عندما كنا نبادر بالتفاعل والاهتمام بغيرنا في الماضي ، وعندما كانت الحماسة تدفعنا لذلك بعفوية وصدق مشاعر .... بقدر ما كنا نلاقي ردات فعل إيجابية ومقابل مرضي لما نعطيه من مشاعر عميقة مع أشخاص كثيرين ، كنا نلاقي ردات فعل سلبية وجمود وبرود في المشاعر من قبل أشخاص آخرين .... فعلمتنا الحياة أن نلعب دور المتفرج بدلا من المبادر مع بعض البشر وفي بعض الأوقات وأن نكون معهم عنصر مستقبِل لا متفاعل.
[[system-code:ad:autoads]]
بالرغم من وجود أشخاص كثيرين في حياتنا تستحق أن نبادر نحن بالاهتمام بهم وبرعايتهم وأن نتفاعل معهم بحماس وحيوية دائما .... إلا أن هناك أشخاص لا تستحق أن نعطيهم أكبر من حجمهم ولا يستحقون نفس القدر من الاهتمام ، أو السؤال والرعاية .... معهم نستنزف طاقتنا ومشاعرنا ووقتنا ومجهودنا بلا جدوى ، تضيع طاقتنا معهم في محاولة تحسين شخصيتهم بالنصح والإرشاد .... تضيع مشاعرنا معهم في كم الحب الذي نعطيه والمشاعر العاطفية من رعاية ومساندة وعون ، يضيع الوقت معهم في الوقت الذي ينتظرنا أشخاص آخرين ويتمنون لو نصف الذي نقضيه مع أولئك .... حتى مجهودنا يضيع سدى عندما نكتشف أن ما زرعناه فيهم وما استثمرناه في شخصياتهم من بذور محبة لام ينبت لنا ولم يزهر.
[[system-code:ad:autoads]]
هذا الاستنزاف للطاقة وللمشاعر وللوقت وللمجهود مع من لا يستحق .... يحولنا من الشخص المتفاعل المبادر إلا الشخص المتحفظ المستقبِل .... من الراحة أن نقوم بدور المتفرج على مجريات الأحداث وعلى تصرفات البشر وبناء على أفعالهم تكون ردات أفعالنا عادلة ومنصفة جدا .... عندما نقوم بدور المتفرج نشعر أكثر بقيمة أنفسنا ووقتنا وطاقتنا ومجهودنا ، نشعر بأهميتنا كأشخاص بأننا لا يجب أن نستنزف بهذا الشكل خاصة مع من لا يستحق .... ولا يجب أن نستغل بهذا الشكل.
اعرف دائما قيمة نفسك وأهمية وقتك ولا تعطيه إلا لمن يستحقه فالوقت الذي يرحل لا يعود وأنت أولى بكل دقيقة في حياتك .... طاقتك تنفذ وقدرتك على التحمل قد تتلاشى ، فاختزن طاقتك ووظفها بإيجابية مع من يستحق أن تستخدهما معهم ، فمن الظلم أن تستنفذ طاقتك مع من لا يستحق وتظلم من يستحق أن تبذلها معه .... اختر الأشخاص بعناية فائقة ، اختر الذين يشعلون حماستك لتكون معهم مبادر ومتفاعل لا مستقبِل ومتفرج .... علينا أن ندرك أن البشر ليسوا واحدا ، ولو كانت الأغلبية مستحقة للعطاء والاهتمام فكثيرون غير مستحقين لذلك.