تشهد شواطئ وجزر البحر الأحمر هذا العام عودة السلاحف البحرية في تقليدها السنوي، حيث تخرج من الأعماق إلى الشواطئ الرملية للتعشيش ووضع البيض. يبدأ هذا الموسم في شهر مايو ويستمر حتى أكتوبر، حيث تضع كل سلحفاة ما بين 70 إلى 130 بيضة. وعلى الرغم من أن نسبة الفقس تكون مرتفعة، إلا أن البيض قد يتعرض لمخاطر طبيعية مثل السرطانات، الطيور، الثعالب، والأسماك، ويظل الصيد الجائر وترك البيض دون حماية من أكبر التهديدات التي تواجه السلاحف البحرية.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور أحمد غلاب، الباحث البيئي بمحميات البحر الأحمر، أن مصر من الدول الموقعة على اتفاقية "سايتس" الدولية التي تهدف إلى حماية ومنع صيد السلاحف البحرية المهددة بالانقراض. وأوضح أن السلاحف تعيش في المناطق الدافئة وتقضي معظم حياتها في البحر المفتوح، وتعود إلى الشواطئ للتعشيش ووضع البيض وانتظار الفقس.
وأشار الدكتور غلاب إلى أن السلاحف الخضراء، وهي من الأنواع الشهيرة في البحر الأحمر، تخرج إلى الشواطئ الرملية لتضع بيضها بعد حفر حفرة بعمق يصل إلى 50 سم. وبعد دفن البيض بالرمال، يستغرق الفقس حوالي 55 يومًا بفعل حرارة الشمس.
وتُرصد ظاهرة وضع السلاحف للبيض بشكل أكبر خلال الليالي القمرية، حيث تختار السلاحف البحرية النادرة في البحر الأحمر هذا التوقيت المثالي علميًا لعملية التبييض.
من جانبه، أوضح الدكتور إسلام الصادق، الباحث البيئي المتخصص بمحميات البحر الأحمر، أنه تم إطلاق عدة إرشادات لحماية السلاحف البحرية خلال موسم التزاوج والتعشيش. تضمنت هذه الإرشادات عدم الاقتراب من الشواطئ التي تتواجد عليها السلاحف البحرية خلال فترة التعشيش، والتركيز على توعية الجمهور بأهمية السلاحف للبيئة البحرية. وأشار إلى أن السلاحف البحرية تعتبر من عوامل الجذب السياحي لهواة الغوص والتصوير تحت الماء.
تعد عودة السلاحف البحرية إلى شواطئ البحر الأحمر للتعشيش ظاهرة طبيعية مهمة، ليس فقط للبيئة البحرية، ولكن أيضًا للسياحة البيئية في مصر، مما يستدعي المزيد من الجهود لحمايتها والحفاظ على استدامتها.