أشد مايجعلك يائسا هو كيفية تعامل المجتمع الدولى مع أصحاب الحقوق ، وأيضا تعاملهم مع أهل الباطل . فعلى مدى الساعات الماضية كان العالم كله متابعا لما يجرى فى ساحة المحكة الدولية التى تأخذ مسمى محكمة العدل وان كان الواقع يقول انها محكمة اعطاء العدل لأصحاب القوة والنفوذ ، المحكمة الكبيرة بعد انتظار وترقب تمخضت كما تمخض الفيل وأنجب فأرا ؛ فقد صالت وجالت وأصدرت بيانات تضاف الى ماأصدرته سابقا ولم يمنع الغطرسة الصهيونية المدعومة أنجلو أمريكيا من مواصلة قتلها واصابتها الابرياء فى قطاع غزة على مدار مايقرب من ثمانية اشهر . طالبت المحكمة المصونة اسرائيل بوقف عدوانها فورا على رفح ، وقالت ايضا ان اسرائيل لم تقدم مايكفى من ضمانات لامن النازحين من رفح الى منطقة المواصى التى قالت عنها انها منطقة آمنة .واسترسلت المحكمة وقالت انها تجد ان الوضع الناتج عن حرب إسرائيل على رفح يمثل خطرا متزايدا على أوضاع المدنيين هناك .
ليس هذا ماذكرته المحكمة فقط بل انها اكدت بالقول ان اى عمل عسكرى إسرائيلى على رفح سيسبب دمارا كليا فى المنطقة . وكشرت المحكمة العادلة عن أنيابها وقالت : أن الاوضاع الحالية فى قطاع غزة والحرب الاسرائيلية على القطاع تتطلب تغيير القرارات التى اتخذتها المحكمة الدولية فى مارس الماضى ، وللتذكير فقط حرب اسرائيل على غزة لم تتوقف بل ازدادت حدة بعد قرارات مارس الدولية.
واختتمت محكمة العدل القول بمطالبة حكومة إسرائيل بوقف حربها فورا على غزة وان تقدم اسرائيل خلال شهر للمحكمة الدولية الاجراءات التى ستتخذها لوقف هذه الحرب . لاتندهش عزيزى القارىء فقط عليك ان تتذكر انها محكمة عدل ودولية . وكل مامضى من قرارات ومطالب من محكمة العدل شىء وهذا المطلب شيئا آخر ؛ فقد طلبت من إسرائيل ان توفر كل عناصر الامان للجان تقصى الحقائق حول ارتكاب جرائم حرب اسرائيلية فى غزة منذ بدء الحرب الاسرائيلية على القطاع قرابة الثمانية اشهر.
قرارات المحكمة ومطالبها ردت عليهم حكومة الحرب بقصف متوحش على رفح وقتل ممنهج استهدف بالطبع الاطفال والنساء ليتخطى عدد الشهداء والمصابين المئة الفا ؛ ويقترب من مئة وخمسين الفا ، ناهيك عمن يرقدون تحت الانقاض ومن يموتون بدم بارد لان إسرائيل تمنع سيارات الاسعاف من الوصول اليهم ؛ وبالطبع لاتنسى الدين يموتون جوعا وقهرا لمنع إسرائيل من دخول قوافل المساعدات الانسانية الى القطاع ومحاصرته من كل صوب وحدب.
قرارات دولية يهلل لها الكثير ، يقابلها تصريح مسئول دولى من داخل المحكمة ولسان حاله يقول وشهد شاهد من أهلها ؛ فيقول: ان هذه المحكمة الميمونة انشئت لمعاقبة كل الدنيا وعلى راسها بالطبع الدول النامية ، وروسيا لكونها المارقة امام الولايات المتحدة الامريكية ، ويستكمل قوله ان المحكمة لم تنشىء لمعاقبة إسرائيل وحلفاءها .
هذه التصريحات التى تعكس واقعا أليمًا تؤكد مفهوم أن الحق لايستجدى ولكن يؤخذ بالقوة .
سلاما على أهل القوة والحق وتبا على أهل البطل واعوانه .
سلاما على غزة سلام ..