من الترع ليلا لتسحب من يسير وحده على شاطئ النيل وفروعه وتغرقه في الماء بالضغط على رقبته حتى الموت وبعد استخرج جثة الغريق يظهر في عنقه أثر خنق أم الشعور له ويرى البعض أن عمل أم الشعور ليلا فقط والبعض يرى أنها تمارس مهامها في الظهيرة أيضا فيحذر الفلاحين أبنائهم من الاستحمام في الترعة في القيلولة فإن أم الشعور لاتقيل.
وتوصف أم الشعور بالمنظر القبيح والشعور الطويلة المنكوشة والأصابع ذات الأظافر الطويلة وأنها تسكن الترع العميقة التي تجري بها مياه النيل العذبة ويذكر أن لفظ ترعة مأخوذ من الكلمة الفرعونية تر-عا بمعنى فرع نهري جانبي ويعتقد بعض الريفيين أن أم الشعور تأخذ من كل قرية تطل على ترعة كل عام عريس وعروس ويعتقد أن أم الشعور هي الجنية المرتبطة بعروس النيل القديمة التي كانت تلقى في النيل في مراسم الاحتفال بوفاء النيل وأن الذهن المصري الجمعي يكاد يجمع على أن الذي يموت مقتول أو غريق أو حريق يسكن مكان مصرعه جن على شاكلته فيكون المكان الطبيعي لظهور الجنية أم الشعور هو النيل وفروعه حيث كانت تلقى عروس النيل الجميلة أم الشعور الطويلة قربانا في النيل حتى يحدث الفيضان كما ذكرنا في المقال السابق وما تزال الأجيال لهذا اليوم تردد أسطورة أم الشعور.
وإلي يومنا هذا مازال بعض الفلاحين في الريف المصري يحذرون أبنائهم من اللهو أو الإستحمام بجانب الترع خوفاً من أن تسحبهم الجنية او ام الشعور إليّ القاع .
وهناك من يقول ان الأسطورة التي تربط بين أم الشعور، وبين "عروس النيل"، تقول إن أم الشعور هي أرواح الفتيات اللواتي أُلقين في نهر النيل كل عام.